ضياء الحق ينقلب على الرئيس بوتو

فى 1928 وفى إقليم السند ولد ذوالفقار على بوتو وتلقى تعليمه الأولى فى المدرسة العليا لكاتدرائية مومباى، وفى أمريكا استكمل دراسته العليا فى العلوم السياسية بجامعتى كاليفورنيا وبركلى، ثم جامعة أكسفورد فى بريطانيا، ونال منها شهادة الحقوق وعمل محاميا ولمع اسمه عام 1954 بسبب مواقفه الرافضة الدعوات الانفصالية التى بدأت فى الظهور بين باكستان الغربية والشرقية، وكان أول منصب سياسى يتولاه هو وزارة التجارة عام 1958، ثم وزارة الخارجية 1963،
وفى 1965 أقنع الرئيس أيوب خان بالهجوم على الأراضى الكشميرية الخاضعة للسيادة الهندية، مما أشعل الحرب الثانية بين الهند وباكستان ولم تستطع باكستان تحقيق نصر على الهند الأمر الذى حدا بالرئيس أيوب خان إلى توقيع اتفاقية سلام مع الهند (طشقند) فى يناير 1966، ثم ترك بوتو الحكومة فى 1966 بعد خلاف مع الرئيس أيوب خان بشأن الاتفاقية وأسس حزب الشعب وراح يتهم الجيش بالتقصير فى حرب 1965 ويطالب بالديمقراطية فاعتقل لثلاثة أشهر فى 1968، وأدى الغضب الشعبى إلى استقالة أيوب خان عام 1969، وحين هزمت باكستان فى حرب 1971 أمام الهند، وانفصلت باكستان الشرقية (بنجلاديش) قدم يحيى خان استقالته.
 وفى 1973 أصبح بوتو رئيسا للوزراء، إلى أن قاد الجنرال ضياء الحق انقلابا عسكريا ضده فى مثل هذا اليوم (5 يوليو 1977) وألقى القبض عليه وأودعه السجن. وفى 4 أبريل 1979 نفذ فيه حكم الإعدام: أما عن قائد الانقلاب ضياء الحق فهو مولود فى 12 أغسطس 1924 فى مقاطعة البنجاب، وتلقى تعليمه الثانوى فى دلهى ثم التحق بكلية «سانت ستيفن» الإنجليزية، وحصل منها على إجازة بامتياز وأصبح ضابطًا فى سلاح الخيالة عام 1945.
 وبعد الحرب العالمية الثانية وتقسيم الهند وانفصال باكستان رحل فى 1948 إلى كراتشى وانضم للجيش الباكستانى وتخرج فى كلية الأركان سنة 1955، والتحق بدورة تدريبية فى كلية القادة والأركان بأمريكا ثم شارك فى الحرب الهندية الباكستانية، وفى 1 أبريل 1976، قام بوتو بتعيين ضياء الحق رئيسا لأركان الجيش برتبة فريق متجاوزاً خمسة قادة أقدم منه لثقته فيه، ولما زادت حدة المعارضة ضد بوتو وزادت الاضطرابات وتدهور الوضع السياسى ورفض بعض الضباط دعوة بوتو لتدخل الجيش كانت تلك البداية لقيام ضياء الحق بالانقلاب على بوتو.