هل التطوير الذى تم فى القناة الأولى بالتليفزيون المصرى نجح أم فشل بعد مرور ثلاثة أشهر على انطلاقه ؟ وهل أعاد الجمهور الى شاشة التليفزيون المصرى مثلما كان مستهدفاً ؟ وهل حقق عائدات إعلانية تتناسب مع ملايين الجنيهات التى أنفقت عليه ؟ وهل سيقتصر التطوير على القناة الأولى أم سيمتد لقنوات آخرى خلال المرحلة القادمة ؟ وكيف تقيم الجهات التى أعدت أو التى نفذت خطة التطوير هذه التجربة ؟ . هذه بعض التساؤلات التى تدور فى الأوساط الإعلامية عامة وداخل مبنى ماسبيرو بشكل خاص ؟ ولذلك سوف نحاول الإجابة عليها فى السطور القادمة . فى البداية نؤكد على أن البرامج الجديدة على شاشة الأولى كانت أفضل من البرامج التى كانت تذاع من قبل على القناة من ناحية الشكل والديكورات بشكل كبير إلا أن المضمون لم يختلف كثيراً نظراً لإنعدام مساحة الحرية وغياب التفاعل مع الجمهور بشكل أكبر . ولذلك لم تحقق هذه البرامج خلال الفترة الماضية مردود شعبى من ناحية نسب المشاهدة أو حجم الإعلانات وهو ما يمكن أن يتأكد المشاهد العادى منه بمجرد مشاهدته لتلك البرامج التى لا تذيع فى أغلب الأحيان سوى " بروموهات " عن البرامج الآخرى فى نفس القناة ، والمضحك أن البرامج تذيع التنويهات عن نفسها داخلها !!!! . فى هذا السياق نشير إلى أن أكبر دليل على عدم تحقيق هذا التطوير للأهداف المرجوة منه ، أن شركة " ليو ميديا " التى قامت بتطوير المحتوى وأعدت " فورماته " وأشرفت على تدريب المذيعين ومنهم خيرى رمضان ورشا نبيل ، رفضت مؤخراً طلب الهيئة الوطنية للإعلام بالمشاركة فى تطوير قناة النيل للأخبار ، بسبب عدم رضائها عما تم فى القناة الأولى . وكشفت " ليو ميديا " أنها غير راضية عن أداء المذيعين والمذيعات حيث تحولت البرامج إلى " مكلمة " ولم يتم الإلتزام ب " الفورمات " التى أعدتها الشركة من جانب وكالة الأخبار التى تتولى عملية التنفيذ بالتعاون مع وكالة الأهرام للإعلان . وهنا نشير الى أن القناتين الثانية والفضائية لن تتنقل اليهما عدوى التطوير لعدة أسباب أهمها فشل التجربة فى القناة الأولى ، كما أنه فى حال تكرار نفس التجربة فيهما سيكون محكوما عليها بالفشل بسبب كثرة عدد البرامج فى القناة الأولى والتى انتقلت الى الثانية والفضائية والمصرية الموجهة لأمريكا ويبلغ عدد البرامج فى القنوات الثلاث التابعة للقطاع قرابة ال 300 برنامج وهو ما يجعل من الصعب جداً اذاعة كل هذا العدد فى أى قناة آخرى جديدة ربما يتم انشاؤها ، وسيقتصر التطوير على تغيير أسماء ومضمون عدد قليل من البرامج بأبناء ماسبيرو وليس من خارجه . وكشفت مصادرنا المطلعة أن مقدمى برامج التطوير يتقاضون مبالغ كبيرة رغم ضعف مستواهم المهنى ، حيث يتقاضى خيرى رمضان 400 ألف جنيه مقابل 300 ألف جنيه لرشا نبيل ومثلها لمها أحمد الشهيرة ب " بكبوظة " مقدمة برنامج " الست هانم " و150 ألف للشيف أحمد المغازى و100 ألف جنيه لتامر مطر مقدم برنامج " طريق الحياة . أما رؤساء تحرير البرامج فتتراوح أجورهم ما بين 25 و35 ألف جنيه . وكشفت المصادر أن شركة " ليو ميديا "قامت بتقديم تقرير مفصل لبعض الجهات السيادية عن هذه البرامج لإخلاء طرفها عن تحمل فشل خطة التطوير . وفى المقابل يحاول حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ومعه مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون القيام بخطة للرد على " ليو ميديا " ومحاولة إقناع المسئولين فى ثلاث جهات عليا بأن عملية التطوير حققت أهدافها . ومن بين وسائل هذه الخطة تشكيل لجنة من بعض الخبراء وأساتذة الإعلام لتقييم تجربة التطوير ، وسيتم إختيار أعضاء اللجنة من بين أصدقاء زين ولاشين أو ممن لهم مصالح أو أقارب يعملون فى قطاعات الهيئة . وسيكون مجمل التقرير فى صالح عملية التطوير وسوف يؤكد على أن التجربة حققت الكثير من أهدافها . من ناحية آخرى يرى الكثيرون أن خطة التطوير لم تحقق أهدافها بسبب تعدد جهات الإشراف والرقابة على البرامج ، حيث تم منع " ليو ميديا " من الإشراف على تنفيذ المحتوى الذى أعدته ، وقامت بالتنفيذ وكالة الأخبار والتى حولت البرامج الى " كوبى بيست " من بعض الفضائيات أبرزها دى إم سى وصدى البلد . كما كان هناك تداخل وتضارب اختصاصات بين الجهة المنفذة وبين قيادات ماسبيرو ومنهم حسين زين ومجدى لاشين ومعهما خالد شبانة الذى كلفه زين بالإشراف على التطوير رغم وجود خالد قابيل فى منصب القناة الأولى ، وهو الأمر الذى تسبب فى " شرخ " فى العلاقة بين لاشين وقابيل لدرجة أن قابيل طلب من مجدى الإعتذار عن عدم الإستمرار فى رئاسة القناة الا أنه طالبه بالإنتظار لعدة أسابيع لحين وضوح الرؤية بشكل كامل بالنسبة لخطة التطوير . ويرى الكثيرون أن قابيل كان الخاسر الأكبر فى عملية التطوير حيث يرى العاملون فى القناة أنه " باعهم " ولم يحقق وعده لهم بالحفاظ على اذاعة برامجهم فى القناة الأولى حيث تم نقل كل البرامج للقنوات الثانية والفضائية المصرية والمصرية الموجهة لأمريكا ويتم حالياً اذاعتها فى أوقات معدومة المشاهدة . ومما زاد الطين بلة – كما يقولون - أن أخبارا تسربت من داخل إجتماع لجنة الإشراف كشفت أن قابيل كان يريد خصم مبلغ 150 جنيها من كل بند من بنود جميع البرامج لكى يثبت أنه قام بترشيد المصروفات وهو ما تسبب فى زيادة الخلافات بينه وبين العاملين بالقناة .