الشريف والعدل.. المشاهير يتجاهلون العالمى من أجل عزاء "ملوك الإنتاج" راتب وخفاجى.. حضور فقير لجنازة "البهظ" وحشد للمنتج الشهير ثروت وراتب.. جنازة صاحبة "أجمل عيون" بلا زحمة.. وحضور كثيف لبطل "سك على بناتك" الوسط الفنى لا تزال علاقاته الإنسانية محلاً للجدل الكبير، ويتجلى الأمر فى حالة الوفاة الخاصة بمشاهير الفن، الذين ربما خفتت عنهم الأضواء بحكم كبر السن أو المرض، والأمر الذى بات لافتًا هو غياب الكثير منهم فى جنازات المشاهير الذين يحظون بعالمية وقيمة فنية كبيرة، فى الوقت الذين يحرصون فيه على تقديم واجب العزاء فى منتجين وفنانين آخرين ربما لا يحظون بشهرة من يتجاهلونهم. وأرجع الكثير السبب فى ذلك إلى ما يسمى ب"المصالح" التى ربما تجمع بعض الفنانين بالمنتجين الذين يحققون لهم التواجد الفنى الذى يريدونه، وفى السطور التالية نرصد أبرز الجنازات التى أثارت جدلاً واسعًا ورفع فيها شعار"لم يحضر أحد". عمر الشريف وسامى العدل تزامن وفاة الفنان عمر الشريف، مع وفاة المنتج والممثل سامى العدل، وعلى الرغم من الحضور الإعلامى الكبير لتغطية الجنازتين إلا أن أغلب نجوم الفن غابوا عن جنازة الشريف، وكان أبرز المشيعين نجله الوحيد من الفنانة فاتن حمامة طارق عمر الشريف، وكذلك الدكتور محمد عبد الوهاب زوج الفنانة الراحلة فاتن حمامة، فى الوقت الذى تسابق فيه المشاهير على حضور عزاء العدل . ففى جنازة الشريف، ظهرت بعض الشخصيات الشهيرة التى كانت مبتعدة عن الأضواء فترة طويلة كرجل الأعمال منصور الجمال والفنان حسن كامى، وكذلك الفنان الراحل جميل راتب على الرغم من حالته الصحية المتدهورة . و على عكس ما سبق، شهدت جنازة سامى العدل، والتى كانت فى نفس يوم وفاة الشريف، حضورًا حاشدًا من قبل نجوم الوسط الفنى والإنتاجى والرياضى، وكان من بين الحاضرين فاروق الفيشاوي، أشرف عبد الغفور، مدحت صالح، محمد أبو داود، آسر ياسين، أحمد رزق، مصطفى قمر، إيهاب فهمي، منة شلبي، زينة، لقاء الخميسي، سامح الصريطي، خالد يوسف، أشرف زكي، ونجوم الرياضة منهم الكابتن طاهر أبوزيد، أحمد حسام، حمادة صدقى، إبراهيم المعلم، محمد عبد المنصف . جميل راتب وسمير خفاجى رغم مكانته الكبيرة فى الفن عالميًا وعربيًا، إلا أن الصدمة كانت تجاهل الحضور لجنازته، ففى بداية الشهر الجارى خرجت جنازة راتب من مسجد الجامع الأزهر، فى ظل حضور قليل من الفنانين وعلى رأسهم الفنانة سلوى محمد على وأشرف زكى نقيب الممثلين والفنان محمد صبحى ومجدى صبحى والفنان عزت العلايلى. وحضر أيضا أسرته وهانى التهامى مدير أعماله، وطلبت أسرة الراحل منع المصورين من التقاط أى صور للجثمان حفاظاً على حرمة المتوفي، وتدخل أمن الجامع الأزهر وقام بمنع مراسلى القنوات الفضائية والمصورين من دخول ساحة الجامع وفقاً لتعليمات مباشرة من العائلة، وبعد وساطات تم السماح بتصوير حضور الجنازة من خارج المسجد وكان من أشهر أدواره شخصية "البهظ" فى فليم الكيف . ولم يمر سوى يومين، ورحل أيضًا عن عالم الإنتاج الفنى المنتج المسرحى سمير خفاجى، والتى شيعت جنازته من داخل مسجد السيدة نفيسة، على عكس ما كانت عليه جنازة جميل، شهد تشيع جثمان خفاجى لمثواه الأخير حضورًا حارًا من قبل أبناء الوسط ، وبادر الكاتب الكبير وحيد حامد بأن يكون من أوائل الحضور والمشاركة فى تشييع