قبل عقود جاءنا مستشرق معتوه اسمه "مرجليوث" وقال إيه؟ قال الشعر الجاهلى ليس جاهليًا, و تبعه بعض العميان, لدرجة اللمز بأن الصحابة الكرام تعمدوا إخفاء الشعر الجاهلى, حتى لا ينافس بلاغة الوحي. و خرج عظماء كبار واستنفدوا طاقاتهم ردًا و دفاعًا, نضر الله وجوههم كسيدنا الرافعى و تلميذه محمود شاكر. طيب ما علاقة ذلك بالإعلام؟ علاقته أن الإخوان و عموم التيار الإسلامي, لم يعملوا وفقاً لشعار: "و أعدوا". وإلا, فقل لى: هل هناك برنامج توك شو أو قناة أو صحيفة – دع "المصريون" جانبًا فعنها مواجع أخرى - هل هناك وسيلة تضاهى أو تنافس أو حتى تقول: أنا هنا يا ابن الحلال أمام قناة واحدة من قنوات أبناء الحرام؟ الإجابة: ليس هناك "أيس بل ليس", يعنى لا وجود, ومجرد خطاب أنفسنا لأنفسنا فى المرآة التى نسميها شاشة و جريدة. وقبل أيام شن عدد من الكتبة هجومًا على الإخوان والسلفيين, بأنهم يحاولون تقييد الإعلام, لأنهم لا يملكون إعلامًا مهنيًا محترفًا..وهذا كلام صِدقٍ خرج من ألسنة تحترف الكذب. و رحم الله رجلاً أهدى إلى عيوبي, وعيوب التيار الإسلامى كثيرة, ومنها غياب المشروع الإعلامي, و كل الكلام كلام نظريات، يعنى هو "كلام ابن عم حديت", مع أن الحديث الشريف واضح وضوح الشمس حتى لمن أغلقوا على أنفسهم الكهوف: "الحكمة ضالة المؤمن" وعلى الرغم من اعتنائنا بسنة الحبيب صلى الله عليه وسلم, فلم نستفد من تشجيعه لحسان بن ثابت رضى الله عنه: "اهجهم وروح القدس معك" - وخذ بالك وصلى على من قال أنا النبى لا كذب فى وسط المعركة - فهو قال: "اهجهم"يعنى لم يقل له:"دافع عن المسلمين"بل "اهجهم", يعنى: احتفظ بالكرة فى ملعبهم, يعنى: خير وسيلة للدفاع الهجوم, يعنى: اجعل الوليد بن المغيرة يلف على القبائل ليعرف معنى كلمة "زنيم" التى وصفه بها القرآن الكريم. نعم, هناك تجارب سابقة على تجربة قناة مصر 25, ولكن كل تلك التجارب الرائعة مع احترامى و تقديري, لم تفعل أكثر من أن تنقل الدعاة الأفاضل من مرحلة شريط الكاسيت إلى مرحلة الحديث المباشر على الشاشة, والجمهور هو هو نفس الجمهور, و أغلبه لا فرق لديه بين أن يسمع كلام شيخه من سماعة التليفزيون أو من سماعة الكاسيت. الكلام فى هذا الموضوع بطعم الوجع, و عموم ذلك التيار مقصر, فإما إعداد العدة, أو أغلق عليك بابك, ولتنتحب على تقصيرك. وَصَلَتْ؟ أم أقول من ثاني.. يا إخوانى ..من سلفٍ وإخوانِ؟