6 ابريل والاشتراكيين الثوريين والاخوان صفا واحدا قررت العديد من الأحزاب والحركات السياسية المناصرة للاخوان المسلمين مقاطعتها للانتخابات الرئاسية المقبلة، لعدم اعترافهم بأى قرار أو إجراء تتخذه الحكومة الحالية، فضلا عن جماعة الإخوان المسلمين وادواتها من التحالف الوطنى لدعم الشرعية والجبهة السلفية، وكذلك بعض القوى الليبرالية من أنصار حركة 6 إبريل والاشتراكيين الثوريين، وجبهة طريق الثورة، وحركة أحرار الذين أدعوا أن ما يحدث "مهزلة سياسية"، وأن الانتخابات حسمت بالفعل لمرشح بعينه، مؤكدين عدم ثقتهم فى نزاهتها، إضافة إلى بعض شباب الثورة والقوى المؤيدة لخارطة الطريق سابقا، التى قررت عدم مشاركتها فى أى فعالية قادمة فى ظل النظام الحالى، الذى صدرت منه قرارات مخالفة لما اتفق عليه فى 3 يوليو، بعد عزل محمد مرسى من الحكم، والبعض الأخر الرافض للمشاركة فى انتخابات بها مرشح ذو خلفية عسكرية حتى ولو كانت نزيهة. التيار الإسلامى تعد معظم الأحزاب والجماعات الإسلامية عدا حزب النور، مقاطعة للانتخابات الرئاسية المقبلة سواء بالمشاركة أو دعم مرشح بعينه، بل عدم اعترافها بأى قرار أو إجراء تتخذه الحكومة الحالية. قال مجدى قرقر، القيادى بالتحالف الوطنى لدعم الشرعية، الموالى لجماعة الإخوان المسلمين، "إننا مقاطعون للانتخابات الرئاسية، وغير معترفين بها من الأساس أو أى إجراء قد يتخذه النظام الحالي، موضحا أن الدكتور مرسى ما زال رئيسا للبلاد ولم تنته مدة حكمه حتى نجرى انتخابات جديدة – على حد قوله - . أضاف قرقر فى تصريحات ل"المشهد": إن التحالف لم يعلن موقفه بشكل رسمى من مشاركة أعضائه والتابعين له فى الاقتراع، مشيرا إلى أن جميع الأعضاء بالتحالف يميلون للمقاطعة بشكل كلى، وهو ما سنعلن عنه فى وقت قريب. وأكد القيادى بالتحالف أن إجراء الانتخابات الرئاسية فى هذا المناخ المحتقن لن يفلح فى خلق مناخ ديمقراطى تسعى إليه كل القوى والأطراف التى شاركت فى ثورة 25 يناير، مطالبا السلطة الحالية بالتراجع عن المضى فى خطواتها الانقلابية، لإعادة الاستقرار إلى البلاد. كان مركز ابن خلدون للدراسات الإنمائية قد أصدر تقريرا يشير إلى أن 84% سيشاركون فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، و14% مقاطعون بينما 2% مبطلون لأصواتهم. تبين أن معظم الذاهبين للتصويت فى الانتخابات الرئاسية المقبلة مؤيدون للمرشح عبد الفتاح السيسى بنسبة "71%"، بينما حصل المرشح حمدين صباحى على نسبة تأييد "25%" من الذاهبين للتصويت فى الانتخابات الرئاسية المقبلة، فيما حصل المرشح السابق "مرتضى منصور" علي نسبة "4%". فيما شكك البعض فى تلك النتائج مؤكدين أن التيار الإسلامى والحركات الليبرالية المقاطعة تعبر عن طبقة عريضة من الشعب المصرى، حتى بعد أحداث 30 يونيو ورحيل الإخوان عن الحكم. قال المؤيدون للمشاركة فى العملية الانتخابية "إنه بالفعل أكثر من 80 % سيشاركون فى التصويت، خاصة فى ظل ما شهدته البلاد من تدهور فى الحالة الاقتصادية والسياسية والامنية فى حكم الإخوان، إضافة إلى مشاركة طبقة عريضة أخرى بهدف استقرار البلاد والخروج من حالة التدهور، التى نعانى منها خلال الفترات الماضية". القوى والحركات الليبرالية اختلفت وجهة نظر القوى الليبرالية المتمثلة فى "حركة 6 إبريل" و"الاشتراكيين الثوريين"، حيث أكد أغلبهم أنهم لم يعلنوا بشكل رسمى حتى الآن قرارا للمقاطعة، ولكنهم يميلون إلى ذلك، خاصة فى ظل ما سموه ب" المهزلة السياسية" وتخوفهم من عدم شفافية ونزاهة الانتخابات، إضافة إلى عمل جميع أجهزة الدولة لفوز مرشح بعينه. وأعلنت حركة شباب 6 إبريل بجبهتيها أنه لم يكن أمامها فى ظل الأوضاع التى تعيشها البلاد، منذ إعلان خارطة الطريق فى الثالث من يوليو، وعدم إجراء انتخابات رئاسية مبكرة كما جاء ضمن مطالب عزل الرئيس الإخوانى محمد مرسى سوى مقاطعة الانتخابات الرئاسية القادمة. أكد حمدى قشطة، عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية" ل"المشهد" أن القرار الذى سوف تتخذه الحركة سوف يكون مقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدًا أن الحركة لم تتخذ هذا القرار بشكل رسمى، ومن المقرر الدعوة لمؤتمر صحفى عند اتخاذ هذا القرار. فيما اتفق معه محمد