جثمان الفقيد، وجاء مصطحبًا لنجله المخرج الكبير مروان حامد. وحرص المخرج خالد جلال وسمير صبرى على الحضور، وكانا من أوائل الحضور لتشييع الجثمان، كما شارك كل من الكاتب أيمن بهجت قمر، الذى ارتبط والده بصداقة كبيرة مع الراحل، وقدما العديد من الأعمال سويًا، كما شهدت الجنازة حضور عددًا من الفنانات كالفنانة رجاء الجداوى ودلال عبد العزيز وميرفت أمين ونجوى فؤاد ومنال سلامة واللاتى قمن بمواساة أهل الفقيد . زبيدة ثروت وأحمد راتب شيعت جنازتها من مسجد السيدة نفيسة فى ديسمبر 2016، وتبين أيضًا غياب رفقائها بالوسط الفنى عن المشاركة، ولم يحضر سوى الفنانة دلال عبد العزيز، والفنانة نهال عنبر، والفنان منير مكرم، والإعلامى عمرو الليثى، إضافة إلى أفراد عائلتها وعلى رأسهم بناتها الأربعة، كما تواجد أيضًا الكاتب الصحفى محمد عبد القدوس وقد عرفت الراحلة بصاحبة أجمل عيون. وأرجع البعض السبب وراء عدم وجود فنانين، لسوء الأحوال الجوية التى مرت بها البلاد فى تلك الأيام، فيما أكد البعض أن وفاة الفنان أحمد راتب فى نفس اليوم هى السبب عن غياب عدد كبير من الفنانين. وشهدت جنازة الفنان أحمد راتب، والتى شيعت من مسجد الحصرى بالسادس من أكتوبر، حضورًا كثيفًا من قبل رموز الوسط الفنى، وعلى رأسهم الفنانتين دلال عبدالعزيز ونهال عنبر والفنانة المعتزلة ياسمين الخيام ابنة الشيخ محمود خليل الحصرى والفنان محمد فريد وأحمد السقا وأحمد بدير وعمرو رمزى والمنتج محسن علم الدين والفنان محمد مرزبان والدكتور خالد عبدالجليل مستشار وزير الثقافة آنذاك . ماهر عصام خرجت من مسجد الشرطة بمدينة الشيخ زايد فى شهر يونيو الماضى، ولم يحضرها سوى 10 فنانين فقط على رأسهم الدكتور أشرف زكى نقيب المهن التمثيلية، نضال الشافعى وسلوى محمد على ومحمد عبد الحافظ ومنة جلال والمنتج محمود شميس وإيهاب فهمى وأحمد صيام، بالإضافة إلى عدد من معجبى الفنان الراحل وأصدقائه المقربين. ومن ناحية أخرى استبدلت منصة النعى بمواقع السوشيال ميديا بدلاً من المسجد، فانهالت تغريدات وبوستات الفنانين على مواقع السوشيال ميديا لنعيه، فكتب الفنان محمد رمضان: " إنا لله وإنا إليه راجعون الله يرحمك يا صاحبى الغالى"، وعلق الإذاعى أسامة منير: "البقاء لله وخالص التعازى لوفاة الفنان ماهر عصام "، وكتب أحمد السقا: "الله يرحمك يا ماهر عصام كنت أطيب خلق الله دايمًا وراضى ربنا يسامحك ويرزقك الرحمة والمغفرة "، وكتب شريف رمزى قائلاً:" إنا لله وإنا إليه راجعون الله يرحمك يا ماهر كنت أجمل و أطيب خلق الله فنان جميل وخلوق ومحترم وراضى وقانع مشيت قبل متاخد حقك اللى تستحقه موهبتك لكن حتفضل فى قلوبنا لحد ما نجيلك يا طيب يا محترم يا موهوب يا خلوق أدعو له ماهر عصام" . سعيد صالح لفت عدم ظهور الفنانين بجنازة صالح، فى أغسطس 2014، والتى شيعت من أحد المساجد بمسقط رأسه بمحافظة المنوفية، انتباه الرأى العام، وأجابت آنذاك هند ابنة الفنان الراحل سعيد صالح، على هذا التجاهل وأسمته ب"المهاترات" وأنها "قلة أصل و جحود" من قبل متهمى الفنانين بالتقصير لتعزية العائلة على وفاة زميلهم حسبما قالت على حسابها على "فيس بوك". وعلى الرغم من غياب أبناء الوسط الفنى وبشكل خاص رفيق دربه ومجهوده الفنان عادل أمام بسبب تواجده فى الساحل الشمالى وقتئذ والذى يستغرق