قال الكاتب والسيناريست وحيد حامد إن الحملة المسعورة الخاصة بإعلانات التبرعات فى شهر رمضان، كانت مستفزة للغاية، وكنت أشعر أن تلك الأموال حق أصيل للمرضى وليس شركات الإعلانات. وأضاف في حوار له مع بوابة الأهرام ، أنني تحدث مع المسئولين عن المستشفى وقلت لهم : "إن ما ينفق من أموال التبرعات على الإعلانات بهذا الشكل سفه والمرضى أحق بذلك"، ووعدوني خيرا، ولكنهم لم ينفذوا ما التزموا به، فشعرت بشيء من الاستفزاز، لافتا إلي أن هناك مقولة تقول : "الشيء إذا زاد عن حده انقلب لضده"، لذلك ما أود أن أؤكد عليه أن حملة الإعلانات المستفزة هي ما دفعتني لفتح هذا الملف، وأقولها صراحة "أنا مش هاجي على آخر العمر، وبلغت من العمر 74 عاما، وأدخل معركة باطلة، فلا يليق بي الكذب أو الخداع أو الغش. وتابع في تصريحاته : إذا كانت لديك قضية تثق وتؤمن بها، وتعلم أنها تهم الناس، فتأكد أن المعركة ستخوضها للنهاية، فحينما أجد صور الأطفال فى المادة الإعلانية يتم المتاجرة بهم، فهذا أمر غير مقبول،لأن المريض لديه خصوصية يجب احترامها، وليس سلعة يمكن المتاجرة بها. وتساءل :"ما الفارق بين طفل مريض يظهر على الشاشة وأطلب أن يتم التبرع له فى إعلان تليفزيوني، وبين سيدة متسولة تقوم بخطف طفل لتشحذ به فى الشارع ، فما الفارق ولماذا نهدر قيمة الإنسان؟ وأشار إلي أنه لم يكن يتصور أن يدخل في معركة، لكن تعلمت درسا كبيرا أن قوة المال مازالت مؤثرة وحاكمة، وتستطيع أن تسكت أصواتا وتشكل كيانات أخرى، وكل ذلك لصالح أصحاب المنافع. وعن عدم تجسيد قضيته في عمل سينمائي ، قال : ما أريد أن أطرحه فى تلك القضية، سيحتاج الأمر لتحضيره والانتهاء منه، ما يقرب من سنة تقريبا، لذلك أردت التعبير عن حدث يجري حاليا، ووجدت أن أسرع شيء هو القلم والورقة والجريدة التي تنشر، لذلك دخلت المعركة فى وقتها، فمسألة إعداد فيلم أو مسلسل ممكنة، ولكن قضيتي إنسانية من الدرجة الأولى، وهدف الصحافة فى المقام الأول هو التنوير. وأوضح أن كل شخص انتفع أو حصل على غنيمة من هذا المستشفى أصبح ضدي فى هذه القضية، و"أنا مش على راسي بطحة علشان أخاف من حاجة". وعن طرح القضية قد يؤثر على نسب التبرعات التي ستأتي للمستشفى وتضرر العديد من الأطفال أكد أن هذه أمور ملتوية،حيث أكدت من قبل أن التبرعات القادمة لعلاج الأطفال، يجب أن تذهب لعلاج الأطفال فقط، ولم أقل أن يتم منع التبرعات نهائيا، ولكن كل ما أردت الإشارة إليه هو ضبط الإنفاق، والإدارة، وعدم اإاسراف فى أموال التبرعات بهذا الشكل، وإذا كنت وجدت تلك الأمور محققة بالفعل، لم أكن سأخوض تلك المعركة نهائيا. كما نفي حامد في حواره ما أشاعه البعض أن اتهاماته لمستشفى "57357" من أجل توجيه التبرعات لصالح مستشفى آخر، وأن هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، ليس هذا أسلوبي، والقضية ليست أشخاصا ضد أشخاص، ولكنني أدافع عن حق المرضى فى تلك القضية، وأقولها صراحة "مفيش ولا مسئول بالدولة أو غيرها كلمني فى هذا الموضوع"، هذه المسألة أتحمل مسئوليتها بنفسي فقط.