تستعد القاهرة يوم الأحد المقبل، لاستقبال ولى العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، فى زيارته الأولى لمصر، منذ تنصيبه وليًا للعهد، فى يونيو 2017، والتى تستمر لمدة ثلاثة أيام، ما أثار تساؤلات حول أسباب الزيارة، وأيضًا عن أبرز الملفات التى سيتم مناقشتها خلال تك المدة التى يمكثها فى مصر. وأعلنت الرئاسة المصرية منذ قليل، أن ولى العهد السعودي، سيزور القاهرة، يوم الأحد المقبل، وسيكون فى استقالبه الرئيس عبد الفتاح السيسي. والثلاثاء الماضي، وصل وفد سعودى إلى مطار القاهرة الدولي، على متن طائرة خاصة، لترتيب زيارة ابن سلمان فى مصر، وفق مصدر أمني. سعيد اللاوندي، أستاذ العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، قال إن هناك ملفات عديدة سيناقشها الرئيس السيسى مع الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته المرتقبة، واصفًا زيارة بن سلمان للقاهرة بال"مهمة للغاية". وخلال حديثه ل"المصريون"، أضاف أن الدولتين تربطهما علاقات متينة وقوية، والكل يعلم ذلك تمامًا ويدركه، فضلًا عن أن الصحف الأجنبية تحدثت كثيرًا عن ذلك، لافتًا إلى أن "بن سلمان" يسعى إلى التأكيد على ذلك، على اعتبار أنه الملك القادم. أستاذ العلاقات الدولية، لفت إلى أن أبرز الملفات التى سيتم فتحها خلال الزيارة، ملف الإرهاب، الذى يضرب كل الدول العربية وغير العربية، منوهًا بأن مصر تعتبر الإرهاب آفة عالمية ولابد من مكافحته دوليًا، ومن ثم سيتم طرح وجهات النظر المختلفة حول ذلك الأمر. وأشار، إلى أن مشروع الجسر البرى بين مصر والسعودية، أو جسر الملك سلمان، والذى لم يُنفذ حتى الآن، ستتم مناقشته أثناء الزيارة، كذلك سيتم الحديث عن جامعة سيناء، بل ربما يتم وضع حجر الأساس. وأكد أن الزيارة، تهدف إلى التأكيد على أن الموقف بين الدول الأربع ضد الدول الراعية للإرهاب ثابت لن يتغير، وهناك تنسيق دائم، ولا توجد أية خلافات حول ذلك الملف، وأيضًا للتأكيد أن مصر على حق فى خلافاتها مع قطر وتركيا وإيران. اللاوندى نوه إلى أن الأمير السعودي، سيعلن خلال الزيارة دعمه للرئيس السيسى فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، والمقررة مارس الحالى، مضيفًا أن هناك ملفات أخرى سيتم فتحها. واختتم حديثه، قائلًا: "القاهرة والرياض هما القاطرة التى تجر الدول العربية، والغرض من الزيارة تعزيز ذلك الأمر وتعظمه"، متابعًا: "بن سلمان سيتجه بعد ذلك لفرنسا ثم لأمريكا، والبدء بالقاهرة فى هذه الجولة، خير دليل على مكانة مصر، وأن الهدف تقوية العلاقات بين الجانبين". إلى هذا، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، المحل السياسي، إن هناك ملفات سرية عديدة بين الرئيس السيسى والأمير محمد بن سلمان، مضيفًا أنه سيتم فتح تلك الملفات وبحثها، للتوصل لحل فيها. وأضاف ربيع، خلال حديثه ل"المصريون"، أنه خلال زيارة الملك سلمان للقاهرة سابقًا، تم التوقيع على اتفاقيات عديدة، منوهًا بأن كثيرًا منها لم يُنفذ، وبالتالى فإنه ستتم مناقشة تلك الاتفاقيات، وأسباب توقفها. منذ تولى الرئيس السيسى حكم البلاد، فى يونيو 2014، زار بن سلمان القاهرة أربعة مرات، أحدها فى عام 2016 وثلاث أخرى فى عام 2015، والتقى آنذاك، السيسى ومسئولين مصريين. ويزور بن سلمان لندن، الأربعاء المقبل، لإجراء مباحثات مع رئيسة الوزراء البريطانية، "تيريزا ماي"، قبل أن يتوجّه إلى واشنطن فى الفترة من 19 حتى 22 مارس الجاري، بناءً على دعوة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب.