مقابل الجنيه.. أسعار الدولار والعملات الأجنبية اليوم الخميس 16 - 10 – 2025    محافظ كفر الشيخ: تنفيذ 6 قرارات إزالة على مساحة 1300م2 بمركز الرياض    تسليم 581 كشك لغير القادرين بقرى ونجوع كفر الشيخ    مصادر طبية فلسطينية: ارتفاع عدد جثامين الشهداء المستلمة ل120 بعد الإفراج عن 30 جثمانا    الكرملين: روسيا مستعدة لتقديم كل المساعدة اللازمة للشعب الفلسطينى    روما يقترب من استعارة زيركيزي لاعب مانشستر يونايتد في يناير    سفيرة مصر في بوروندي تستقبل بعثة الأهلي في المطار.. صور    فيريرا يكشف حقيقة رحيل أوشينج وجهاد عن الزمالك وموقفه من المعد النفسي    محامي زيزو ل"اليوم السابع": أدلة مستحقات اللاعب في اتحاد الكرة    غلق وتشميع مركز حضانات ببنى سويف لمخالفة اشتراطات الترخيص وسياسة مكافحة العدوى    الاتحاد الأوروبي يكرّم مي الغيطي بعد اختيارها عضو لجنة تحكيم مهرجان الجونة    يروى تاريخ الإمارات.. متحف زايد الوطنى يفتح أبوابه فى 3 ديسمبر    كلمة مؤثرة في ختام مهمته.. "رئيس النواب": خدمة الوطن شرف لا يدركه إلا من خدمه بقلب نقي ونية خالصة    كأس إنتركونتيننتال.. وفد بيراميدز يتفقد ملاعب قطر قبل مواجهة بطل الأمريكتين    الأمم المتحدة تدعو باكستان وأفغانستان لوقف دائم للاشتباكات    رحلة عمرة تبرع من أحد الأشخاص لعم "فوزى" صاحب واقعة مينى باص الدقهلية    الحكم على التيك توكر أوتاكا 29 أكتوبر بتهمة بث فيديوهات خادشة    تعليم القاهرة تتابع انتظام الدراسة واستعداد المدارس لامتحانات أكتوبر    رئيس الوزراء: النيل بالنسبة لمصر قضية وجود لا تقبل المساومة    بعد اكتشاف عملات تاريخية بها.. خبير: الكبسولة الرصاصية النادرة تكشف أسرار تشكيل الهوية السكندرية    فرقة دمنهور المسرحية تعرض ها أم مللت في ملتقى شباب المخرجين على مسرح السامر    رئيس الوزراء يشهد توقيع مذكرة تفاهم بين مصر وقطر للتعاون في المجال الصحي    بطلها حسام عبد المجيد.. صفقة تبادلية بين الزمالك وبيراميدز    الرياض تحتضن أكبر معرض عقاري مصري "عقارات النيل" بمشاركة كبار المطورين بعروض استثنائية لعملاء المملكة    القافلة الثانية عشرة التي يشرف عليها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي تستعد للانطلاق نحو غزة    بنى سويف تنفذ ماراثون الدراجات ومسيرة مشي ضمن فعاليات مهرجان النباتات الطبية والعطرية في نسخته الرابعة    قرار جمهوري بترقية اسم الشهيد اللواء حازم مشعل استثنائيا إلى رتبة لواء مساعد وزير الداخلية    سيف زاهر يشدد علي ضرورة التواصل الدائم مع المواطنين عبر لقاءات ميدانية دورية    طنطا تستقبل عشرات الزوار من السودان للمشاركة في الليلة الختامية لمولد السيد البدوي    الأمين المساعد لشؤون الواعظات بالأزهر تزور معاهد سيوة    ترتيب هدافي الدوري المصري قبل مباريات الأسبوع الحادي عشر    آمال ماهر نجمة إفتتاح مهرجان ومؤتمر الموسيقي العربية ال33    ريم مصطفى بطلة مسلسل «فن الحرب» ل يوسف الشريف في رمضان 2026    «حظهم وحش».. 