أولياء أمور: تعودنا أن نكون حقل تجارب.. ونعاني مشاق الطوابير بالبريد والبنوك والدة طالب بمدرسة الأمل ل«وزير التعليم»: «ابنى قاعد على حصيرة وتكلمنى عن المصاريف» رئيس مجلس إدارة القومية للبريد: الخدمة توفر الوقت والمجهود أثار قرار الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بسداد المصروفات الدراسية عن طريق البريد أو البنوك، ردود أفعال متباينة بين أولياء الأمور حول هذه الطريقة. فى الوقت الذى يرى فيه فريق من أولياء الأمور، أن ذلك الأمر ضمن خطة الإصلاح التي يتبناها "شوقي"، وتستحق التجربة، ينتقدها آخرون ويرونها مضيعة للوقت وتجارب لا فائدة منها. "المصريون" تواصلت مع بعض أولياء الأمور فى عدد من المدارس بحي المعادي ودار السلام، البداية كانت مع مدرسة عمرو بن العاص الإعدادية بنين، بمنطقة دار السلام، حيث قالت ولية أمر الطالب "أحمد.م": "الموضوع صعب جدًا وشاق، إضافة إلى أننا سنقف بالساعات في الطوابير من أجل إتمام عملية الدفع". وأضافت في تصريحاتها: "السكرتيرة بالنسبة لنا أفضل بكثير من الذهاب للبريد وإلي أي فرع للبنوك"، وعن قرار الوزير بتفعيل هذا القرار بسبب تجنب الفساد الإداري بالمدارس، قالت: "المصاريف معروفة للجميع، ولا يوجد شبهات فساد في الموضوع خاصة وأنت تدفع المصاريف مقابل الحصول على إيصال بالسداد، إذن أين المشكلة في ذلك؟". وتابعت: "الحديث عن الفساد داخل المدارس، أمر ليس بجديد علينا ولكن في النهاية إذا أرادوا الإصلاح عليهم أن يصلحوا أساسيات التعليم من فصول ومقاعد للطلاب، بدلًا من البهدلة التي تحدث" - بحسب كلامها. وفي السياق ذاته، قالت سارة خطاب، والدة أحد الطلاب، فى مدرسة الواحة الإعدادية للبنين بالمعادي، إن المصاريف الدراسية تتراوح ما بين 70 إلى 300 جنيه في المدارس الحكومية، وتدفع بطريقة طبيعية في كل عام دراسي دون الرجوع إلي المؤسسات الحكومية سواء كانت بنوكًا أو بريدًا. وتابعت في حديثها ل"المصريون": "أظن القرار نابع من الحكومة لفرض ضريبة كالدمغة وغيرها من الإشكاليات المتعارف عليها، لتحصل جنيهات قليلة ولكن للآلاف من الطلاب، فمن خلاله تحصل الحكومة على أموال جاءت لها بدون أي مجهود يذكر". وأضافت: "تعودنا على أن نكون حقل تجارب للوزارة منذ أن أعلنوا تغيير النظام التعليمي بمصر، فأنا لدي ابن في الثانوية العامة، وآخر فى الإعدادية، والجميع يعيش داخل حقل التجارب الذي تقره علينا الوزارة دون أي رأي مجتمعي". واختتمت حديثها بسؤال إلى وزير التربية والتعليم، قائلةً: "أين التابلت الذي قال إن الطلاب سيأخذونه عند بداية السنة الحالية ولم يحدث ذلك.. الموضوع مش عشان تابلت ولا غيره الموضوع بس في المصداقية ليس أكثر، فكيف تكذب علينا منذ البداية وعلينا أن نصدقك حتى النهاية". وكان للسيدة سعاد رءوف، والدة طالب بإحدى مدارس حدائق المعادي، رأى آخر، والتي أكدت ل"المصريون"، أنها تثق في النظام التربوي الحالي الذي يسير عليه وزير التعليم، لأن هذا النظام هو المتبع فى العالم بأكمله خاصة نظام الثانوية العامة ونظام الدفع الفوري أو الدفع عن طريق البنوك". وتابعت: "أي نظام حديث لابد أن يهاجم من البداية، خاصة وأننا تعودنا منذ عقود طويلة على ما نحن نعيش عليه الآن، وهو ما يجعلنا معارضين لأي حديث عن تجديد المنظومة". وأكدت "رءوف"، "الوزير الجديد له ما له وعليه ما عليه، ولكن علينا أن نصدق التجربة، وعلينا أن نعلم أننا نسير على الأشواك، فالعالم يتغير من حولنا فعلينا النظر إلى الدول المجاورة أين هي من النظام التعليمي وأين نحن، علينا أن نقف مع الوزارة، وإن كانت هناك أخطاء فهذا طبيعي مع أي مرحلة جديدة". وفي نفس السياق، علقت ولية أمر الطالب "محمود أحمد"، بمدرسة الأمل الحكومية، قائلة: "أولًا دعني نقول إن الأمر غريب جدًا، فقرار الوزير غير مدروس بالمرة، نظرًا لأنني على أن أترك عملي للذهاب للبريد في ظل إرهاق المؤسسات الحكومية فستجد من يقول لك السيستم وقع، والشبكة وحشة واستنوا شوية والكلام المتعارف عليه ده". وتابعت: "الوزير عاوز يطبق السيستم الجديد دون النظر إلي الأساسيات التعليمية، فدعني أخبرك أن الفصل الدراسي الذى به ابني به 85 طالبًا، فلا تحدثي عن نظام تعليم من خلال الدفع أو غيره، بل حدثني عن مقعد وفصل محترم يجلس به ابني". وأضافت: "العيال الأقوياء في الفصل بيضربوا ابني عشان مش لاقيين مقاعد فيقعد على الأرض من خلال حصيرة وضعها لكي يجلس عليها، فكيف تحدثني عن وسيلة دفع المصاريف!". في نفس السياق علق محمد عبد العظيم، أحد مديري الهيئات بالبريد في تصريح ل"المصريون"، "هذه الأمور ليس لنا علاقة بها، فنحن ننفذ أوامر الجهات المعنية بالتعامل مع البريد من خلال التحصيل وما يماثلها". وتابع: "لسنا طرفًا في أي شيء وفي أي قرار يصدر علينا؛ فنحن استقبلنا الخبر مثل أولياء الأمور؛ ولن نكون طرفًا ويستعد موظفونا لاستقبال هذا القرار في أي عام دراسي". وكان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، أعلن عن خدمة تحصيل المصروفات الدراسية للمدارس الحكومية عبر مكاتب البريد بكافة المحافظات؛ مؤكدًا أن السبب وراء ذلك هو تخفيف أعباء سداد المصروفات المدرسية على أولياء الأمور. في الوقت الذي قال فيه عصام الصغير، رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد، في تصريحات صحفية، إن الأمر يأتى في ظل سعي الوزارة إلي التعاون مع مؤسسات الدولة من أجل تطوير خدمة المواطنين بسبب الأعباء. وأضاف أن تلك الخدمات الجديدة توفر الوقت والمجهود على العملاء ليكون البريد المصري هو الخيار الأول للمواطن المصري. فيما أوضح الدكتور طارق شوقى، أن جميع طلاب المدارس الحكومية والرسمية سيتم سداد المصروفات الخاصة بهم فى فروع البنك الأهلى ومصر، إضافة إلى مكاتب البريد على مستوى الجمهورية. وشدد على أن أولياء الأمور سيحصلون على قسيمة السداد والتى يتم إظهارها فى المدارس للتحقق من الدفع حتى لا ينتشر الفساد الإداري داخل المؤسسات التعليمية.