فعل فاضح

فى حفل إفطار بنادى قضاة الإسكندرية، جدد المستشار أحمد الزند، تهديداته للرئيس محمد مرسى، وتوعده حال قرر تعيين وزير جديد للعدل بدلا من الوزير الحالى المستشار عادل عبد الحميد!
المدهش أن هذا "التطاول" على رئيس الجمهورية، حدث فى وجود "الوزير" وفى حضور أعداد كبيرة من القضاة!
تهديد الرئيس لم يثر غضب "الوزير" ولا غضب "القضاة".. الكل كان "سعيدا" وهو يتنسم هواء صيف الإسكندرية الحانى، ويتمايل "طربا" من وصلات "التهديد" و"الوعيد" التى انطلقت من "منصات" نادى قضاة الإسكندرية، صوب قصر العروبة، لتضع الرئيس أمام خيارين: إما أن يبايع "الزند" على "السمع والطاعة".. ويخضع ل"تهديداته" ويبقى على "عبد الحميد" وإلا لقى "مصيرا" أسود من "قرن الخروب" على يد "الزند".. الذى لم يخف أنه وضع الرئيس "فى دماغه" فى جرأة مدهشة، تشير إلى أن الرجل "مسنود" من سلطة أخرى موازية وأكبر من سلطة مؤسسة الرئاسة!
ويبدو أن تطاول "شهريار" القضاة أحمد الزند على الرئيس، صادف هوى فى نفس "الوزير" الذى سمع الكلام، وبلع اللسان، وتوقف عن "الكلام المباح".. وراق أيضا للقضاة الحاضرين، إما مجاملة ل"حامل الشيكات" الوزير وإما تقربا ل"عامله" على النادى أحمد الزند.. والذى ما انفك يعدهم ب"المن والسلوى" وبجنات تجرى من تحتها الخدمات والشقق الفارهة والمصايف المخملية والمكافآت السخية.
كنت أتمنى أن يتصدى الوزير لتجاوزات عامله الذى يقود حركة "الخوارج" على الشرعية.. وأن ينهره أمام القضاة انتصارا ل"الشرعية الشعبية" وردا لغيبة "رئيسه".. أو على الأقل يقول له "عيب" بعيدا عن العيون.
السكوت علامة "الرضى".. فهل سكوت وزير العدل يعنى رضاه على "إهانة الرئيس" أم أن ثمة شيئا ما بينه وبين "عامله" على النادى.. تم الاتفاق عليه خلف الأبواب المغلقة.. أم أن الوزير أسند إلى "الزند" مهمة إبراق تلك الرسالة التى تخلو من اللياقة ومن الأدب إلى رئيس الجمهورية بالوكالة عنه؟!
الأمر نفسه ينسحب على قضاة كانوا "شهودا" على هذا الفعل "الفاضح" فى قعر ناديهم.. ولم يرجف لهم جفن.. وإذا كان رئيس الجمهورية يخضع للابتزاز والتهديد والإهانة.. أمام عشرات القضاة، فيما لا يقدر واحد منهم على أن يرد إليه "مظلمته".. فما بالنا بغيره من عوام الناس، من الذين لا ظهر لهم ولا بطن.. حال احتكموا إلى هؤلاء القضاة لرد مظالمهم؟!
لم نعرف عن أحمد الزند ولعه ب"حبوب الشجاعة" إلا بعد فوز د. محمد مرسى بمقعد الرئاسة.. ويبدو لى أن الرجل الذى كان يتعفف عن تعاطيها أيام مبارك، وفى عز سحل القضاة على يد مباحث أمن الدولة أمام ناديهم بشارع عبد الخالق ثروت.. بات يتلقاها "جدعنة" من صيدلية "المجلس العسكرى".
almesryoonmahmod@gmail.com