أثار إعلان قيادات النقابات المهنية من المنتمين لجماعة "الإخوان المسلمين"، عن تأسيس اتحاد للنقابات المهنية يضم النقابات ال 24، اعتراضات من جانب المنتمين للتيارات اليسارية والليبرالية, واعتبروا أن هذه الخطوة تأتى فى إطار تحرك جديد من "الإخوان" لإحكام سيطرتهم على النقابات, وإقصاء خصومهم السياسيين, فى إطار ما يسمى بأخونة النقابات. وأبدى القطب الناصرى خالد أبو كريشة، عضو مجلس نقابة المحامين، تعجبه من الخطوة الهادفة لتأسيس اتحاد النقابات, لافتًا إلى أن هناك اتحادًا للنقابات المهنية موجود بالفعل, وتم تأسيسه منذ عام 1994، وتساءل عن الأسباب التى تدعو إلى إنشاء اتحاد جديد للنقابات؟ واعتبر أن انشقاق النقابات التى يسيطر عليها الإخوان من الاتحاد القديم يرسخ فكرة الانسحاب والانشقاق عند الاختلاف, وأكد أن استبدال الاتحاد القديم بآخر جديد يدل على الرغبة فى سيطرة فصيل معين عليه والإعلان عن توجه سياسى محدد ليصبح الاتحاد عبارة عن مكتب للمهنيين فى حزب سياسى معين. وطالب أبو كريشة جميع النقابات بالتجرد من عباءتها السياسية والتمسك بفكرة النقابات المستقلة المعبرة عن أعضائها, وشدد على أن سيطرة فصيل معين على الاتحاد سيذهب بمطالب ومصالح أعضاء النقابات المهنية البالغ عددهم أكثر من 8 ملايين عضو فى النقابات يعولون 53 مليون مواطن. من جانبه، استبعد معتز السيد، نقيب المرشدين السياحيين، سيطرة "الإخوان" على الاتحاد بعد ثورة 25 يناير، مشيرًا إلى أن فكرة تأسيس اتحاد يجمع كل النقابات ليست وليدة بل قائمة منذ عدة سنوات, وأكد أن انسحاب عدد من النقابات فى وقت سابق من الاتحاد الموجود بالفعل كان لخلافات شخصية وحبًا فى الزعامة ورغبة فى السيطرة. فى المقابل، قال الدكتور حازم فاروق، نقيب أطباء الأسنان، والقيادى فى حزب "الحرية والعدالة"، إن الصندوق والانتخابات النزيهة هى الحكم والفيصل فى كل هذه الأمور, وإن ما يقرره الناخبون يجب الالتزام به. وأضاف: "العيب فى إللى بيفشل أنه يحصل على ثقة الناس, وفزاعة الخوف من الإخوان أو ما يقال عن أخونة النقابات هو كلام انتهى أوانه بعد شل يد أمن الدولة عن التدخل فى الانتخابات", وتابع: ثورة 25 يناير أسقطت كل الفزاعات التى كان يلجأ إليها النظام البائد وأمن الدولة, وشدد فاروق على أن الإخوان حريصون على التوافق وتجميع الناس ليعمل الجميع من أجل الصالح العام. واتفق عبد العزيز الدرينى، عضو مجلس نقابة المحامين، مع ما قاله نقيب أطباء الأسنان، وطالب بعدم الالتفات لما أسماه بهذه "النعرات الجوفاء".