لا حديث بعد الرئاسة إلا عن تشكيل الحومة الجديدة فمنذ أن وضعت الحرب الرئاسية أوزارها لا صوت يعلو فوق صوت التشكيل الوزارى المرتقب ومن سيعهد إليه بتشكيل الحكومة المعنية بتطبيق برنامج الرئيس النهضوى وسط حالة من الشد والجذب حول طبيعتها وهل تكون حكومة ائتلافية يغلب عليها الطابع السياسى؟ أم حكومة تكنوقراط تخضع لمعيار الكفاءة؟ وقد أثيرت فى الفترة الأخيرة أنباء ترشيحات الأحزاب والقوى السياسية، وهو ما فتح شهية بعض القوى فى المطالبة بمقاعد فى الحكومة القادمة فى ظل تصريحات الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى بتشكيل حكومة من مختلف قوى المجتمع حيث اتفق عدد من القوى السياسية والتيارات المختلفة على مبدأ واحد وهو أن يكون الاختيار طبقًا للكفاءة وتحمل المسئولية للعبور بمصر من منحدر الانزلاق إلى قمة الجبل، فيما طالبت قوى سياسية أخرى من الرئيس المنتخب بإرادة الشعب المصرى الدكتور محمد مرسى بالالتزام بوعوده وأن يكون الاختيار من الحكومة الائتلافية بمعنى من كل قبيلة رجل واحد، وهذا أمر من شأنه أن يدخلنا فى دوامة المواءمات والخلافات والتجاذبات دون انعكاس حقيقى على حياة المواطن ومعاناته. "المصريون" رأت أن تستطلع رأى المحللين السياسيين والتيارات السياسية المختلفة التى اتفقت أغلبها على مبدأ واحد الكفاءة. د. محمود غزلان: لا مانع من اختيار الوزراء من كل الأحزاب والتيارات أكد محمود غزلان، المتحدث الرسمي باسم جماعة الإخوان المسلمين ل"المصريون" أنه لا مانع من اختيار الحقائب الوزارية من كل الأحزاب والتيارات المختلفة فى مصر مادامت هذه الأشخاص تتسم فيها كل الصفات والشروط المطلوبة من كفاءة وقدرة على العمل وثقة وأمانة وشفافية ومصداقية إن وعدت صدقت، وهناك قيادات بحزب الحرية والعدالة وحزب النور وأيضًا فى جميع الأحزاب والتيارات الأخرى المختلفة تتمتع بهذه الصفات. مشيرًا إلى أنه لا يجب أن نقيس اختيارهم لانتمائهم للإخوان أو لأى تيار آخر أو لإرضاء فئة بعينها، ولكن يجب أن يكون مشهودًا لهم بالعطاء والتضحية من أجل مصلحة الوطن فهناك أقباط مشهود لهم بالكفاءة، بالإضافة إلى أن جماعة الإخوان لديها كفاءات عالية فى كل التخصصات. د. أكرم الشاعر: الأساس الكفاءة.. والجميع سواسية فيما أكد أكرم الشاعر، القيادى بحزب الحرية والعدالة وعضو مجلس الشعب المنحل، أن الاختيار يتم على أساس الكفاءة التى تحدد من هو الشخص القادر على تحمل المسئولية إذا تولَّى حقيبة من حقائب الوزارة أو منصبًا معينًا بمعنى من هو الشخص إللى يقدر يشيل الملف ده "على حد تعبيره"، مؤكدًا أن كل التيارات الحزبية والسياسية سواء من الإخوان أو الأقباط أو التيارات الأخرى المختلفة كلهم سواسية لا فرق بين مسلم أو مسيحى كل هؤلاء يمثلون الشعب المصرى ككل وأن يكون لديهم خبرة وكفاءات متميزة، وأنه يجب اختيار الحقائب الوزارية طبقًا لمعيار الكفاءة والنزاهة والمصداقية بعيدًا عن الانتماء لأى فصيل معين، وقال غزلان: "إذا كان يتمتع بالأمانة أهلاً به ضمن الحقيبة الوزارية وغير ذلك فمرفوض". وقال الشاعر إن ماتردد عن اختيار الرئيس لفئة معينة أغلبها من الإخوان المسلمين كلها تكهنات وأما عن اختيار الدكتور عصام العريان لتولى وزارة الخارجية هذا كلام سابق لآوانه، مؤكدًا أنه لم يتم حتى الآن اختيار أى شخص من جماعة الإخوان أو أى تيار آخر ويجب استبعاد كل رموز النظام السابق حاليًا وبالنسبة لفكرة المصالحة الوطنية فهى فكرة جيدة ولكن لا يجب التعامل مع النظام السابق فى هذا التوقيت ويجب الانتظار لحين عبور مصر من أزمتها الحالية. د. يسرى حماد: الابتعاد عن الوجوه القديمة وكوادرنا موجودة