أثارت دعوات تشكيل الفريق الرئاسى من مجلسين أحدهما استشارى والآخر تكنوقراط جدلاً بالشارع السياسى، حيث أيدها البعض لأنها تساهم فى إنجاز الكثير من المهام ودفع عجلة التنمية وإنهاء الأزمات الحالية، ورفضها فريق آخر، مؤكدين أن ذلك من شأنه تشكيل حائط صد بين مؤسسة الرئاسة والشعب مما يعيد إنتاج النظام البائد الفاسد مرة ثانية. ورحب نصر عبد السلام - رئيس حزب البناء والتنمية- بفكرة تشكيل مجلسين لمعاونة الرئيس، مؤكدًا أن تعدد مستشارى الرئيس سيساهم فى تحقيق نهضة مصر، موضحًا أن الأهم من كيفية تشكيل الفريق الرئاسى هو اختيار شخصيات تؤمن ببرنامج الرئيس حتى تستطيع العمل وفقًا لرؤيته, مبينًا أن ذلك لا يعنى أن يكون انتماؤهم لجماعة الإخوان فقط, ولكن على الأقل يؤيدونه ويعملون على نجاح تجربته فى الحكم. ورأى عبد السلام أن الاعتماد على التكنوقراط أثبت جدارته فى الفترة الأخيرة، مؤكدًا أنه سيجنب البلاد اختيار شخصيات ذى توجهات سياسية وهو الأمر الذى قد يعيد من جديد فكرة "التكويش" المتهم بها التيار الإسلامى، مقترحًا أن يكون أغلب أعضاء الفريق الاستشارى من الاقتصاديين للعبور بالبلاد من الأزمة الاقتصادية الخانقة. واتفق معه فى الرأى أحمد ماهر - منسق حركة شباب 6 إبريل- فى فكرة الاعتماد على فريق استشارى وآخر تكنوقراط، مشددًا على أهمية اختيار شخصيات جديرة بمعاونة الرئيس دون النظر لتوجهاتهم السياسية، مضيفًا أن الأهم من الانتماءات السياسية هو مدى قدرة الشخص على الإضافة من موقعه. وفى المقابل، رفض عصام شيحة - القيادى بحزب الوفد - الفكرة مؤكدًا أن تعيين أكثر من مجلس استشارى للرئيس غير مجدٍ ومصر ليست بحاجة إليه فى هذا التوقيت، مشيرًا إلى أن زيادة مستشارى الرئيس سيعيد إنتاج النظام السابق الفاسد، لأنهم سوف يشكلون حائط صد بين مؤسسة الرئاسة والشعب وقوى المعارضة مثلما كان يحدث فى عهد المخلوع. ومن جانبه، أوضح الدكتور عبد المنعم سعيد -المحلل السياسى ورئيس مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية ب "الأهرام" سابقًا- أن تعدد مستشارى الرئيس أمر ليس مطلوبًا حاليًا، خاصة أنه من الواضح للجميع أن الرئيس يتحرك وفق خطوات مدروسة جيدًا وبتأنٍ مطلوب كما أنه يحظى بتأييد قوى من جانب الشعب لذلك فهو ليس بحاجة إلى تعدد المستشارين. وأشار إلى أن تعدد مستشارى الرئيس سيشكل عائقًا سياسيًا للرئيس، خاصة أن أكثر الأمور التى ساهمت فى إسقاط النظام السابق هو تعدد مستشاريه كما أنه كان يملك هيئة إدارية كبيرة لتنظيم حياته الخاصة، موضحًا أن اختيار فريق رئاسى وفريق أمن قومى مصغر من الشخصيات الوطنية المشهود له بحب مصر هو أمر مطلوب الآن.