الخروج منه إلى المنوفية 3 ساعات، سارع فى اللحاق بالجنازة 3 فنانين فقط وهما سامح الصريطي، وعهدى صادق، ومنير مكرم، بى، فضلاً عن أن آلاف من أهالى قرية مجريا بالمنوفية التابع لها صالح، شاركوا فى تشييع جثمانه لمثواه الأخير، بجانب حضور نجلته هند وزوجته الثانية التى أصرت على الذهاب معه حتى دفنه بالمقابر. وأوضحت هند نجلة الفنان الراحل سبب عدم مشاركة الفنانين بالجنازة قائلة:"بعد إذنكم أنا بطلب من كل اللى فكر وقرر إن الفنانين ماعندهومش أصل وعندهم جحود عشان محدش جه جنازة بابا، بدل ما يشغل نفسه بده يشغل نفسه بالدعاء ليه.. أفيد له لأنه محتاج ده.. لحظة ما سعيد صالح توفى أنا اللى قررت سرعة الدفن.. لأن إكرام الميت دفنه.. ولأن بابا كان موصى يدفن فى مسقط رأسه فى المنوفية، ولأن كان عندى سفر ساعتين عشان أوصل للمقابر، ولأنى كنت عايزه ألحق نور ربنا، ولأن حاجات كتير مش مضطرة أشرحها.. باختصار أولوياتى أدفن أب توفى، مش فنان توفى، طبعًا أنا عارفة إن مصر كلها حزينة عليه وده على رأسي.. بس ده مش سبب لاتهام حد بالجحود.. الفنانين دول أهلى نمرة 2.. ومحدش سابنى" . مريم فخر الدين شيعت جنازة الفنانة من مسجد القوات المسلحة بالمستشفى العسكرى بالمعادى، فى نوفمبر 2014 ، وسط غياب تام من الفنانين، واقتصر الحضور فقط على أفراد أسرتها وأقاربها وعلى رأسهم نجلتها إيمان ذو الفقار ونجلها محمود الطويل، وعلى الرغم من ذلك أيضًا تبنى عدد من نجوم الفن إلقاء كلمات التعازى عن طريق حساباتهم على مواقع السوشيال ميديا المختلفة ومن بينهم الفنانة زينة وشيريهان، درة، ووعد البحري، ولقاء سويدان، والفنان نبيل الحلفاوى. وتبين بعد ذلك من قبل بعض المقربين من أبناء الفنانة الراحلة، إن سبب تجاهل الفنانين لجنازة والدتهم، هو فقط ضيق وقتهم، وعدم انتشار الخبر، إذ توفّت صباحًا، وتمت الصّلاة على جثمانها بعد الظهر ودفنت فى أسرع وقت. قال عصام زكريا، الناقد الفنى، إن جنازة الفنان ليست هى المعبر الحقيقى عن قيمته فى الحياة، وأبسط مثال على ذلك حينما يتوفى إنسان داخل حارة الكل يشارك فى جنازته حتى دكتور الفلسفة الذى يقطن بالحارة، وهذا إن دل فيدل على أن الجنائز ما هى إلا طقس اجتماعى لكن الصحافة والإعلام لم يستطيعان فهم ذلك الأمر وتصدر عنهما المبالغة فى تناول الأحداث فى هذه الأوضاع ولا يهمهما سوى عدد الحاضرين لجنازة هذا الفنان أو الغائبين عنها. وأضاف زكريا خلال تصريحات خاصة ل «المصريون»، بأن الفنان أو الممثل قيمته فى أعماله الفنية التى اجتهد فيها طيلة حياته وليس بعدد الحاضرين والغائبين عن جنازته بعد وفاته، لأن الأعمال هى التى يحاسب عليها فى دنياه وآخرته، فعلى الوسط الفنى قبل الإعلامى الاهتمام بالعمل وليس الطقس الاجتماعى الذى هو من الطبيعى بين البشر. وعن عزوف الفنانين بجنازة عمر الشريف وجميل راتب واحتشادهم فى جنازات الفنان سامى العدل والمنتج سمير خفاجى، أوضح الناقد الفنى: " سامى العدل من عائلة كبيرة وعلاقاتها متشعبة فمن الطبيعى مشاركة الكثير من الناس فى تعزيتهم وكذلك المنتج سمير خفاجى الكل يعرف أبنائه وهو يعرف الجميع وله علاقات على المستوى الإنسانى هائلة، وذلك على عكس الفنان عمر الشريف، الذى لا يعرف أحد من هم أبناؤه أو أقاربه، إلى جانب الفنان جميل راتب أيضًا لا أحد يعرف عائلته".