مصطفى، عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل "جبهة أحمد ماهر"، موضحا أننا نشك فى نزاهة العملية الانتخابية، إضافة إلى عدم وجود العملية الديمقراطية للتصويت بحرية. وأضاف أحمد فهمى، عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية"، أن الانتخابات المقبلة عبارة عن مسرحية هزلية معروف نتائجها مقدمًا، مؤكدا أن الدولة بأجهزتها تخدم على فرد واحد فى إشارة إلى "المشير السيسى". قال مصطفى راغب، عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية"، ل"المشهد": كيف نتحدث عن انتخابات رئاسية، وهناك أكثر من 2000 قتيل منذ بداية مايسمى بخارطة الطريق، ولم يحاسب أحد عن هذه الدماء، مشيرا إلى أنه يجب تصحيح مسار الثورة وعقد مصالحة شاملة. من ناحية أخرى أكد شريف الروبى مسئول الاتصال السياسى ل"المشهد"، أن الحركة قاطعت من قبل خارطة الطريق، والاستفتاء على الدستور، وفى طريقها بشكل رسمى لمقاطعة الانتخابات الرئاسية المقبلة. وأضاف أن الدولة تدعى أن هناك نظاما سياسيا ديمقراطيا تسعى إليه، وادعي ان هناك معتقلون فى السجون من حركة 6 إبريل وغيرها، كما ادعي ان هناك حالات تعذيب داخل أقسام الشرطة، وانتهاكات تحدث للنشطاء وغير النشطاء داخل السجون. فيما قال حمدى قشطة "إن الدولة لاتسعى إلى ديمقراطية حقيقية توحى بأنه سوف يتم عمل انتخابات، فى ظل تحصين قرارات اللجنة العليا للانتخابات وعدم الطعن عليها"، مؤكدًا بأن هناك عوارا قانونيا فى قانون الانتخابات، موضحًا أنه لاتوجد حياة سياسية فى ظل قوانين تكبل الحريات مثل هذا القانون، وأيضًا قانون التظاهر الذى نسعى لإسقاطه . أما عن شباب 6 إبريل "جبهة أحمد ماهر" الذين لاتختلف أسبابهم لمقاطعة الانتخابات الرئاسية عن نظيرتها أكد محمد كمال، عضو المكتب السياسى ل"المشهد"، أن الحركة تميل إلى قرار المقاطعة ولكنهم ملتزمين بالقرار الرسمى "لجبهة طريق الثورة"، والتى تضم "الاشتراكيين الثوريين، شباب من أجل العدالة والحرية، حركة شباب 6 إبريل بجبهتيها، وحركة أحرار، وحركة لا للمحاكمات العسكرية"، وسوف نُصدر بيانا رسميا أو نعقد مؤتمرًا صحفيا لإعلان الموقف من الانتخابات بشكل رسمى. أضاف كمال: كيف ننسق لانتخابات أو نتحالف مع تيار، وهناك من الحركة مُعتقلون فى السجون فى إشارة ل"محمد عادل وأحمد ماهر" ، بالإضافة إلى التعذيب والانتهاكات التى تحدُث. أكد عبد الرحمن مُحسن "مانو"، عضو 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية"، ل"المشهد"، أن القرار الرسمى بدعم السيد "حمدين صباحى" المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية أو المقاطعة، سيحدد عند تصويت أعضاء الحركة بشكل رسمى على هذا القرار، موضحا أن أى تصريح من أى شخص داخل الحركة حول دعم صباحى هو قرار شخصى، وأنه لم يكُن القرار الرسمى للحركة. صرح "محمد فؤاد" المتحدث الرسمى باسم 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية" أن نتائج مقاطعة الانتخابات ظهرت فى الاستفتاء الأخير على الدستور، حيث عزف الشباب عن الحضور فيه بشكل كبير وملحوظ ، مُشيرًا أنه الموقع أيضًا على مقاطعة الشباب بشكل خاص الانتخابات الرئاسية القادمة. أعرب فؤاد أن مقاطعة الشباب تجعلها تفقد شرعيتها، حيث إن الشباب هم الشريحة الأكبرفى المُجتمع، وهو من قام بثورة يناير و30 يونيو. أكد محمد مصطفى، أن نتائج المقاطعة سوف تظهر بعد إجراء الانتخابات، موضحًا: يكفى عدم اعترافنا بالانتخابات. وقال قشطة "إننا لم نتحالف مع الإخوان، ولن نضع أيدينا فى يد الإخوان"، مؤكدًا أنه لا تصالح مع الإخوان فهناك شهداء سقطوا فى عهدهم ولن تضيع دماؤهم. هذا ما أكده محمد كمال ل"المشهد" من أن الحركة كثيرًا ما اتُهمت بأنها تنحاز للإخوان، وقال لم ندعم خارطة الطريق، وهذا لا يعني أننا ندعم الإخوان، ولكننا نقف دائما ضد عسكرة الدولة، مؤكدا أن الإخوان والعسكر يعرفون بعضهم وهم يلعبون خارج إطار الثورة منذ بدايتها. القوى الشبابية المستقلة كما أعلن بعض الشباب والقوى السياسية المستقلة غير المحسوبة على تيار بعينه ممن شارك بعضهم فى ثورة 30 يونيو، ومن المؤيدين لخارطة الطريق، عدم رضاهم عن جميع ما يحدث سواء من قبل الإخوان المسلمين أو المجلس العسكرى، بزعم أن الجميع يعمل لصالح الكرسى فقط، وليس لصالح مصر.