وضعت الاحتفالية التي نظمتها جماعة "الإخوان المسلمين" اليوم في تركيا بمناسبة مرور 90 عامًا على تأسيسها، قيادات الجماعة في مأزق مع قواعدها، في ظل تنامي الأصوات المعترضة على تنظيمها، ومن بينهم ابنتها المرشد الحالي للجماعة والمرشد السابق، مع وجود آلاف بالسجون، وصدور أحكام عديدة ضدهم بالإعدام. وقالت الجماعة، في دعوة وزعتها على قياداتها وأعضائها المتواجدين في تركيا، إنها تدشن احتفالات عيد تأسيسها التسعين فى الحادية عشرة من صباح الأحد 1 أبريل، في قاعة على أميري بجوار محطة مترو أمنيات في شارع وطن باسطنبول، على أن يُقام احتفال فني في السادسة من مساء اليوم نفسه. وعبرت ضحى بديع، ابنة مرشد "الإخوان" عن حزنها لتخلي قيادات الجماعة بالخارج عن المتواجدين في داخل مصر، قائلة: "ومن الآخر كده بنحس إننا ملناش ضهر واللي ملوش ضهر بيتضرب على بطنه، وأحب أعرف حضرتك إننا ف مصر بطننا اتهرت، واللى مفروض يبقوا ضهرنا ويحموا بطننا للأسف عندهم مهرجان فني الساعة 6". وتابعت: "أو ليس الأجدى والأجدر إثبات وجود الجماعة بطرق جميع الأبواب والأخذ بجميع الأسباب لإنقاذهم، هذا هو السبيل الوحيد لإثبات وجود الجماعة، أما دون ذلك واحتفالات عقيمة وفارغة ومهرجانات فنية قميئة ووجوه اقمأ لا تفيد الجماعة ولا رموزها ولا من هم في الداخل بشيء، بل بالعكس بتزيدهم كمدًا وقهرًا". ووافقتها الرأي علياء عاكف، ابنة محمد مهدي عاكف، مرشد "الإخوان" السابق، والذي توفي في محبسه في العام الماضي، قائلة: "بلاش ندافع عن الغلط يمكن لما نعترف به ربنا يكرمنا، بقت حاجة تقرف والله العظيم". وقالت مصادر محسوبة على جناح الشباب بالجماعة في تركيا، إنهم يرفضون تنظيم احتفالية للجماعة، في ظل ما يتعرض له قادة وقواعد جماعة "الإخوان المسلمين" في داخل مصر، حتى لو كانت بتنظيم من الحكومية التركية كما يزعم الأمين العام للجماعة، محمود حسين، ما دفع الشباب إلى مقاطعتها. وأضاف المصدر - الذي طلب عدم نشر اسمه - ل"المصريون"، أن "جناح الشباب سيقوم بتنظيم تأبين ومظاهرة حداد ومطالبة بالإفراج عن المعتقلين من جماعة الإخوان المسلمين داخل مصر، وهو أمر واجب وحق على الإخوان الموجودين بالخارج، خاصة وأن عائلات إخوان الداخل لم يعد باستطاعتها عمل أي شيء نتيجة للتضييق الأمني الذي يلاقونه من الحكومة طوال الفترة السابقة". وقال سامح عيد، الباحث في الحركات الإسلامية، إن "الخلاف الظاهر الآن بين جناحي الشباب والقيادات هو أخطر المراحل التي مرت بها الجماعة طوال تاريخها، ومن الممكن أن يعصف بتاريخها بعد أن صمدت طوال تسعين عاًما، خاصة وأن هذا الشقاق ظهر على السطح، على خلاف المعتاد، إذ لم يحدث هذا من قبل طوال تاريخ الجماعة التي تقدس قياداتها مهما ارتكبوا من أخطاء". وأضاف عيد ل"المصريون": "أبناء المسجونين في مصر في موقف غاية الصعوبة، نتيجة عدم وجود أموال بسبب حصر أموالهم أو التحفظ عليها، وبسبب عدم التواصل مع إخوان الخارج، إذ أن هناك فجوة كبرى بين الأجيال داخل الجماعة كانت السبب وراء تفجر الخلاف بين قيادات وشباب الجماعة". من جهته، أكد خالد الزعفراني، الباحث في الحركات الإسلامية، أن "خطوة احتفال إخوان الخارج بمرور 90 عامًا على تأسيس الجماعة تهدف إلى إثبات وجودها واستمرار فكر حسن البنا والقواعد التي وضعها للجماعة منذ تسعين عامًا، ولمناكفة النظام السياسي في مصر، وتوجيه رسالة إليه بأن الجماعة مازالت باقية، وبالتالي هو أمر مقصود، حتى مع النقد الهائل الموجه من شباب الجماعة داخل مصر". وأضاف الزعفراني ل"المصريون": "هناك صراع أجيال واضح داخل جماعة الإخوان، وقادة الجماعة لم يستطيعوا حتى الآن احتواء هذا الصراع، وبالتالي فإنه من المرجح أن يمتد هذا الصراع مع وجود قيادات ضعيفة مطلق سراحها في الخارج وتقوم بإدارة شئون الجماعة، وقد يؤدي إلى تشكيل مكاتب موازية لإدارة الجماعة من قبل هؤلاء الشباب".