أدلى مجدى لاشين رئيس قطاع التليفزيون بحديث ل " بوابة الأهرام " تحدث فيه بشكل مباشر عن التطوير الذى بدأ منذ شهر تقريبا بالقناة الأولى التى تحولت إلى قناة مصر الأولى . وقد استوقفتنى فى هذا الحديث عدة نقاط هامة ، لكن قبل ذلك يتحتم علينا التساؤل عن طبيعة دور رئيس التليفزيون فيما يتعلق ببرامج التطوير ؟ وهل حضر جلسات التطوير التى شملت اختيار البرامج الخمسة التى تعرض الآن على القناة الأولى؟ وهل تم أخذ رأيه فيما يتعلق بأفكار هذا البرامج ومذيعيها ؟ . الإجابة بالطبع لا فمصادرنا تؤكد أن رئيس التليفزيون لم يكن له علاقة على الإطلاق بهذه الترتيبات واقتصر دوره فقط على ترشيح من يعمل فى هذه البرامج من بين كل العاملين في القناة الأولى وهو ماقام به لاشين معتمدا على مجاملة شلته والمقربين إليه . هذا هو الدور الحقيقى الذى لعبه فى المراحل الأولى للتطوير وجانبه الصواب تماما حينما قال فى حديثه ردا على سؤال نصه : ماذا عن الآراء التى تشير لعدم معرفة أو مشاركة قيادات ماسبيرو بخطوات التطوير فرد السؤال بسؤال وهو كيف يخرج التطوير بايدى أبناء القناة ودون مشاركتنا ؟ . وهنا نتساءل : ماهى مشاركة مجدى لاشين بالضبط فى التطوير غير ترشيح بعض العاملين وفقط ؟ وهل يشارك رئيس التليفزيون فى أفكار وموضوعات حلقات البرامج ؟ وهل يجرؤ على إصدار أية توجيهات لمذيعى هذه البرامج أورؤساء تحريرها أو معديها ؟ وأين كان دوره ومشاركته حين حدثت واقعة المذيع خيرى رمضان التى أساء فيها لضباط الشرطة وزوجاتهم والتى تحولت إلى قضية شهدها الرأى العام ؟ واذا كانت له مشاركات فى التطوير فلماذا تم إختيار خالد شبانة رئيس قناتى نايل لايف ونايل كوميدى مشرفا عاما على تطوير القناة الأولى بقرار من حسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ؟ ومن صاحب القرار فيما يتعلق بالموضوعات والقضايا التى يتم طرحها فى البرنامج .. هل رئيس التليفزيون أم وكالتى الأخبار والأهرام الراعتين للبرامج الجديدة أم شركة ليوم ميديا المسئولة عن تطوير المحتوى فى البرامج الجديدة ؟ وهل كان له أى دور فى وقف أو عودة خيرى للشاشة ؟ ولماذا عجز عن رفض تنفيذ أوامر مها أحمد بإستبعاد مجموعة من العاملين ببرنامجها " الست هانم " بعد تهديدها باللجوء للجهة العليا التى تساندها وتدعمها ، ومن بين هؤلاء العاملين المخرج طارق سند والمعدة سوزى ابراهيم الى جانب الشيف أسماء التى كانت تقدم فقرة المطبخ فى نفس البرنامج ؟ . الواقع يؤكد أنه لا مشاركة على الإطلاق لمجدى لاشين فى برامج التطوير ونتحدى أن ينفى ذلك. النقطة التالية التى أشار إليها لاشين هو أن 90 بالمائة من العاملين ببرامج التطوير من أبناء القناة الأولى تدفعنا لأن نسأله : أذكر لنا إسم واحد فقط من أبناء القناة الأولى يعمل فى برنامج مصر النهاردة ؟ و نتحداك أن تذكر إسم واحد فقط فى التوك شو الرئيسى للقناة الأولى وسنضيف للسؤال تساؤل آخر وهو : اذكر لنا أحد العاملين من قطاع الهندسة الإذاعية فى هذا البرنامج ؟ . وفى نفس الحوار قال لاشين بالحرف الواحد " كل البرامج ستلحق بالتطوير ومن أجل ذلك بدأنا بالتعاقد مع وكالتى الأهرام والأخبار " لاحظوا كلمة بدأنا بالتعاقد ، وهنا نتوجه للاشين بسؤالين ، الأول : ألا تعلم حضرتك أن هذه الوكالات جزء أصيل من التطوير؟ ومامعنى بدأنا ؟ والسؤال الثانى من الذى بدأ بالتعاقد مع الوكالات؟ حضرتك ؟ ومادورك فى هذاالتعاقد بالضبط ؟ وحول حديث لاشين عن دوره فى توزيع برامج القناة الأولى على باقى القنوات وأنه راعى طبيعة كل قناة فى توزيع النوعية التى تلاءمها من برامج القناة الأولى نتوجه له بسؤال بسيط جدا : وهل نوعية البرامج التى تم توزيعها على الفضائية الموجهة لأمريكا والتى تعمل بنظام الكابل تناسب نوعية وفكر المصريين في أمريكا ؟ خاصة وأن الجالية هناك تلزمها نوعية معينة من البرامج . النقطة التالية التى توقفنا عندها فى الحديث هى رسالة الاطمئنان التى أرسلها لاشين لأبناء القناة الأولى الذين تفرقت دماء برامجهم بين القنوات بأنه لن ينقص مليم واحد من مستحقاتهم... وهنا نتوقف أمام إشكالية ضخمة وهى أن هذه البرامج تم تقليل مدد إذاعتها حتى يتم استيعابها فى القنوات التى تم توزيعها عليها فأصبح على سبيل المثال لا الحصر برنامج " من ماسبيرو " مدته حالياً 52 ق بدلا من توقيته الاصلى وهو 75 ق فهل سيتم صرف نفس أجر 75 ق على مدة فعلية 52 ق؟ وهل لوتم ذلك ألا يعتبر هذا الاجراء إهدار مال عام ؟ وهل لوتم الصرف على المدد الفعلية ألا ينتقص ذلك من أجور العاملين بالبرنامج وهو ماينفى كلام لاشين بعدم تأثر أحد من العاملين وعدم نقصان مليم واحد من مستحقاته ؟ . وينطبق هذا الكلام على باقى البرامج فمن كانت مدته 45 تقلص إلى نصف ساعة والنصف ساعة تقلص إلى ثلث ساعة والثلث ساعة إلى 12 ق .. الخ . ومن بين النقاط التى استوقفتنى فى حديث لاشين أيضاً أن تقنية البث HDأضافت للقناة الأولى ونؤكد هنا أن هذ االفخر الذى يزهو به رئيس التليفزيون ولا دخل له به على الإطلاق تبث به القنوات الفضائية الخاصة منذ سنوات ولم يعد الشيء المبهر للمشاهد الذى اعتاد عليه منذ سنوات طويلة . وبخصوص انتقال التطوير بالقناة الأولى من الشكل إلى المضمون وإن كانت هناك ملاحظات لرئيس التليفزيون على مضامين هذه البرامج ، فإننا نتوجه لسيادته بسؤال بسيط : ماذا انت فاعل بهذه الملاحظات ؟ وهل بلغت بك سلطاتك أن تخاطب بها القائمين على هذه البرامج أو رئيس الهيئة الوطنية ؟ ولماذا إلى الآن لم يتم أخذ ملحوظاتك فى الإعتبار؟ . النقطة التالية هى رؤية لاشين للمرحلة القادمة والتى أكد فيها على وجود مذيعو ماسبيرو الذين هم على أعلى مستوى من المهنية والوعى التام بالمعايير المهنية للتغطيات فلماذا لم يتم الاستعانة ولو بمذيع واحد منهم فى المرحلة الأولى ؟ ولماذا لم يذكر لاشين إسم واحد فقط ؟ أم أنه سيتم الاستعانة بالجميع ؟ وماهى سلطة رئيس التليفزيون بالدفع بهم غير مجرد الترشيح إذا كان سيتم الاستعانة بهم أصلا ؟ . النقطة الأخيرة التى تمثل سقطة رهيبة فى حديث رئيس التليفزيون هى إجابته على سؤال هل التليفزيون خدمى أم اقتصادي؟ تخيلوا أن رئيس التليفزيون أجاب بالحرف الواحد قائلا : نحن أنفسنا فى ماسبيرو أصبحنا حائرين مابين خدمى واقتصادي " . ويعود فيقول لاتوجد غيرنا قنوات تهتم بالبرامج الصحية والثقافية والاجتماعية والدينية والأسرة وهذه البرامج لا وجود لها إلا فى القنوات التى تم توزيع برامج القناة الأولى عليها مما أدى إلى ضياعها تماما ولايعلم من كان يتابعها على القناة الأولى أين تذاع الآن ولا متى. وفى النهاية نود القول بأن رئيس التليفزيون خلع على نفسه أدوار ليست له وردد العديد من العاملين بماسبيرو عبارة واحدة وهى بأى مناسبة يظهر رئيس التليفزيون ويدلى بحديث عن تطوير ليس له علاقة به ولاسلطة له عليه ؟ أم أنها محاولة يائسة لانتزاع دور بطولة فى رواية وهمية ؟! .