3 أبراج تفشل في العلاقات والحب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 16-10-2025 في محافظة الأقصر    رجال يد الأهلي يواجه البوليس الرواندي في بطولة إفريقيا    الصحة: فحص 19.5 مليون مواطن ضمن مبادرة الرئيس للكشف المبكر عن الأمراض المزمنة والاعتلال الكلوي    كيف ظهرت سوزي الأردنية داخل قفص الاتهام فى المحكمة الاقتصادية؟    بيان عملى وتوعية ميدانية.. الحماية المدنية تستقبل طلاب مدرسة بالمنوفية    الأمن السوري يلقي القبض على ابن عم بشار الأسد    خالد مرتجي: وجود ياسين منصور مكسب كبير للأهلي.. وميزانية النادي تخطت ال8 مليار جنيه    عمرو الورداني: مصر قادرة على إطفاء نيران الفتن وصناعة السلام بشرف وعدالة    الداخلية تكثف حملاتها لضبط الأسواق والتصدي لمحاولات التلاعب بأسعار الخبز    اتحاد طلاب جامعة أسيوط يكرم الدكتور أحمد المنشاوي تقديرًا لجهوده    بعد ملاحظات الرئيس.. النواب يؤجل تطبيق قانون الإجراءات الجنائية إلى 2026    الداخلية تكشف ملابسات فيديو سائق ميكروباص بالبحيرة رفع الأجرة وحمّل ركابًا أكثر من المقرر    350 مليون دولار استثمارات هندية بمصر.. و«UFLEX» تخطط لإنشاء مصنع جديد بالعين السخنة    وزير الاستثمار يعقد مائدة مستديرة مع شركة الاستشارات الدولية McLarty Associates وكبار المستثمرين الأمريكين    إحالة مسؤولين في المرج والسلام إلى النيابة العامة والإدارية    الأولى من نوعها.. جامعة أسيوط تنجح في أول جراحة باستخدام مضخة "الباكلوفين" لعلاج التيبس الحاد بالأطراف    جيش الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 24 فلسطينيا في الضفة    بعد توقف 7 سنوات.. انطلاق الدورة الرابعة من معرض الأقصر للكتاب    شوقي علام: سأنضم للجنة الشئون الدينية بالشيوخ لمواصلة الجهد الوطني في مجال الدعوة    الصحة تنصح بتلقي لقاح الإنفلونزا سنويًا    جامعة الشارقة: تقليل هدر الطعام يمثل أحد أكثر الإجراءات فعالية في مواجهة التغير المناخي    التحالف الوطني يستعد لإطلاق قافلة دعم غزة 12 لدعم الأشقاء في فلسطين    مشكلة الميراث    .. ورضي الله عن أعمال الصالحين الطيبين لاغير    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مناظرة بين رئيس الحزب «الناصري» ومعارض ل «بشار»

ميسرة بكور: إطلاق مصطلح "العدوان الثلاثى" على "الضربة الجوية" تجاهل وقح لما يفعله بشار
"الناصريون" يمارسون العهر السياسى ويجب محاكمتهم
"الأسد" استخدم الكيميائى أكثر من 100 مرة.. والضربة تأخرت 7سنوات
"البشاريون" الخطر الحقيقى على مستقبل سوريا
أثارت الضربة العسكرية أو ما يطلق عليها العدوان الثلاثى، من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، على الأراضى السورية، جدلاً كبيرًا فى الأوساط السياسية والشعبية، بين مؤيدين يرون الضربة مستحقة للرئيس السورى بشار الأسد، بعد اتهامه باستخدام الأسلحة الكيماوية المحظورة دوليًا فى دوما بمساعدة روسيا، والتى راح ضحيتها المئات من الشعب السورى، نجد أن هناك آخرين يرون أن هذا الأمر عار تمامًا من الصحة ويصفونه ب"الذريعة" لتكرار سيناريو ما حدث فى العراق.
