ولد محمد ضياء الحق لمحمد أكرم فى 12 أغسطس سنة 1924، فى مقاطعة البنجاب، وتعلم فى مدينة دلهى، ثم التحق بكلية سانت استيفن الإنجليزية وحصل منها على إجازة بامتياز، وأصبح ضابطًا فى سلاح الخيالة عام1945 كان والده محمد أكرم يعمل بالجيش البريطانى معلمًا. التحق بالجيش البريطانى عام 1943 بحكم ما هو متعارف عليه فى ذلك الوقت وبحكم أن والده كان يعمل معلمًا فى الجيش البريطانى، ولما تم تقسيم الهند، وانفصلت باكستان عنها، رحل مع أسرته عام 1948 إلى كراتشى بباكستان وأصبح ضابطًا، وانضم إلى الجيش الباكستانى كمعظم الضباط المسلمين العاملين فى الجيش البريطانى بشمال الهند، الذين لحقوا بالمؤسسة العسكرية فى بلد النشأة الجديد باكستان وعُرف عنه الانضباط والكفاءة فى عمله وحبه للحياة العسكرية لذا صار محبوبًا بين زملائه ومرءوسيه، وتخرج فى كلية الأركان سنة 1955 وعمل بها مدرسًا، وأثناء الحرب الهندية الباكستانية عام 1965 عين فى منصب مساعد ضابط الإمداد والتموين بفرقة المشاة 101 التى كانت متمركزة فى قطاع كيران، وعُيِّن قائدًا مركزيًا لإقليم الملتان عام 1975. وفى حركة مفاجئة فى 1 إبريل 1976، قام رئيس وزراء باكستان ذو الفقار على بوت بتعيين ضياء الحق رئيسًا لأركان الجيش برتبة فريق، متجاوزًا بذلك خمسة قادة أقدم منه فى الرتبة، وذلك بسبب ثقة ذو الفقار به واطمئنانه أن ضياء الحق ليست له ميول سياسية، ولأن بوتو كان يريد قائدًا للقوات المسلحة لا يشكل أى تهديد له، فوقع اختياره على ضياء الحق لما كان يعلمه عنه من البساطة. لكن هيأت لضياء الحق فرصة القيام بانقلاب عسكرى ضد الرئيس بوتو فى 5 يوليو 1977، وأعلن أن الجيش قام لوضع حد لحالة التدهور التى تجتاح البلاد، والتى عجز الرئيس بوتو عن حلها، فأطاح بحكومة بوتو وفرض الأحكام العرفية فى البلاد، ثم سجن ذو الفقار على بوتو وأعدمه شنقًا فى السجن فى 4 إبريل 1979. عرضت واشنطن على ضياء الحق شراء بعض الدبابات الأمريكية، وأحضرت بعضها إلى باكستان لرؤيتها ومعرفة مزاياها القتالية على الطبيعة، وتحدد مثل هذا اليوم عام 1988 موعدًا لاختبار هذه الدبابات، فخرج ضياء الحق وبعض كبار قادته، يرافقهم السفير الأمريكى فى باكستان أرنولد رافيل والجنرال الأمريكى هربرت واسوم، وكانت الرحلة فى منتهى السرية، بعد معاينة الدبابات، انتقل الرئيس ومرافقوه إلى مطار بهاوالبور لينتقلوا منه إلى مطار راولبندى واستقلوا طائرة مروحية خاصة، وما إن أقلعت الطائرة حتى سقطت محترقة بعدما انفجرت قنبلة بها وتناثرت أشلاء الجميع محترقة. كشف الدبلوماسى الأميركي جون غونتر دين، فى كتاب له أن إسرائيل متورطة فى اغتيال الرئيس الباكستانى الأسبق الجنرال محمد ضياء الحق.