شاهدت الزميل العزيز د. عبد الحليم قنديل، مع القيادى الإخوانى د. حسن البرنس، على قناة "المحور" فى حلقة من برنامج "حدوتة مصرية" الذى يقدمه الزميل والصديق العزيز سيد على. وقنديل مهما اختلفنا معه فإنه يعتبر الأكثر نقاءً داخل اليسار الناصرى.. وقد شاهدته وهو "يتشعبط" على باب "أتوبيس" عام، مكتظ بالركاب لا يتوفر فيه الحد الأدنى للتعاطى مع المواطن المصرى بآدمية.. فيما يرفل زملاؤه ب"العربى" الناصرى وأنا أعرفهم شخصيًا فى نعيم الشقق الفارهة بالأحياء المخملية بالقاهرة، وبالسيارات "الشيروكى" التى لا يستقلها إلا أثرياء البلد.. وكلها من التمويل العربى "الحلال".. إذ يستحل الناصريون أموال "القذافي" و"صدام" و"بشار".. ويحرمون المال الأمريكى. باختصار د. قنديل "أنظفهم".. وهى شهادة له، تقرها الجماعة الصحفية وكل مَن يعرفه عن قرب.. ولذا فإن الخلاف معه، ينبغى أن يكون على أرضية هذا الوعى.. ولعل د. البرنس كان مدركًا ل"السيرة المهنية" و"الاجتماعية" لقنديل، ما جعله طوال الحلقة ودودًا معه، ولم تستفزه مفردات قنديل الجارحة والمباشرة والتى تتدفق سخات مثل طلقات الكلاشينكوف. أدار الحلقة بحيادية شديدة، الصديق سيد على.. ولم يستسلم لمشاعره غير الودودة لجماعة الإخوان المسلمين، بسبب مرارات تراكمت عبر شهور طويلة، لتعرضه للتجريح والشتائم، من قراء محسوبين إما حقًا أو ادعاءً على الجماعة. الحلقة بالتأكيد، كانت واحدة من الحلقات المتميزة التى قدمها "على"، وكنت أتمنى منه، أن يقف عند محاولات "قنديل" عقد مقارنة بين "ناصر" و"مرسى" على النحو الذى قدم فيها الأول، باعتباره مشروعًا ل"الاستقلال الوطنى" والأخير ل"التبعية للغرب" على ذات السنة التى استنها مبارك. طبعاً كانت المقارنة، ظالمة وغير موضوعية، وفيها قدر من الشوشرة، والتعالى الذى لا يستند إلى أية حقائق على الأرض.. وفى تقديرى أنه لا يجوز مطلقاً أن نضع الرئيس "مرسى" فى مقارنة مع الرئيس الأسبق "عبد الناصر".. لأن الأول رئيس منتخب.. والأخير "انقلابى" جاء إلى السلطة بانقلاب عسكرى.. والأول أعاد السيادة كاملة لسيناء بعد أحداث رفح الدامية.. وبعد أن ضيعها بالكامل "ناصر".. وأعادها منقوصة الرئيس الراحل أنور السادات عبر اتفاقية "كامب ديفيد". مرسى لم يسلم القدسالشرقية وسيناء والضفة الغربية لإسرائيل.. وإنما سلمها "ناصر". مرسى لم يهزم عسكريًا كما هزم "الجنرال" عبد الناصر وانهار جيشه بالكامل فى سويعات قليلة أمام عصابات صهيونية أقل عددًا وعدة. ومن حيث المبدأ وفى المطلق.. فإن شرعية "مرسى" استندت إلى "الشرعية الشعبية" عبر الصناديق فى انتخابات حرة ونزيهة.. أما عبد الناصر فإن شرعيته استندت إلى شرعية "القوة" و"السلاح" و"القهر" ومطاردة المعارضة وسجنهم أو قتلهم ودفنهم فى مقابر جماعية.. وأرض استاد القاهرة الحالى يشهد على تلك المذابح الجماعية. ناصر ابن انقلاب يوليو.. ومرسى ابن ثورة يناير.. وشتان بين الانقلاب والثورة.. وهذه وحدها تكفى لإنعاش مشاعر الخجل حال استحضرنا الرئيسين فى أية مناسبة.. حتى لو كانت فى حجم برنامج "توك شو". [email protected]