وبين وجهتى النظر نجد سجالاً وجدالاً، بين مواقف الكثير من الشخصيات المحسوبة على التيار الناصرى، الداعم ل"بشار"، والمعارضين له الذين يرون أن تمسكه بالسلطة رغم موت وتشريد الملايين هو السبب الرئيسى فيما وصلت إليه سوريا.
وتستعرض "المصريون"، فى السطور التالية من خلال المناظرة بين المعارض والباحث السورى "ميسرة بكور"، ورئيس الحزب العربى الناصرى، سيد عبد الغنى، أسباب موقف كل منهما سواء الداعم أو الرافض للنظام السورى، وتأثير هذه المواقف المتناقضة على الشعب السورى وقضيته، وكيفية تحول سوريا إلى وضعها الراهن وتحولها إلى مسرح تصفية الحسابات بين الدول العظمى.
كيف ترى العدوان الثلاثى من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا؟
أولاً ما يحدث فى سوريا ليس عدوانًا، وأعتقد أن من أطلق هذه التسمية يريد مجاملة النظام السورى، والتشويش على المتلقى، ورغبة منه بتشويه ذاكرتنا القريبة، من أجل دعم رواية تنظيم الأسد، ومعظم من استخدم هذه التسمية إما معاد للثورة السورية أو يدور فى فلك إيران و"شبيحة" تنظيم بشار.
وفى سبيل هذا التشويه للحقائق والوقائع، يحاول أصحاب هذه البدعة الكاذبة استرجاع "العدوان الثلاثي" على مصر فى الخمسينيات، بهدف دغدغة ومحاكاة مشاعر العرب تمهيداً لدفعهم لرد ما أسموه العدوان، والبعض لعب على مصطلح الأمن القومى العربى والسيادة الوطنية، ويتجاهلون بوقاحة أو سذاجة منقطعة النظير أن تنظيم "البشاريون" الخطر الحقيقى على حاضر ومستقبل سوريا والوطن العربى، لأنهم من سلم سوريا الوطن والإنسان للعدو الأزلي للعرب "إيران" وبعد فشل الاحتلال الإيرانى استقدموا الاحتلال الروسي، وأولئك الذين يتبنون مصطلح العدوان الثلاثى هم فى الحقيقة إما هم جاهلون أو مغرر بهم .
رؤيتك لتوقيت العدوان خاصة أن الأوضاع فى سوريا متدهورة منذ 2011 بمعنى أدق ما الذى تغير حتى يصحو ضمير العالم الآن؟
بالطبع الدول الغربية، مارست سياسة المعايير المزدوجة عند تقييمها الوضع المأساوى فى سوريا، ويمكننا رصد ازدواجية المعايير الغربية بوضوح فى المشهد السورى منذ بداية الثورة، وأن نأخذ نماذج لهذه الازدواجية، على سبيل المثال تدخل التحالف الدولى فى مدينة "عين العرب" لدعم المنظمات الكردية الانفصالية، وتم قصف وسحق تنظيم داعش فقط فى المناطق التى تتواجد فيها المنظمات الكردية، نموذجاً آخر لتلك الازدواجية من خلال تعامل الإعلام الغربى مع الأحداث العسكرية المحيطة بعفرين من جهة وإدلب من جهة ثانية، ونموذج ثالث، طريقة تعامل المجتمع الدولى والغرب مع اللاجئين السوريين الفارين من إرهاب تنظيم الأسد والعصابات الإيرانية، مما لاشك فيه أن المجتمع الدولى مارس النفاق السياسى، وسقط أخلاقيًا مرات عديدة فى سوريا، وصمته على جرائم تنظيم الأسد هى التى أوصلتنا إلى هذا الواقع .
أما عندما تعلق الأمر بالسلاح الكيميائى، الذى يهدد أمن الكيان الصهيونى كشر الغرب والمجتمع الدولى عن أنيابه لسحق هذا السلاح، خوفًا على أمنه وأمن الكيان الصهيونى، وليس حبًا بالشعب السورى.
