قُبيل انتخابات رئاسة الجمهورية في عام 2014، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، العديد من المقابلات التلفزيونية، والتي اعتمد خلالها على المذيعين ذوي الشعبية في مصر، سواء بشكل منفرد، أو بشكل جماعي لمختلف القنوات الفضائية المصرية، ومن ثم القنوات الأجنبية، وعلى العكس تمامًا في الانتخابات الرئاسية الحالية، فإن الرئيس عبد الفتاح السيسي سيظهر وللمرة الوحيدة مع مخرجة الأفلام السينمائية ساندرا نشأت، لصالح كافة القنوات والمواقع المصرية. اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي، لشخصية المخرجة ساندرا نشأت، في حواره الوحيد قبل إجراء انتخابات رئاسة الجمهورية، والتي يدخلها أمام منافس وحيد أعلن تأييده له من قبل، وهو رئيس حزب الغد، موسى مصطفى موسى، لم يأتِ من فراغ، خاصة وأن "نشأت" تعد من أبرز المؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي، في المجال الفني والعام، ولها العديد من الأعمال التي تبرز أسباب ظهوره معها بالتحديد. أهم هذه الأسباب، الصورة الحسنة التي تركتها ساندرا نشأت لدى الجمهور المصري بشكل عام؛ بسبب أعمالها الفنية المتميزة، والتي لم تخالف الذوق المصري أو تتخطى تقاليد العائلة المصرية، في ضوء انتشار أعمال فنية تعتمد على البلطجة والجنس وغيرها؛ مما يعد إهدارًا لمبادئ الأسرة المصرية، ومن أبرز أعمالها "ملاكي إسكندرية"، وأفلام تسجيلية صغيرة. ثانيًا: عكفت "نشأت" بعد « 30 يونيو» على إنتاج العديد من الأعمال الفنية التسجيلية، والتي توثق فترة الثورة، والمظاهرات وأعمال العنف التي نتجت عن مظاهرات جماعة الإخوان المسلمين حينها. ثالثًا: أنتجت الفيلم التسجيلي الطويل "مصر جميلة"، والذي حقّق نسب مشاهدة عالية على مواقع التواصل الاجتماعي، وهدفت من خلال الفيلم الخاص بها إلى تشجيع المواطنين على النزول إلى الاستفتاء على الدستور المصري عام 2014، وبالفعل حقق حينها الفيلم مقصده، وحقق الاستفتاء الدستوري نسب مشاركة جيدة حينها بالمقارنة مع استفتاءات سابقة. رابعًا: إطلاق الفيلم التسجيلي "شارك" والذي شارك فيه العديد من شخصيات المجتمع المدني والفني، لمطالبة المواطنين بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي في انتخابات رئاسة الجمهورية، عام 2014، وحصل حينها الرئيس عبد الفتاح السيسي، على نسبة تقترب من ال25 مليون صوت في مقابل أقل من مليون صوت لمنافسه حينها القيادي اليساري، حمدين صباحي. خامسًا: إطلاق الفيلم التسجيلي "شعب ورئيس"، والذي تعمل فيه ساندرا نشأت على نقل ردود فعل المواطنين المصريين للرئيس عبد الفتاح السيسي، عقب انتهاء فترة ولايته الأولى، وسعيه للفوز بولاية رئاسية ثانية، ومن المقرر أن يتم خلال لقائها المعتزم به عرض الفيلم ورد فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي على الأسئلة التي وجهت له من خلاله، والوعود التي يعتزم إطلاقها، متمنيًا تنفيذها في حال حصوله علي النسبة الأكبر في انتخابات رئاسة الجمهورية، ومن ثم ولاية رئاسية ثانية. الدكتور هشام جمال، الخبير في المجال الإعلامي، أوضح أن اختيار الرئيس عبد الفتاح السيسي لشخصية ليست من ضمن المجال الإعلامي، وتنتمي للقوة الناعمة، يعتمد على الخروج من بوتقة الإعلاميين الذين أصبحوا غير محبوبين من المواطنين المصريين وخاصة الطبقة المتوسطة، والتي تجد هؤلاء الإعلاميين يلقون باللوم عليهم ويطالبونهم بالصبر إزاء الأوضاع الاقتصادية، على الرغم من حصولهم علي الملايين، بينما غالبًا ما يكون الفنان معبرًا عن المواطن ووضعه المعيشي، ومن ثم أكثر قبولًا للمواطن من الإعلامي العادي. وأضاف "جمال"، في تصريح ل"المصريون"، أن الرئيس حسني مبارك سبق وأن قام بهذا النوع من الحوارات قبيل انتخابات رئاسة الجمهورية في 2005 وحقق نسبًا من التعاطف والتأييد بعدها، وكان أبرز هذه الحوارات مع الإعلامي عماد الدين أديب، وخصص لهذا الحوار مهمة الإخراج للمخرج السينمائي شريف عرفة، مشيرًا إلى أن الهدف الرئيسي من هذه النوعية من الحوارات هو كسب مزيد من الشعبية ودغدغة مشاعر الجمهور، وإظهار أن الرئيس يعبأ لمشاكلهم وآرائهم، ويرد عليها بشكل مباشر، ومن خلال شخصية غير محروقة مثل الإعلامية ساندرا نشأت.