طالبت قيادات النقابات المهنية والعمالية، بوقف التظاهرات الاحتجاجية والاعتصامات، سواء أمام القصر الجمهورى أو فى الميادين والشوارع فى القاهرة والمحافظات، وأكدوا رفضهم أن يتم استغلال الاعتصامات والفعاليات الاحتجاجية لإفشال مهمة الرئيس محمد مرسى، وإسقاط السلطة فى يد المجلس العسكرى. وقال المهندس عمر عبد الله عضو مجلس النقابة العامة للمهندسين، إن أى تحرك أو احتجاج فى المرحلة الحالية لتحقيق أى مكاسب فئوية هو صيد فى الماء العكر، وأشار إلى أن بعض الجهات فى الدولة العميقة سبق أن نجحت فى استغلال المظاهرات والاعتصامات الفئوية فى حرق أصابع رئيس الوزراء السابق الدكتور عصام شرف، حيث تم استغلال أحداث محمد محمود ومجلس الوزراء للإطاحة بحكومة الدكتور عصام شرف. وحذر عمر عبد الله من تكرار نفس السيناريو مع الرئيس محمد مرسى، وقال إن بعض الجهات تخطط الآن لضرب كرسى فى الكلوب لحرق الفرح على من فيه، وقال إن هناك تحركات تآمرية لإفشال مهمة الرئيس مرسى، وضرب التجربة التى ينتظر الشعب المصرى نجاحها، ودعا من سماهم بالعقلاء للوقوف بحزم أمام هذا المخطط، ووقف الاعتصامات والمظاهرات الفئوية فى الوقت الحالى وإعطاء الرئيس مرسى فرصة للعمل حتى ينجح فى مهمته وتنفيذ مشروعه، وهو ما يجعله يتمكن من إعطاء كل ذى حق حقه، بعد أن تتم تقوية الاقتصاد وإعادة الأمن، وقال إن تكرار التظاهرات الفئوية تتسبب فى إضعاف مصر وانهيار الاقتصاد، وستزداد الأمور تعقيدًا. وشدد القيادى فى نقابة المهندسين، على أن يتم رفع وتقديم المطالب لمؤسسات الدولة بطريقة لا تعطل العمل والإنتاج، أو تعطيل مصالح المواطنين. واتفق الدكتور عبد الفتاح رزق أمين عام نقابة الأطباء، مع المهندس عمر عبد الله فى ضرورة إعطاء الرئيس مرسى فرصة زمنية مناسبة للعمل، كما طالب مؤسسة الرئاسة وجميع الجهات فى الدولة بتشكيل مجموعات عمل تكون مهمتها الاستماع لمظالم ومطالب المواطنين ووضع الحلول لهذه الشكاوى، وشدد رزق على ضرورة دعم ومساندة الرئيس حتى ينجح فى تطبيق مشروع النهضة الذى ترشح على أساسه. مشيرًا إلى أن المشكلات التى عانى منها الشعب طوال 30 عاما لن يتم حلها فى يوم وليلة، وسيحتاج الرئيس وأجهزة الدولة فترة زمنية لحلها. وقال أمين عام نقابة الأطباء إنه من الصعب حل المشكلات التى يواجهها الناس فى ظل الضغوط والمظاهرات المستمرة، وطالب باتباع الطرق المشروعة أثناء المطالبة بحل هذه المشكلات، مشيرًا إلى أن نقابة الأطباء حققت شوطًا كبيرًا فى طريق حل مشكلة الكادر الخاص بالأطباء، حيث تقدمت النقابة بمشروع الكادر لوزارة الصحة، وأن الأطباء فى انتظار تعيين وزير الصحة الجديد لتحقيق مطالبهم الخاصة بالكادر، وطالب عبد الفتاح رزق جميع الفئات التى تطالب بحل مشكلاتها بأن تتبع الطريقة التى نفذتها نقابة الأطباء لتحقيق مطالبها، وألا يتم اللجوء للاعتصام أو الإضراب أو الاعتصام إلا كأخر ورقة. أما على صعيد النقابات العمالية، فقد أكد جبالى محمد نائب رئيس اتحاد العمال أن الاتحاد يقف بقوة بجانب