فالتوقيت تأخر 7 سنوات هى عمر سوريا الوطن والإنسان المغتصبين من قبل الاحتلال المزدوج الروسى الإيراني، وإن كنتم تتحدثون عن توقيت العقاب الذى أوقعه التحالف الذى تقوده أمريكا لتنظيم الأسد، نقول إن التوقيت جاء مناسبًا للحلفاء وبما يخدم استرانيجية نجاح العقوبة وتحقيق أهدافها، وحتى لا يزايد علينا أحد بالقول بإن الضربة جاءت فى اليوم الذى وصلت به بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لدمشق، نقول إن تنظيم الأسد وعصاباته دخلوا مدينة دوما بعد أن سقطت بيد "الإيرانيين" وقاموا باستخدام المدنيين فى دوما بريف دمشق، بالغازات السامة، وهم جهة غير موثوقة سواء من قبل الشعب السورى أو من قبل المجتمع الدولى، وأى مراقب حصيف غير متحيز سيقول إن هذه المليشيات قامت بتجريف وإتلاف الأدلة، فور احتلالها مدينة دوما.
كيف تم التأكد من استخدام الأسلحة الكيميائية.. ولماذا لم يتم انتظار تقارير اللجان الدولية؟
الحديث عن انتظار تحقيق اللجنة هو كلام فارغ، وبالمناسبة هناك عينات وتحقيقات تمت على أشخاص أصيبوا بالغازات ممن خرجوا إلى محافظة إدلب، وقالت منظمة الصحة العالمية، ووفقاً لتقارير من شركاء مجموعة الصحة، إن ما يقدر بنحو 500 مريض عرضوا على المرافق الصحية أظهروا علامات وأعراض تتفق مع التعرض للمواد الكيميائية السامة. على وجه الخصوص، كانت هناك علامات على تهيج شديد من الأغشية المخاطية، وفشل الجهاز التنفسى وتعطيل النظم العصبية المركزية لهم.
وبحسب ما ورد توفى أكثر من 70 شخصًا من الملاجئ فى الطوابق السفلية، مع وجود 43 حالة وفاة مرتبطة بأعراض تتسق مع التعرض للمواد الكيميائية شديدة السمية، كما أفيد أن اثنين من المرافق الصحية تأثرتا بهذه الهجمات، وأكدت وزارة الخارجية الأمريكية، أن الأعراض التى ظهرت على ضحايا بلدة دوما بالغوطة الشرقية "تتسق مع الأعراض الناجمة عن التعرض لمادة تسبب الاختناق أو غاز أعصاب".
البعض يربط بين أزمة الجاسوس الروسى البريطانى وما يحدث فى سوريا لاسيما بعد الحصار الدبلوماسى على الدب الروسى من قبل دول أوروبا والولايات المتحدة.. ما رأيك؟ وهل يمكن أن نعتبر أن هناك أسبابًا معلنة وأخرى غير معلنة؟
مما لاشك فيه، أن للضربة أبعاد سياسية متعددة الاتجاه والأطراف، و الموضوع أكبر من توجيه ضربة لتنظيم الأسد أو معاقبته، الضربة حملت رسائل متعددة وهى أكبر من الجغرافية السورية سيصل صداها إلى أوكرانيا والقرم وكوريا الشمالية وطهران، فبرغم من أن التصريحات الأمريكية والبريطانية التى قالت إن الضربة كان هدفها فقط تقويض قدرات تنظيم الأسد على استخدام السلاح الكيميائى على الشعب السوري.
ونشك إن بريطانيا كانت تهدف الرد على ما قامت به روسيا فى بريطانيا خلال محاولتها تسميم العميل الروسى المزدوج هذا لا يحتاج لكثير من الفهم، ونتفهمه ونرحب بذلك كونه يخدم مصالح الشعب السورى فى معاقبة تنظيم الأسد، الذى أحرق السوريين ودمر سوريا على رؤوس السوريين.