لمعاونة الوزراء من جانبه، قال الدكتور يسرى حماد، المتحدث الرسمى باسم حزب النور، إن اختيار رئيس الوزراء يكون بعيدًا عن الوجوه القديمة وأن يكون الاختيار للأشخاص الوطنيين ذوى الخبرات الواسعة وأن يكونوا على اطلاع واسع بالدول المتقدمة وأيضًا أن يتميز الشخص الذى سيتولى الحقيبة الوزارية بكيفية التعامل مع الملفات التى أعطته خبرة واسعة فى مجال الوزارات فى مختلف التخصصات بمعنى أن يكون لديه خبرة فى مجال التخصص الوزارى وأن يكون عمليًا أكثر ما يكون نظريًا، مؤكدًا أن الاختيار يجب أن يكون لأفضل العناصر الموجودة والمشهود بكفاءتها حتى لو كان ذلك على حساب المشاركة الحزبية. وأشار حماد إلى ضرورة الاختيار من جميع التيارات المختلفة، ومن العار أن نقول إنه سيتم الاختيار من مسجد أو كنيسة ولكن يجب الاختيار بناءً على الخبرة فى مجال التخصصات المختلفة، وقال حماد: إذا كان الوزير الذى سيتولى الحقيبة الوزارية سيقع اختياره على وجوه جديدة أو كوادر من الأحزاب المختلفة وفصيل من الشباب، فلدينا فى حزب النور كثير من الكفاءات والخبرات من تعليم وصحة وبترول وزراعة وطاقة ونقل ومواصلات، وكذلك فى قطاع الاقتصاد والتجارة، وأضاف حماد أن هناك مشروعًا يسمى بالمصالحة الوطنية، هذا المشروع يجب أن يكون هدفه المصالحة مع جميع القوى السياسية والتيارات المختلفة ولكن يجب تجنب الأشخاص الذين ليس لديهم مبادئ ولا عهود واعتادوا على النفاق والكذب هذه فئة من النظام القديم، أما الفئة الأخرى هى التى تسببت فى العديد من الأحداث المؤلمة التى حدثت منذ اندلاع الثورة التى أطاحت بالنظام الخائن الذى تسبب فى ضياع العديد من الأرواح والجرح وكانوا السبب أيضًا فى زعزعة البلاد واستقرارها، ولكن علينا ألا نهمل حقيقة هؤلاء ومحاسبتهم على جرائمهم السابقة فى انهيار الاقتصاد المصرى والجرائم الأخرى. طارق الخولى: نحتاج إلى كل الكفاءات للنهوض بمصر فى المرحلة المقبلة من ناحية أخرى، أكد طارق الخولى، المتحدث باسم حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية، أن الرئيس محمد مرسى وعد الشعب المصرى فى مؤتمر صحفى بأن رئيس الوزراء القادم سيكون من خارج جماعة الإخوان المسلمين، وأن أغلب التشكيل الوزارى من خارج الجماعة أيضًا، لأن هناك ما يسمى باستراتيجية المشاركة ويجب أن يكون الاختيار طبقًا لمعيار الكفاءة وليس إرضاءً لأحد، مؤكدًا أن الرئيس إذا خالف وعده وقام بتشكيل الحكومة من الإخوان فهو الذى سيتحمل المسئولية أمام الشعب فى حال فشل هذه الحكومة؛ لذلك يجب على الرئيس أن يختار طبقاً للكفاءة والخبرة السابقة أشخاصًا تكون أهل ثقة، أما بالنسبة لاختيار الأقباط فالدكتور مرسى من الممكن أن يتشاور مع الكنيسة فى هذا الشأن فهناك شخصيات قبطية محترمة قادرة على تحمل المسئولية، وطالب الخولى من رئيس الوزراء القادم أن يبتعد عن رموز النظام القديم الذى سقط مع مبارك، وبالتالى نحن فى حاجة إلى كل الكفاءات للنهوض بمصر فى الفترة القادمة، ولا أظن أن الرئيس محمد مرسى سيسمح بعودة النظام البائد فهذه صفحة وانطوت ولا يمكن الرجوع إليها مرة أخرى، مؤكدًا أن كل مَن كان يتبع النظام القديم فى سياسته فليرحل بعيدًا عن المؤسسات المصرية. د. سعيد اللاوندى: الرئيس سيهتم باختيار الفنيين والمتخصصين فى المجالات المختلفة وأضاف الدكتور سعيد اللاوندى، الخبير الاستراتيجى بمركز الأهرام، أنه يجب على الرئيس محمد مرسى أن يضع فى الاعتبار الحكومة الائتلافية التى وعد بها، وأن يشارك فى هذه الحكومة الإخوان والتيارات الأخرى ذوو الكفاءات، مؤكدًا أنه لا يحب مقولة مسلم أو مسيحى، كلنا مصريون وشعب واحد على حد قوله، ويجب