فى منتصف سبعينيات القرن العشرين، شهدت باكستان حالة من الفوضى والاضطراب، وزادت حدة المعارضة - خاصة الإسلامية- ضد الرئيس ذو الفقار على بوتو الذي نكّل بخصومه الذين انتقدوا توجهاته الغربية العلمانية، وزادت حدة الاضطرابات فى باكستان وتدهور الوضع السياسى، وسقط حوالى 350 قتيلاً وآلاف الجرحى من جراء العنف السياسى. دعا الرئيس بوتو الجيش إلى التدخل لمواجهة أعمال العنف، وقمع المظاهرات وتأييد نظامه، إلا أن بعض ضباط الجيش - خاصة القادمين من إقليم البنجاب - رفضوا قمع المظاهرات والاصطدام بالشعب وإطلاق النار على المتظاهرين، وكانت تلك النواة التى هيأت لضياء الحق فرصة القيام بانقلاب عسكرى ضد الرئيس بوتو فى مثل هذا اليوم عام 1977، وأعلن أن الجيش قام بوضع حد لحالة التدهور التى تجتاح البلاد، والتى عجز الرئيس بوتو عن حلها، وخشية من إقحام بوتو للجيش فى السياسة واستخدامه فى عمليات القمع. وعندما بلغ القلق السياسى فى باكستان مداه بسبب النزاع بين بوتو وقيادة التحالف الوطنى الباكستانى بشأن قضية الانتخابات العامة، اغتنم ضياء الحق الفرصة، وقام بانقلاب أبيض أطاح فيه بحكومة ذو الفقار على بوتو وفرض الأحكام العرفية فى البلاد، فقاد انقلابه على حكومة حزب الشعب الحاكمة وسجن زعيمها ذو الفقار على بوتو، ثم حكمت عليه المحكمة بالإعدام. لم يقبل ضياء الحق طلبات دولية عديدة لتخفيف الحكم عنه، وأعدم ذو الفقار بوتو شنقًا فى السجن فى 4 إبريل 1979، وأيد الإسلاميون ضياء الحق فى أول الأمر، وشاركوا فى أول وزارة بعد الانقلاب، فتسلم وزارة الإعلام أحد أعضاء الجماعة الإسلامية، وكان "طفيل محمد" أمير الجماعة الإسلامية يفرض القرارات والمواقف عليهم. اعتمد ضياء الحق فى سياسته الجديدة فى باكستان بعدما تولى مقاليد السلطة على اتجاهين هما: التقرب من الغرب - خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية- والتقرب من الإسلاميين وإقامة علاقات وثيقة بعض الأقطار الإسلامية. عرضت واشنطن على ضياء الحق شراء بعض الدبابات الأمريكية، وأحضرت بعضها إلى باكستان لرؤيتها ومعرفة مزاياها القتالية على الطبيعة، وتحدد يوم 17 أغسطس 1988 موعدًا لاختبار هذه الدبابات، فخرج ضياء الحق وبعض كبار قادته، يرافقهم السفير الأمريكى فى باكستان، وكانت الرحلة فى منتهى السرية. بعد معاينة الدبابات، انتقل الرئيس ومرافقيه إلى مطار بهاوالبور لينتقلوا منه إلى مطار راولبندى واستقلوا طائرة خاصة، وما إن أقلعت الطائرة، حتى سقطت محترقة بعدما انفجرت قنبلة بها وتناثرت أشلاء الجميع محترقة. يعتقد أن الانفجار كان قد وقع فى صندوق هدية من ثمار المانجو فى طائرته العسكرية، لما كان يعرف عنه من حبه لتلك الفاكهة، وكشف دبلوماسى أميركى فى كتاب له أن إسرائيل متورطة فى اغتيال الرئيس الباكستانى الأسبق الجنرال محمد ضياء الحق، وقال إن الموساد الإسرائيلى كان متورطًا فى إسقاط طائرة الرئيس الباكستانى الأسبق الجنرال محمد ضياء الحق وعلى متنها السفير الأميركى لدى باكستان أرنولد رافى فى أغسطس عام 1988.