بصراحة.. هل تحولت سوريا إلى مسرح للصراعات الإقليمية والدولية.. أو بالأحرى تحولت لحلبة تصفية الحسابات بين الدول العظمى؟
للأسف الشديد، الشعب السورى أصبح مختبرًا لتجارب أنظمة وأسلحة روسيا، وأمريكا وغيرهما، وتحولت سوريا لصندوق رسائل يتم عبرها نقل الرسائل بين التحالفات الدولية والإقليمية واستعراض قدرات الأطراف العسكرية والسياسية والأمنية، بعيدًا عن ثورة الشعب السورى وتضحياته.
الكثير يتهم الناصريين سواء فى مصر أو العالم العربى بتأييد بشار.. من وجهة نظرك ما السبب؟
نعم.. وبعضهم زار تنظيم بشار الأسد فى دمشق وسبق لى أن ناقشتهم خلال إقامتى فى القاهرة وهم يعتبرون أن ما يحدث فى سوريا هى مؤامرة صهيونية ويتجاهلون الرد على سؤال منطقى هل كنا سنصل إلى هذا الدرك لو أن بشار الأسد حذا حذو حسنى مبارك وزين العابدين بن علي، وللأسف الكثير من اليساريين والقوميين أثبتوا أنهم أكثر الشخصيات تطرفًا وانفصامًا عن الواقع وأنهم أكثر من يؤيد الاستبداد العربى.
وكان أمرًا فى غاية الأسف والخجل عندما وجه عبد الحكيم عبد الناصر، رسائل تهنئة إلى عدد من أصدقائه بمناسبة احتلال عصابات بشار الأسد وحزب الله مدينة القصير السورية، وسبى نسائها وقتل رجالها، وارتكاب مجازر بشعة بحق الآلاف من أطفالها وشيوخها.
فمواقف حمدين صباحى، الداعمة لبشار الأسد، ليست خافية على أحد، وقد حاول كثير من قيادات المعارضة السورية اللاجئين إلى القاهرة، فى أحاديثهم معه كسب موقف إعلامى واحد لصالح الثورة السورية.
والجميع بات يعرف من هو صباحى، ومن هم مناصروه وانفصامهم عن الواقع وتأييدهم الدكتاتورية، وتسلقهم على الثورات بهدف تحقيق ما يسمونه مشروعهم مجهول المعالم إلا الاستمرار فى الدكتاتورية الثورية.
وماذا عن ردهم بأنهم لا يؤيدون بشار إنما هدفهم الدولة السورية والحفاظ عليها من السقوط من منطلق القومية العربية؟
أولئك يمارسون الدعارة والعهر السياسى ويجب محاكمتهم بتهمة الغباء السياسى لأنهم ومع كل تاريخهم لا يكادون يفرقون بين الدولة "الإقليم" والنظام السياسى وتحديدًا الرئيس، كل دول العالم تتغير فيها الأنظمة ويظل البلد الإقليم الدولة صامدًا، وهم لا يقرأون التاريخ.
لقد مر على سوريا عبر تاريخها الضارب فى عمق التاريخ آلف الأنظمة السياسية وحكمت دمشق العالم "دمشق عاصمة الدنيا" وانهارت غالبية هذه الأنظمة وظلت سوريا شامخة، لكن تلك الفئة المارقة المتمردة على مبادئ الناصرية إنما تبرر الاستبداد وتعشقه.
........................................................................
سيد عبد الغنى:
ندعم القيادة السورية فى التصدى للفصائل الإرهابية ومواجهة التدخل الأجنبى..
ومتهمو "الناصريون" بانتصارهم ل"الكيانات" على حساب "الإنسان" عليهم تفسير ما حدث فى العراق وليبيا
استخدام الأسلحة الكيماوية ذريعة شبيهة لما حدث ب"العراق"
على المعارضة السورية إعلاء مصلحة الوطن والوصول لحل سياسى
الضربة العسكرية على سوريا.. كيف تراها؟
فجر يوم الضرب فى 14 إبريل كنا فى حزب من القيادات الناصرية المصرية، متجهين إلى لبنان استعدادًا للدخول إلى الأراضى السورية للإعلان عن أن التيار الناصرى يساند الجيش والشعب السورى فى الدفاع عن حرية بلاده خاصة فى حلب وحمص والغوطة الشرقية ولكن تراجعنا بعد الهجوم الجوى نظرًا للمخاطرة.