أن نكون على مسافة واحدة وأن يستعين الرئيس بالكفاءات التى ستنهض بمصر والتقدم، وأعتقد أن الرئيس مرسى سيهتم باختيار الفنيين والمتخصصين فى مجالاتهم المختلفة. جمال أسعد: الوزارة الائتلافية غير مطلوبة والاستحواذ مرفوض فيما أكد جمال أسعد، المفكر القبطى، إذا كان الاختيار سيكون بناءً على ما يسمى بالوزارة الائتلافية فهذا غير مطلوب فى المرحلة الحساسة فنظام المقاسمة السياسية بناءً على التيارات السياسية التى تدعو لذلك فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد حاليًا لا تستدعى لإرضاء أحد أو الانتماء لتيار معين فهذا خطأ وقع فيه النظام السابق ولا يمكن الرجوع إلى هذا الخطأ مرة أخرى ولكنى أرى أن الاختيار يكون صحيحًا من أجل سلامة الوطن ومن أجل بناء مصر الحديثة على حد تعبيره. وشدد أسعد على أهمية الابتعاد عن فكرة الاستحواذ من تيار بعينه فهذا الأسلوب رفضه الشعب المصرى وكل الجماعات المختلفة والتيارات السياسية الأخرى أيضًا ونحن الآن فى أمس الحاجة إلى الاختيار الصحيح من جميع التخصصات بعيدًا عن أى تيار أو حزب سياسى، معتبرًا أن تشكيل الحقيبة الوزارية الجديدة وزارة إنقاذ وليست وزارة القسمة والتراضى. د. نبيل لوقا بباوى: الكنيسة لن تتدخل فى تشكيل الحكومة فيما أكد الدكتور نبيل لوقا بيباوى، أن الرئيس محمد مرسى وعد الشعب المصرى بحكومة ائتلافية وطنية ولابد أن ينفذ وعده بشرط أن يكون هذا الاختيار طبقًا للكفاءة والتخصص فمصر بها أكْفاء وذوو خبرات متميزة، وأكد أن الكنيسة لا تمارس السياسة فدورها رعوى "دينى"، حيث إن الكنيسة لن تتدخل فى هذا الشأن لأنه من الواجب الوطنى علينا الاختيار طبقًا لمعيار الكفاءة سواء كان الشخص مسلمًا أو مسيحيًا أو ينتمى لفكر معين، فالمصلحة الوطنية تحتاج للكفاءات والتخصصات من كل أطياف الشعب المصرى، ولكن يجب أن يأخذ فى الاعتبار محاسبة كل من يخطأ ولا بد من وضع قاعدة قانونية لمحاسبة كل مَن يقصّر فى أداء عمله وإعلاء شأن القانون، مشيرًا إلى أنه لا بد من المسألة الجنائية لكل من يخالف هذه القاعدة القانونية سواء كان من النظام القديم الذى يشغل حاليًا كل مؤسسات الدولة، فأنا لا أحب هذا الوصف على حد قوله، مؤكدًا أن كلمة نظام قديم وجديد لعبة واتلعبت علينا لأن كل الموجودين فى أنظمة الدولة نظام قديم، والنظام الجديد الذى سيتولى مهامه قريبًا إذا أخطأ أحد منهم يتم التحقيق معه، فى النهاية المطلوب هو الإخلاص والتفنى فى العمل والإتقان والجهد للعبور بمصر إلى بر الأمان. حسام الخولى: رموز النظام السابق سيسببون ارتباكًا للمشهد السياسى وأشار حسام الخولى، النائب الوفدى، إلى أنه إذا رأى الرئيس الدكتور محمد مرسى اختيار الحقيبة الوزارية من جماعة الإخوان المسلمين وقادتها فله الحرية فى ذلك، ولكن سوف تتم محاسبة الرئيس على النتائج ولكن الرئيس على دراية كاملة بالإخوان، أما إذا كان الدكتور محمد مرسى يريد حكومة ائتلافية وتشكيل حقائب وزارية قوية أو مشاركة تحظى بشعبية أكثر، فعليه الاختيار بمعيار بالكفاءة، وأضاف الخولى أن المسميات التى نطلقها باختيار الأقباط أو السيدات أو اختيار فصيل بعينه مسميات خاطئة، كلهم يمثلون الشعب المصرى ولديه إرادة واحدة لمطلب واحد هو كيفية نجاح الثورة وتحقيق أهدافها، مشيرًا إلى أن الدكتور فخرى عبد النور وزير سياحة ناجح وهو شخصية قبطية ولكن المعيار هنا للكفاءة. واعتبر الخولى اختيار أى شخصية من رموز النظام السابق فى الوقت الحالى سيتسبب فى ارتباك المشهد السياسى، لافتًا إلى أنهم أخذوا حقهم لسنوات عديدة كفاية عليهم كده - على حد تعبيره - ويجب اختيار أشخاص ذى كفاءة فمصر مليئة بالكفاءات.