أثار قرار وزير الآثار الدكتور خالد العنانى، بإرسال 166 قطعة أثرية من آثار "توت عنخ آمون" فى جولة عالمية ، تضم متاحف أمريكا واليابان وانجلترا وكوريا الجنوبية للعرض فى تلك المتاحف جدلا واسعا ، بين جموع المصريين عامة ، و داخل المجتمع الأثري خاصة. خط سير الفرعون: جولة الفرعون ستبدأ في 22 مارس المقبل إلى 30 نوفمبر 2024، بمركز كاليفورنيا للعلوم بلوس أنجلوس، ثم قاعة لا فيليت الكبرى بباريس،إلي قاعة ساتشى للفن بمدينة لندن، ثم متحف سمسونيان بمدينة واشنطن،إلي المتحف الأسترالى، ومنها إلى المتحف الوطنى بمدينة سيول، ثم إلى معهد فرانكلين بفلاديفيا. وتشمل الجولة أيضا متحف فيلد بشيكاغو، ومنها إلى مركز موراى للفنون بمدينة طوكيو، ثم متحف أوساكا للفن بمدينة أوساكا، مقابل 5 ملايين دولار فقط، وهو مبلغ زهيد جدا مقارنة بأهمية القطع الأثرية الأهم فى العالم، والتى تحتوى على 30 % من القطع المسافرة على الآثار الذهبية الخالصة للملك توت عنخ أمون. وقد بدأت مفاوضات إرسال تلك القطع بين وزارة الآثار وبين مسئولى تلك المتاحف، حيث تم انتقاء قطع أثرية بعينها للعرض المتحفى فى 7 دول، ووافق وزير الآثار على مغادرة كنوز توت عنخ آمون مصر لأول مرة فى مارس من العام الحالى لتقوم بجولة تزور فيها أكبر متاحف العالم، بمناسبة مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة الملك الفرعونى. العجيب أن القطع الأثرية التى تم الاتفاق على عرضها ، كانت وزارة الآثار قد اتفقت مع إحدى الشركات العالمية لعمل العرض المتحفى للقطع الأثرية، وهو ما يعنى أن الفتارين الخاصة بهذه القطع ستظل خالية طوال 5 سنوات هى مدة الرحلة التى ستستغرقها رحلة توت عنخ أمون. كما أن الوزارة خالفت قانون الآثار، حيث يمنع القانون خروج القطع الأثرية النادرة، وهو ما ورد فى المادة رقم 10 من قانون الآثار ، حيث يمنع بقرار من رئيس الجمهورية، عرض بعض الآثار - دون المتفردة والتى تحددها اللجان المختصة - فى الخارج لمدة محددة وكذا تبادل بعض الآثار المنقولة المكررة مع الدول أو المتاحف أو المعاهد العلمية العربية أو الأجنبية. وظهرت أزمة ثالثة أيضا هي : أن القطع المسافرة سيتم تسفيرها على طيران "كارجو" وهو ما يمثل خطورة على القطع الأثرية المسافرة، حيث يفترض أنه فى حالة سفر القطع الأثرية لا بد وأن يتم تسفيرها بطرق أكثر أمانا. استغاثة للسيسي : استغاثت الحملة المجتمعية للرقابة على التراث والآثار برئيس الجمهورية عبد القتاح السيسي بالنظر والتحقيق في أمر معرض الآثار المزمع عرضه بالخارج تحت مسمي "كنوز الفرعون" الصغير ، والذي بمقتضاه سوف يتم سفر 166 قطعة أثرية فريدة ترجع للحقبة التاريخية للملك توت عنخ أمون . وأضافت علي صفحتها الرسمية علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك أن مدة العرض بالخارج حسب بيان وزاره الآثار يمتد قرابة خمس سنوات قابله للزيادة تنتهي قرابة عام 2024 وأن حصيلة الدخل لهذا المعرض يقترب من الخمسين مليون دولار إضافة أن القيمة التأمينية لهذه المعروضات تقترب من ال 600 مليون دولار وقد جاءت بنود هذا المعرض مجحفة للطرف المصري تماما ولا ترتقي لقيمة هذه الآثار مقارنة بآثار البلدان الأخرى، حسب قولها. وأوضحت الحملة أن بنود هذا العقد متضمنا العديد من المخالفات القانونية لكل