العدوان الثلاثى من قبل الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا على سوريا، هو رد فعل على هزيمة المشروع الأمريكى الإسرائيلى وانتهائه من المنطقة العربية وانتصار الجيش السورى فى الغوطة الشرقية وعموم سوريا فى القضاء على الإرهاب الذى صدره تنظيم داعش وما يتبعه كجماعة نصرة الإسلام.
هل كانت تلك الضربات متوقعة.. وفى رأيك ما سبب توجيهها فى هذا التوقيت؟
سوريا كانت تتوقع تلك الضربة، لذلك لم يفرق معها التوقيت، وتوقعت القيادة السورية أن أمريكا ستحسبها أكثر من مرة قبل تنفيذها, لذا لم تكن هجمة شرسة على الإطلاق والتصدى الهائل للدفاعات الجوية العسكرية السورية أحبطها والوجود الروسى والدفاعات الجوية لها فالضربة كانت محدودة ومرتكزة على المركز البحثى الكيميائى فى دمشق، لأن الدول الثلاث أرادت أن تعث برسالة عن مشروعية الضربة, ورغم ذلك لم تنجح فى هدفها وهو ضرب مواقع سورية أخرى، فالتوقيت يشير إلى محاولات وقف انتصارات الشعب السورى ومحاولة لضرب تقدم الجيش السورى من أجل فرض واقع جديد.
كيف تقيم المواقف العربية تجاه ما يحث فى سوريا لا سيما المصرى؟
رغم أن الموقف العربى محبط؛ إلا أن الموقف المصرى كان أفضل من موقف تلك الدول, لأن سوريا متواجدة فى الإقليم الشمالى بالشرق الأوسط وهى أحد مرتكزات الأمة العربية فى المواجهة مع الاستعمار بشكل عام من قبل جميع الدول الأوروبية والإقليمية.
سوريا لا يمكن أن تخرج عن الإطار العربى على النحو الذى حاولت أنظمة أجنبية وعربية أن تخرجها عنه ومساندة مصر لسوريا لا تأتى من فراغ فهى دعمت مصر فى مواجهة العدوان الثلاثى فى 56 إلى جانب دور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى تدمير "إيلات"، حيث من فكر ونظم لتفجيرها كان ضابطًا مسيحيًا سوريًا فلم يفكر سوى فى الدفاع عن أرض عربية فمصر مدينة كبلد عربى بمساندة الشعب السورى ودعمه لوجيستيًا والعمل على وقف العدوان الثلاثى.
استخدام السلاح "الكيماوى" ضد الشعب السورى.. بم تفسره؟
إنها الكذبة، التى اصطنعوها والتى شرعنت بها أمريكا وفرنسا وبريطانيا دخولهم إلى الأراضى السورية, ولكن عن طريق مواقع التواصل الاجتماعى الروسية كشفوا تلك الذريعة والمروجين لها وقبض عليهم، وذلك على شاكلة ما حدث فى العراق من فبركة أمريكية لوجود أسلحة دمار شامل وكيماوى أيضًا فاحتلوا ودمروا الدولة العراقية وجيشها وبعد ذلك اعترف كولن باول وزير الخارجية الأسبق الأمريكى، أنهم لم يكن لديهم أى دليل على وجود سلاح نووى فى العراق.
وكذلك هذه الكذبة، التى اختلقوها فى سوريا سيثبت عكسها والدليل على ذلك أن بشار سمح للجنة تابعة لمنظمة حظر استخدام السلاح الكيميائى، بالتحقيق فى دوما ومدن أخرى وستنتهى التحقيقات عاجلاً وستعلن النتائج جهرة أمام العالم عكس ما يروجون.
