مسئولون رياضيون كبار يظهرون بكل أريحية ويتكلمون بكل جرأة عن صالح أعمالهم بينما يتحدث الجميع حولهم عن طالح تلك الأعمال.. بلا خجل يقولون ما لم يفعلوا وما لا يفعلون.. ويصدقهم ويتوافق معهم من يظهرون فى هذه اللقاءات الإعلامية بينما عشرات الملايين من المشاهدين والمتابعين والغائبين عن الصورة المتلفزة أو سطور المواقع والصحف نراهم فى حالة مؤسفة من ردود الفعل بين شد الشعر والألحان اللفظية الزاعقة وبين الذهول الذى يظهرهم وكأن عصابة سرقة أعضاء خطفتهم.. على وجوههم ذعر واستغراب وافتقاد الإحساس بالزمان والمكان.. لأن ما يعايشونه يوميًا وما يرونه كل ساعة جعلهم فى حالة ''بسترة'' وهى التعرض فى وقت واحد لأعلى درجات البرودة والسخونة.. وتكفى هذه البسترة لإظهارهم فى حالة تحلل من الدنيا، لا يعرفون رأسهم من رجلهم.. والأشد استغرابًا أن هؤلاء المسئولين نجوم كبار فى المجتمع.. يكذبون بلا تردد أو استحياء كما لو كانوا يقولون صدقًا.. وهم إما منعزلون عن حياتهم بين الناس أو أنهم يعرفون أنهم يكذبون بعد أن عرفوا أن الناس أيضًا يحبون الكذب الذى يريحهم.. وهذه أزمة فى شخصية المجتمع لابد من مواجهتها وإلا ستتسع عنابر الحجر والحجز.