"المغلوب مولع بتقليد الغالب" هي حكمة بالغة وملهمة للعلامة ابن خلدون ..نقلد عندما لا ننتج شيئا...بديهي أنّ المقلد ضعيف لا يتحرك.. لايفكر.. ولا ينتج ..وكل مجتمع استهلاكي يقل فيه الإنتاج والإبداع أو ينعدم ،هو عالة على غيره يستورد كل شيئ من الإبرة إلى الطائرة ..النجاح مرهون اليوم وغدا بأن ننتج ونساهم في حضارة العالم بدلا من أن نستهلك، وأن نصنع بدلا من أن نستورد..نفتح أبواب الابتكار والإبداع فيقل التقليد والتبعية للآخر..لأنّ ما يفعله الآخر ليس معجزة وإنما إرادة قوية وتحدٍ وقناعة بالذات وإيمان بالقدرة على إثبات الذات ثقافيا واقتصاديا صناعيا وزراعيا . ...... الأمّة الكسولة المتواكلة لا تطلع عليها شمس الحضارة والتطور والنمو .."وما نيل المطالب بالتمني ولكن تؤخذ الدنيا غلابا" فلا نجاح بلا عمل ..ولا أمل دون طموح ومثابرة وجدية ..ما نجحت أمة إلا لتقديرها للعمل كقيمة ..والمعالي والرتب لا تأتي بالأماني والأغاني و الأحلام الوردية بل بالجهد والتفاني والثقة بالذات ..والنجاحات ليست حكرا على أمم دون أخرى ولكن الإرادة في التغيير هي الفيصل المحدد لأي نهضة وانطلاقة واعدة ..العقل المبدع والذكاء موجود عند كل البشر على البسيطة ..لهم عقول كما لنا عقول ..وبإمكاننا أن نبدأ فنعطي للعلم والعمل قيمة و نُرشح أهل العلوم والخبرة لننطلق، بدل أهل التواكل والسفاهة ..وساعتها ستكون النتائج مبهرة . ..... يجدر بنا أن نتوقف عن لوم الآخر حين نعلق عليه أسباب تخلفنا وتقهقرنا وترجعنا في كذا من صعيد ..هل الآخر منعنا الوقوف والانطلاق أو رمى حجرا يوقفنا عن إصلاح أحوالنا والنظر في مشكلاتنا أو عن إصلاح تعليمنا ومدارسنا وتعليمنا الجامعي .. هل وقف في وجهنا ضد تنمية اقتصادنا ورفع ثروتنا وتطوير إنتاجنا وإبداعنا ونهضتنا ..هل كل إخفاق نعلقه على الآخرين بينما السبب هو نحن ومما كسبت أيدينا ..ويجدر بنا أن ننظر في عيوبنا ونواقصنا قبل أن نتوجه للغير ..إن جُل ما يحدث لنا من تقهقر وتخلف وتراجع مما كسبت أيدينا .."وما حك جلدك مثل ظفرك "..والأمة التي لاتنظر في المرآة بعين فاحصة وتحصي مشاكلها وتمضي نحو الإصلاح الجاد والمنهجي ليس لها الحق أن ترمي الآخرين بالتآمر عليها وعرقلتها .."وعلة الفولة من جنبها".. والحديث قياس . ..... ** كاتب جزائري