لماذا يدافع التيار الناصرى عن النظام السورى ويدعم بشار فى ظل الاتهامات التى تطارده بقتل شعبه؟
التيار الناصرى، دائمًا مع الوطن العربى والعروبة والدفاع عن مصالح الدول الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والحقوقية ضد التدخلات الأجنبية من البنتاجون الأمريكى، والدول التى تسعى لتقسيم الأمة مذهبيًا وعرقيًا.
التيار الناصرى، ليس مع بشار ولا أى رئيس لدولة, لأن الأشخاص زائلون وتبقى الأوطان, وهذه فكرة قيام الناصرية، مبدأ التوحد على إصلاح الدول العربية وليس الدفاع عن رؤساء وأمراء وكل دفاعنا عن مطلق القومية .
هل الشخص المتمثل فى شخص القائد أو الزعيم يكون أهم من الشعب نفسه؟
الذين يتهمون التيار الناصرى بأنه تيار الكيانات وليس الإنسان، عليهم أن يفسروا ما الذى حدث من صراعات وأزمات داخل الدول العربية، ولماذا سقط معمر القذافى وتدهورت السلطة من بعده, وماذا حدث فى العراق والمخطط المستهدف تنفيذه فى سوريا؟.
فالعراق كان جزءًا من هذه التدخلات وكذلك سوريا ومصر وليبيا, فالتيار الناصرى يرفض ما يدعيه البعض بأنه يدعم الأشخاص والقيادات الوطنية أمام التضحية بالملايين من الناس, لم يكن ولو لمرة هذا من المبادئ الناصرية, فنحن كيان مؤسسى مكون من فصائل تتبع أفكار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، هدفها تحقيق القومية العربية أى كل البلاد تصبح بلدًا واحدًا بمبادئ حرة اشتراكية وندافع عما نسميه بالدولة الوطنية العربية بمؤسساتها.
فنحن ندعم القيادة السورية ونساند الجيش السورى، فى التصدى للفصائل الإرهابية وما يقوم به الجيش السورى فى مواجهة التدخل الأجنبى يعد انتصارًا للأمة العربية فى مواجهة تلك الدول العدوانية.
رأيك فى موقف المعارضة السورية من نظام الرئيس السورى؟
المعارضة السورية، تتعامل مع القاهرة من أجل التعاون السياسى وجلب النصائح فى طرق التعامل مع النظام السورى, فضلاً عن أنها تستعين أيضًا باسطنبول وحلف الناتو وكذلك المجموعات الكردية فى سوريا, ولكن هذه الفرقة لن تفيد فى إصلاح الوضع داخل البلاد لذلك على الجميع، قوى معارضة ونظام الأسد تدارس الموقف وإعلاء مصلحة الوطن والجلوس على مائدة حوار لإيجاد حل جذرى سياسى وليس عسكريًا.
قوى المعارضة السورية، عليها أن تهدأ وتلتقط الأنفاس لأن موقفها هو الأضعف وسط كل الصراعات الداخلية فى سوريا والأقوى يتضح جليًا فى نظام بشار والجيش السورى، لذلك عليه قيادة المرحلة وليس المعارضة، لذا أدعو قوى المعارضة والنظام السورى إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة دون إقصاء أى فصيل وذلك حفاظًا على وحدة الأراضى السورية وألا يسمحوا للأجنبى أن يخترق أكثر من ذلك الدولة، كما أنه على المعارضة أن تبتعد عن قوى الأكراد المتواجدة فى سوريا وعناصر الجيش الحر حتى يعود الصف للدولة السورية.
والشعب السورى الذى يدفع الثمن وسط هذه الصراعات الداخلية.. ماذا يفعل؟
الشعب السورى، فى كل الأحوال هو الذى يدفع الفاتورة نتيجة تلك الصراعات الداخلية، ولكن فى النهاية الذى يضع الحل كل الأطراف الوطنية فعلى فصائل المعارضة والنظام السورى التوحد من أجل وضع حل سياسى من أجل إحباط التدخلات الأجنبية الأمريكية الإسرائيلية والتى تسعى إلى تنفيذ مخطط الشرق الأوسط الجديد من خلال تقسيمه لطوائف ومذاهب ودويلات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.