عماد بركات حالة من الغليان سادت أجواء ماسبيرو وتحديدا بقطاعى التليفزيون والقنوات المتخصصة الأسبوع الماضى، بعد الإعلان عن ظهور عدد من البرامج الإعلانية على شاشات الثانية والفضائية المصرية ونايل سبورت والتى كان أولها برنامج الاستوديو التحليلى الذى كان يقدمه الكابتن مدحت شلبى على القنوات الثلاث، سالفة الذكر ثم اقتصر تقديمه على القناتين الثانية والفضائية المصرية فقط بعد اعتراض العاملين فى نايل سبورت مما دفع عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون إلى اتخاذ قرار بعمل استوديوهين للتحليل، الأول يقدمه شلبى والثانى على النيل للرياضية يقدمه العاملون فى القناة، الأمر الذى سبب خسائر كبيرة للشركة المنتجة للبرنامج . وتراجع عدد من الشركات التى كانت فى طريقها لإنتاج برامج كبيرة على التليفزيون المصرى خشية تعرضها لما حدث مع الشركة الأولى. «الأهرام العربى» طرحت القضية على المسئولين فى ماسبيرو، فكان التحقيق التالى: فى البداية أكد مجدى لاشين رئيس التليفزيون أن ماسبيرو لديه كفاءات من المذيعين والمخرجين والمعدين وباقى التخصصات المختلفة، وأن القنوات الخاصة المشهورة حاليا بنيت على أكتاف أبنائه والجميع يعلم ذلك، لكن المشكلة هنا تكمن فى أن عدد المذيعين الكبير فى كل قناة بماسبيرو لا يسمح بأن يحصل كل منهم على فرصة جيدة فى الظهور لفترات طويلة حتى يعرفه الجمهور ويعتاد عليه، وهذا ما لا يتوافر فى التليفزيون المصرى، والدليل على ذلك أن المذيعين الذين انتقلوا للعمل فى الفضائيات الخاصة أصبحوا نجوما بعد أشهر قليلة. وأضاف لاشين، أما فيما يخص البرامج الإعلانية التى يجرى التحضير لها فأرى أنها لن تجور على حقوق العاملين فى القطاع، وأعتبرها نوعا من التطوير والتواكب مع متطلبات السوق التجارى، كما أننى لن أسمح بظهورها إذا كان موجودا مثلها على الشاشة مهما كان العائد من ورائها. ويقول أحمد شكرى رئيس قناة نايل سبورت: غضبت كثيرا من نظرة الوكالات الإعلانية للعاملين فى النيل للرياضة فى أنهم غير قادرين على تحليل مباريات الدورى العام وجذب انتباه المشاهد وبدلا من مساندتهم، باعتبارهم الأبناء الشرعيين للقناة ذهبوا للبحث على بديل لهم. وأضاف، وفيما يتعلق بأزمة برنامج مدحت شلبى فأحب أن أوضح نقاطا مهمة، هى أن القناة لم ترفض ظهور البرنامج على شاشتها، وإنما مشاركة العاملين فى القناة فى تقديمه مع مدحت شلبى أو تقديمه بالتبادل أسبوع وأسبوع أو حتى ترك الحرية لمدحت شلبى اختيار المباريات التى يحددها وتقديم الاستديو التحليلى لها والباقى للعاملين فى القناة، لكن كل هذه الخيارات التى تم عرضها على الشركة رفضت بالكامل، مما ولد غضبا لدى العاملين، وأصروا على عدم ظهوره على شاشة نايل سبورت، وأضاف بعد منع شلبى من تقديم الاستوديو التحليلى لم تتأثر الإعلانات نهائيا. أما عبد النبى فكرى نائب رئيس القطاع الاقتصادى للشئون التجارية فقال: مما لاشك فيه أن البرامج الإعلانية أحد أهم مصادر الدخل لاتحاد الإذاعة والتليفزيون والاتحاد فى أمس الحاجة إليها فى الفترة الحالية للخروج من أزمته المالية، وأننى لا أرى عيبا فى اتجاه القنوات للتعاقد مع مذيعين نجوم فى مختلف المجالات لتقديم برامج على شاشاتها وهذا معمول به ليس فى التليفزيون المصرى، وإنما فى القنوات الخاصة أيضا، وعلى الجانب الآخر يجب إعطاء الأجيال الجديدة فرصة لإثبات جدارتها. وأضاف، ما حدث مع أزمة مدحت شلبى أخاف شركات إنتاج كثيرة من للدخول فى مشاركة مع ماسبيرو خشية تعرضهم لمضايقات من العاملين، بالرغم من أن الاتحاد يحرص كل الحرص على ألا يضار أى عامل من حال الموافقة على هذه النوعية من البرامج، وأضاف، على العاملين أن يدركوا تماما أن الاتحاد لديه أزمة مالية طاحنة، وأنه يحاول بشتى الطرق أن يوفر مصادر دخل جديدة من هذه البرامج، كما أن البرامج الحالية التى تعرض على قنوات التليفزيون تم عرضها بالكامل على الوكالات الإعلانية أكثر من مرة للإعلان عليها، لكنهم رفضوا وطلبوا وجود مذيعين نجوم أو أن يقوم مذيع واحد أو اثنين على الأكثر تقديم كل برنامج، وليس العدد الكبير الموجود حاليا فى كل برنامج.