ترى صحيفة "أسوشيتد برس" البريطانية أن النظام المصري يعتبر دعوات مقاطعة الانتخابات من قبل المعارضة تهديدًا لأمن البلاد واستقرارها، إذ ربط بينها وبين تصريحات الرئيس "السيسي"، التي حذر فيها من العبث باستقرار وأمن البلاد. بينما عقب علي تصريح "السيسي" بأن ما حدث قبل سبعة سنوات لن يتكرر، في إشارة منه لثورة يناير، رئيس أحد الأحزاب المعارضة، خالد داود، قائلًا إنه لا أحد يستطيع أن يمنع ثورة يناير طالما استمر الظلم. هدد الرئيس المصري يوم الأربعاء باتخاذ إجراء قوي ضد أي شخص يحاول أن يضر باستقرار البلاد، وتأتي تلك التحذيرات بعد وجود مطالبات من قبل سياسيين معارضين إلى مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة. ويعتبر تحذير الرئيس الغاصب عبد الفتاح السيسي، إشارة إلى أن السلطات لن تتسامح مع التشكيك في شرعية التصويت المقرر في 26 مارس حتى 28، مضيفًا أنه لن يسمح بتكرار ما حدث في يناير 2011. وقد وصف هؤلاء المعارضون والسياسيون الانتخابات ب"المسرحية" بعد أن تم القبض مرشحين محتملين، وأجبر بعضهم على الخروج من السباق، ومنهم من انسحب في إشارة للاعتراض، وبدا الأمر وكأن "السيسي" سيخوض الانتخابات بمفرده حتى اللحظة الأخيرة في يوم الاثنين، حيث تقدم أحد السياسيين غير المعروفين سياسيًا لصون ماء وجه النظام. وقد أدى ذلك إلى تجنب السلطة الوقوع في إحراج لإقامة انتخابات بمرشح واحد، ولكنه أثار سخرية كبيرة في وسائل التواصل الاجتماعي. وأوضح الموقع أن انتقاد التصويت قد يشوه الانتصار الحتمي للرئيس، ويفتح الباب أمام المعارضة أقوي، والتي قد حدت الحكومة من دورها إلى حد كبير على مدى السنوات الأربع الماضية. وجاءت دعوة مقاطعة الانتخابات من قبل مجموعة من الأحزاب المعارضة وشخصيات العامة، وفى وقت سابق من هذا الأسبوع، دعت خمس شخصيات معارضة، من بينهم المرشح الرئاسي في عام 2012، أحمد شفيق، واثنان من كبار مساعدي الحملة للرئاسة لرئيس الأركان السابق، سامي عنان، إلى المقاطعة وحثت المصريين على عدم الاعتراف بنتيجة التصويت. ودعا البرلماني السابق، محمد أنور السادات المعارضة إلى القيام بمسيرة سلمية للقصر الرئاسي لتقديم "السيسي" "مطالب" تتعلق بمستقبل البلاد السياسي ولم يشر السيسي مباشرة إلى دعوات المقاطعة خلال خطابه في حفل افتتاح حقل "ظهر"، ولكن أغلب الظن أنه يشير إليها، إذ أنه قالها بعد يوم واحد من ظهور دعوات المقاطعة- وكشفت قوة لهجته عن أنه يعتبر أي تشكيك في الانتخابات بمثابة زعزعة لاستقرار البلاد. وقال السيسي وهو متجهم الوجه "ستكون هناك إجراءات أخرى ضد أي شخص يعتقد أنه يمكن إن يضر أمن مصر.. لا أخاف أحدًا سوى الله، وكل من يريد العبث بأمن مصر يحطمها، عليه أن يتخلص مني أولًا، لأني لن أسمح له". وأضاف أنه إذا استمرت محاولات زعزعة استقرار الأمة، سيطالب المصريين أن يعطه "تفويضًا آخر" لمواجهة ما أسمهم "الأشرار"، وأشار في تحذيراته يوم الأربعاء إلي ما ثورة يناير قائلا: "ما حدث منذ سبعة أو ثمانية سنوات مضت لن يتكرر.. من الواضح أنكم لا تعرفونني كفاية..لا والله.. ثمن استقرار مصر و أمنها هو حياتي وحياة الجيش". بينما رفض خالد داود، زعيم أحد الأحزاب التي دعت إلى مقاطعة التصويت، تصريحات الرئيس رفضًا مطلقًا، مصرحًا ل"أسوشيتد برس" لا أحد يمكنه أن يمنع من تكرار ثورة يناير، إذ استمر الظلم، فنجن لا نخترع العجلة هنا فالعدالة واحترام القانون هما أساس الحكم وأسباب استمرار الدولة.. المصريون لا يخشون المطالبة بحقوقهم".