الرئيس مرسى ويؤازره لتحقيق مطالب الشعب، وأعلن رفضه أى تصعيد بالتظاهر أو الاعتصام فى المرحلة الحالية، وطالب بوقف التظاهرات الفئوية لمدة عام لإعطاء الرئيس فرصة فى إصلاح البلد وأكد جبالى، أن كل فئات الشعب لها مطالب ملحة ومشكلات تنتظر إيجاد حلول لها، إلا أن المرحلة الحالية يجب أن يكون التركيز فيها على وقف تدهور الاقتصاد، ووقف الانفلات الأمنى، وتحسين الأوضاع المعيشية للناس، وشدد على ضرورة دفع عجلة الإنتاج بأقصى جهد من العمال فى كل بقاع مصر أكثر من أى وقت مضى، حتى تعبر البلاد حالة البؤس والفقر التى استمرت لأكثر من ثلاثة عقود، وأضاف: "ما جتش على سنة نعطيها فرصة للرئيس مرسى كى يعمل بدون أن يتعرض لضغوط مكثفة من التظاهرات والاعتصامات الفئوية" وكشف نائب رئيس اتحاد العمال عن استراتيجية عمالية لمساندة الرئيس مرسى فى دفع عجلة التنمية، وقال إن مجلس إدارة الاتحاد العام للنقابات العمالية، قرر فى اجتماعه مع رؤساء النقابات العامة، بمقر النقابة العامة للزراعة برئاسة الدكتور أحمد عبد الظاهر، رئيس الاتحاد عقد اجتماع موسع بمشاركة كل التشكيلات النقابية للمشاركة فى دفع مسيرة العمل والتنمية مع بداية جديدة مع الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى. كما قرر الاتحاد، تشكيل لجنة للإعداد لمؤتمر سيعقد لهذا الغرض سيقام بالصالة المغطاة بالمؤسسة الاجتماعية العمالية بشبرا الخيمة، وسيتم توجيه الدعوة لعدد من القيادات السياسية والحزبية والوزراء المعنيين. وقرر رؤساء النقابات العامة ال24، البدء فى عقد مؤتمرات نوعية لأعضاء مجالس إدارات اللجان النقابية، لبحث المشكلات التى تواجه العاملين، ووضع رؤيتها حول تنفيذ وثيقة العمل النقابى التى بعث بها رئيس الاتحاد أحمد عبدالظاهر للرئيس محمد مرسى، وذلك بهدف توحيد الرؤى فى الاستراتيجية العمالية الوطنية، والتى ستعرض على رئيس الجمهورية ومجلس الوزراء القادم. من جانبه أكد يسرى بيومى، أمين صندوق الاتحاد، أنه رغم تأييده إعطاء فرصة للرئيس مرسى لتحقيق وتطبيق مشروع النهضة بدون الضغط عليه بالاعتصامات والمظاهرات الفئوية إلا أنه فى نفس الوقت يرفض تجريم الإضرابات والاعتصامات العمالية طالما تتم بصورة سلمية ولم تعطل الإنتاج أو مصالح المواطنين. وأكد بيومى حق العمال فى التظاهر والاعتصام عندما تماطل إدارات بعض الشركات فى صرف مستحقاتهم المالية مثلما حدث من جانب رجل الأعمال محمد أبو العينين رئيس شركة سيراميكا كيلوباترا، لأن المسألة فى هذه الحالة تتعلق بقوت العمال وأسرهم، وهى أمور لا تحتمل التأخير. وطالب بيومى الرئيس مرسى والمجلس العسكرى بسرعة إصدار قانون الحريات النقابية خاصة أن لجنة القوى العاملة فى مجلس الشعب كانت قد انتهت من مناقشته وكان يفترض أن يصدر فى صورته النهائية فى شهر يونيه الماضى، وأكد أن قانون الحريات النقابية سيقضى على أكثر من 70% من الإضرابات والاعتصامات لأنه سيعطى العمال الحق فى اختيار ممثليهم الحقيقيين الذين يعبرون عن مطالبهم ويدافعون عن مصالحهم.