كلامى أرجوه لله، ورزقى على الله، وبالله وتالله ووالله، لست إخوانيا، فقد وصل البعض من العجز، حد اتهامك بالأخونة والأسلفة، كلما لم يستطيعوا الرد عليك - وهى شرف لا أدعيه - وسأحافظ على استقلاليتى ما دمت أملك قلماً ووصلة إنترنت ووفنجان قهوة، والحكاية ليست حكاية سد، ليست كتائب الدفاع الإنترنتية. ووصلتنى ردود قيمة من زملاء محترمين، اعتراضا على مقال "الإعلام نقطة ضعف الإخوان"، وهى ردود قيمة، وتخالفنى الرأى، ولأن الرجوع إلى الحق فضيلة، فإنى أؤكد أنى ما زلت مصرا على كلامى أمس، وأمس فات بسلام وتحية، فتحية لأبو حامد على إعطائنا نموذجا فى المراهقة السياسية، وتحية كاريوكا غنوا لها قديما: "الغراب يا وقعة سودا/ جوزوه أحلى يمامة". ويمامة الإعلام الإسلامى- إن صحت التسمية - مريضة، ومن المرض عدم التفريق بين الفعل ورد الفعل، بين أن تبادر بالهجوم، أو أن تصد الهجوم، فتأتيك الضربات من تحت وفوق. وأقول: ليست التعليقات بالهجوم والسباب على مقالات كاتب جاهل، جهادا إعلاميا، وليس تسطير المقالات ردا على مقطع من برنامج نضالا إعلاميا سليما، وليست استضافة شيخ للرد على تفاهات سخافات سماجات رذائل رذيل الدم، هى عبقرية إعلامية. بل أزيدك بأن تولية رؤساء تحرير صحف - قيل - لهم ولاء، ليس هو عين عقل التفكير الإعلامى، كل ذلك لا يمثل سطرا فى افتتاحية كتاب الإعلام الرشيد. تقول الافتتاحية: إن الفعل قبل رد الفعل، بأن إنتاج القصص الإخبارية، أفضل من التعليق عليها، بأن إظهار وجهة نظرك، أفضل من مجرد انتظار وجهات نظر الآخرين. التوجيه العبقرى: "اُهجُهم وروحُ القُدُس معك"، تُمثل فارقا فى طريقة العمل، بأن السابقين الأولين لم يتطوعوا للدفاع، بل تفرغوا بداية لتبليغ الرسالة. ورسالتى لم تصل، لأن كثيرا منا لا يسمعون صوتنا، وينظرون تحت أقدامهم، ومشغولون هم بمتابعة من يهاجمهم فقط، ومن يكيل لهم الاتهامات. والاتهامات لم يلتفت إليها رجل اسمه "ابن حزم"، صار كطاووس فى طرقات أوروبا، يهاجم الآخرين، ويقذف بالكرة فى ملاعبهم، فجاءت مناظراته التى منها كتابه "الفِصَل، فى المِلل والأهواء والنِّحل"، دستورا لإدارة الملعب. أكرر: الهجوم خير وسيلة للدفاع، وليست لى علاقة بالهجوم السياسى، ولا تصريحات السياسيين، فأنا أتحدث عن جريدة وفضائية، وتوك شو، وسيلة تملك زمام المبادرة، تقول الحقيقة، ثم تبتسم وتعلن شعارها: "علينا أن نقول، وعليكم أن تتقولوا أو تتأولوا"، أو القافية تحكم! [email protected]