ماجاء من تنظيم المعارض الخارجية لقانون حماية الآثار رقم 117 لسنه 1983 المعدل بقانون وقم 3 لسنة 2010 وقانون رقم 61 لسنة 2010 الأمر الذي يترتب عليه وجود مخاطر جسيمة علي تلك الآثار المتفردة ، ولا يوجد بين تلك المخاطر والفوائد والميزات التي ستحصل عليها مصر من جرّاء ذلك المعرض سواء من الناحية المادية أو المعنوية . تساؤلات: من جانبها قالت الدكتورة مونيكا حنا أستاذة الآثار الفرعونية إنها تطالب بالتحقيق فى أمر معرض الآثار المزمع عرضه بالخارج تحت مسمى «كنوز الفرعون» الصغير والذى بمقتضاه سوف يتم سفر 166 قطعة أثرية فريدة ترجع للحقبة التاريخية للملك توت عنخ أمون وإن مدة العرض بالخارج ، يمتد قرابة خمس سنوات قابلة للزيادة ،بحسب بيان وزارة الآثار . كما قامت بنشر قطعة للفرعون علي حسابها الشخصي علي تويتر قائلة : القطعة ديه لتوت عنخ امون اتكسرت في النقل من المتحف المصري في التحرير للمتحف الكبير في الجيزة، وفي تحقيق في النيابة بسببها اتمنى ان الناس تقدر سبب اعتراضنا على لف توت عنخ امون كعب داير 7 سنين. الكاتبة الصحفية سكينة فؤاد أكدت أنها تفاجأت بالجدل المثار بين مجموعة من علماء وحماة الآثار ووزارة الآثار حول إتمام صفقة عرض 166 قطعة من كنوز توت عنخ آمون ، مضيفة أنه رغم متابعاتى الدائمة لكل ما يتعلق بالآثار فلى معارك قديمة مع الدفاع عنها ضد أشكال اتجار وفساد لم تتوقف. وتساءلت فؤاد متى تمت الصفقة ومن علم بها من المصريين ومن ملاكها الحقيقيين.. وأين الإجابات والشفافية على ما أثاره الرافضون للصفقة من تساؤلات واتهامات ومخاوف ممن يقفون وراء الصفقة والأخطار والمهددات التى تمتلئ بها على مجموعة من كنوز الفرعون الذهبى وعدم احترام ما نص عليه قانون الآثار لإقامة مثل هذه المعارض. وأشارت إلي أنه في الوقت الذي يواصل فيه مقاتلو وأبطال سيناء 2018 انجاز مهمتهم الوطنية والتاريخية دفاعا وحماية لبلدهم ، لا يتوقف آخرون عن جرائم تدمير وعبث وإهدار دون أن يتوقفوا عن رفع شعارات وطنية. كما تساءلت أيضا عن حقيقة ما أعلنه مركز كاليفورنيا أن د. زاهى حواس وزير الآثار الأسبق هو المنسق العام لهذا المعرض ، وأنه سيقدم 100 محاضرة حول المعروضات مقابل مليون دولار ليست مدرجة بالعقد الموقع مع وزارة الآثار؟!. وتابعت في مقال لها ، نشرته الأهرام : دعنا من هزل وهزال العائد المادى الذى تباهى به الوزارة وللأسف أن من يتحدثون عن مثل هذه الأرقام كانوا يجب أن يدركوا أن قيمة هذه الكنوز التراثية لا تقدر بأموال وأن المهمة الأساسية لوزارة الآثار هى الحفاظ على هذه الكنوز من الإهمال والسرقات والتخريب الذى مازالت تتعرض لها وأن دولا وأفرادا يدفعون المليارات لاقتناء قطعة منها. واستنكرت ما سمعته في برنامج تليفزيونى من مسئولة المتاحف إلهام صلاح ، حيث تستهين وتتعجب من مبالغة المصريين فى الخوف والحرص على آثارهم!! المدهش أكثر فيما أدلت به المسئولة عن المتاحف أن القطع 166 كلها قطع متكررة وأن القطع النادرة والمميزة باقية فى القاهرة. وتساءلت أيضا : هل حرام أن يأتى كل هذا العالم إلينا وإلى الفرعون الجميل الصغير وهو ينام آمنا فى أرضه؟!! يستقبل بمجموعة كنوزه الكاملة ضيوف بلاده القادمين يشاهدون عظمة الماضى الممتد من أمن واستقرار وحاضر يحاول اعادة بناء مصر جديدة على قدر هذا الماضي.