بعنوان "الثورى.. بروفايل خاص عن صاحب البيت المصرى"، قالت صحيفة معاريف العبرية فى تقرير لها أمس إن الرئيس المصرى محمد مرسى ولد فى قرية فقيرة، وكان يذهب للمدرسة ممتطيا حمارا، واليوم بعد الإقالة المفاجئة لرؤساء الجيش بدأ الرئيس الجديد فى القيام بوظيفته كرئيس للجمهورية بشكل فعلى. وقالت الصحيفة: "فى يوم الأحد الماضى، قرر الرئيس المصرى فى خطوة درامية إحالة مسئولى المجلس العسكرى للتقاعد، ليصبح بعدها قائد مصر بلا منازع"، لافتة إلى أنه ولد فى 20 أغسطس 1951، بمنطقة الشرقية، شمال مصر، لعائلة فقيرة، والده فلاح ووالدته ربة منزل، تربى فى بيئة دينية، مضيفة أن المراسلين الذين تفقدوا المكان الذى تربى فيه مرسى بعد انتخابه رئيسا، عرفوا من المواطنين هناك أن مرسى كان يصل للمدرسة وهو يمتطى حمارا، كما اهتم بشكل خاص بدراسة القرآن وحث أصدقاءه أن يفعلوا مثله. وذكرت معاريف أنه مع نهاية دراساته انتقل مرسى إلى القاهرة وتعلم فى كلية الهندسة بجامعة القاهرة، وهناك مرت عليه الأيام العاصفة ومظاهرات الطلبة ضد الرئيس السادات عام 72، وفى عام 75 بعد إنهائه دراسته الجامعية فى هندسة المعادن، انضم للخدمة العسكرية، وخدم على مدى عامين فى قسم الحرب الكيميائية بالوحدة 2 التابعة لسلاح المشاة المصرى. وأضافت الصحيفة العبرية: وفى عام 78 وبعد حصوله بامتياز على الماجستير تم تعيينه فى جامعة القاهرة، ثم حصل على منحة من جامعة جنوب كاليفورنيا، وسافر للحصول على شهادة الدكتوراه، التى انتهى منها عام 1982. ولفتت معاريف إلى أن الانتقال من الحياة فى دولة تقوم على التقاليد إلى الجو الليبرالى للولايات المتحدة جعل مرسى فى امتحان غير بسيط؛ لكنه نجح به؛ فبرغم الإغراءات حافظ مرسى على أسلوبه المحافظ فى الحياة وفقا لما أكده أشخاص درسوا معه، لكنه امتنع فى الوقت نفسه من تربية لحيته، واكتفى بشاربه، وحرص على عدم انتقاد تقاليد المجتع الغربى وعاداته كما اعتاد أن يفعل الطلبة المسلمون الآخرون فى تلك الفترة. وأضافت: "بعد سنوات عاد مرسى إلى مصر، ليكون رئيسا لكلية الهندسة بجامعة الزقازيق حتى عام 2010". وقالت معاريف إن مرسى بدأ يكشف اهتمامه بحركة الإخوان المسلمين عام 77، عندما كان لا يزال طالبا بجامعة القاهرة، بعدها بعامين انضم إليهم رسميا، وبمرور السنوات صعد على السلم الداخلى للحركة، وفى عام 1992 عندما تم تأسيس المكتب السياسى للجماعة تم تعيينه عضوا بهذا المكتب، ثم انضم بعدها لمكتب الإرشاد التابع للحركة، وهى الهيئة التى تقوم باتخاذ القرارات، كما كان عضوا فى اللجنة المصرية لمعارضة المشروع الصهيونى. وأضافت: "رغم ذلك اهتم مرسى خلال سنوات نشاطه بالجماعة بالنواحى الاجتماعية، ففى عام 2000 نجح فى الفوز بمقعد برلمانى كعضو مستقل عن مدينة الزقازيق، بعدها ترأس كتلة الإخوان المسلمين فى البرلمان حتى عام 2005، فى هذا العام كان يمكننا ملاحظة بوادر تغير فى الحلبة السياسية المصرية، وهو التغير الذى قاد بعد ذلك لثورة اللوتس المصرى فى فبراير 2011، وذلك مع رغبة الرئيس السابق فى توريث نجله جمال الحكم". ولفتت إلى أنه فى مايو 2006 تم اعتقال مرسى خلال مظاهرة تأييد شعبية للقضاة الذين وقفوا ضد تزوير الانتخابات، وفى ال28 من يناير 2011، اليوم الثالث للثورة المصرية، خرج الإخوان المسلمون للشوارع للمرة الأولى للمشاركة بتلك الثورة، ضد النظام الذى كان يعتقد وقتها أنه قادر على وأد موجة الاحتجاج، الذى قام بسلسلة من الاعتقالات ومن بين المعتقلين كان مرسى نفسه، ومعه 34 قياديا بجماعة الإخوان، وبعدها بيومين، عندما فقد النظام السيطرة على الشوارع والسجون، تم تحرير المعتقلين، وفى ال11 من فبراير اكتملت الثورة وخرجت مصر ومعها الإخوان المسلمون لطريق جديد. وذكرت معاريف أنه على ما يبدو أكمل الإخوان المسلمون سيطرتهم على السياسة المصرية، فالحركة التى أسسها حسن البنا عام 1928 وتم ملاحقتها من قبل النظام الملكى ومن بعده نظام الضباط الأحرار فى عهد عبد الناصر، أخيرا حققت هدفها السياسى ووصلت للحكم، لكن الانتصار وكأى انتصار سياسى آخر هو جزئى، حيث ظل المجلس العسكرى برئاسة وزير الدفاع السابق طنطاوى يهدد النظام الجديد. وأوضحت أنه بعد انتخابه رئيسا شعر مرسى بالضغط العسكرى، وفى 5 أغسطس الجارى انطلقت إشارة تحذير للرئيس المصرى عندما قتل 16 جنديا مصريا فى سيناء، وهو الحادث الذى تزامن مع انخفاض شعبية مرسى، مضيفة أن الأخير أدرك أنه بعد سلسلة التصريحات التى أدلى بها عن حماية الدولة والأمن، ستوجه النيران إليه بشكل مباشر، لهذا فقد أراد أن يبعدها عنه، وفى خطوة لجس النبض فيما يتعلق بطنطاوى وزملائه بالمجلس العسكرى، قام مرسى بإقالة اللواء مراد موافى ومحافظ سيناء اللواء عبد الوهاب مبروك. وختمت البروفايل بالقول إن إقالة موافى ومبروك بدت كإقالات رمزية، وبعد أن رأى مرسى أن إقالة رئيس المخابرات العامة والمحافظ مرت بهدوء، شرع مرسى فى الخطوة الأكبر؛ ألا وهى تطهير النخبة العسكرية من أركانها العتيقة القديمة، رجال النظام القديم، الموالين لمبارك، وفى ال12 من أغسطس وفى سلسلة من الإقالات تمت الإطاحة بوزير الدفاع ورئيس الأركان وعدد من القادة العسكريين. ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،