لم تقتصر الانتخابات الرئاسية على صخبها السياسى المعتاد لها فحسب، وإنما شهدت العديد من الفتاوى الرسمية وغير الرسمية التى أكد مفتوها ضرورة اتخاذ موقف لصالح النظام السياسى سواء فيما يخص التصويت في الانتخابات الرئاسية المقبلة من عدمه، أو فيما يخص تأييد الرئيس عبد الفتاح السيسى دون غيره، فى الفترة التى سبقت غلق باب الترشح، والتى أعلن فيها العديد من المرشحين اعتزامهم خوض السباق الرئاسي فى مواجهة "السيسي". وخرجت في الفترة الأخيرة هذه الفتاوى بشكل متوالٍ من قبل مؤسسات دينية رسمية، ومن بعض الشيوخ غير التابعين لهذه المؤسسات، الأمر الذى جعل البعض يصنف هذه الفتاوى بأنها لصالح النظام وتخدم توجهاته، فى ظل تأكيد دائم من السلطة على ضرورة عدم توظيف الدين فى الأمور السياسية. الجدير بالذكر، أن غلبة رجال الدين على الفضائيات وتزايد أحاديثهم كانت السمة الواضحة إبان حكم جماعة الإخوان المسلمين، والرئيس المعزول محمد مرسي، وهو الأمر الذى كان مثار انتقاد دائم من قبل من هم على رأس السلطة حاليا، والكثير ممن خرجوا ضده فى الثلاثين من يونيو. أبرز هذه الفتاوى، كانت لدار الإفتاء المصرية، بعدما أفتى الدكتور شوقى علام، مفتى الديار المصرية، بأن من لا يدلى بصوته خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة فهو آثم شرعا، والإثم هو ارتكاب ذنب كبير حسب التفسير الإسلامى للفتوى، على الرغم من أن الانتخابات الرئاسية هى فعل سياسى ليس أمر واجب دينى من الأساس حسب تصنيف الكثيرين. كما شهدت هذه الفترة، خروج الدكتور مختار جمعة، وزير الأوقاف، وأكد ضرورة مساندة القيادة السياسية، فى ظل النقد الموجه لها من المجتمع الدولى بسبب الموقف من حقوق الإنسان، وأن النظام السياسى الحالى من أكثر الأنظمة التى حافظت على حقوق الإنسان، وتعمل على مصالح الشعب المصري. الدكتور على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، أفتى هو الآخر أن التصويت فى الانتخابات شهادة أمام الله، وأن من يترك هذه الشهادة والمقصود عدم النزول والتصويت فى الانتخابات، فهو آثم شرعا لان كتم الشهادة، داعيا الجميع بضرورة النزول واتباع الواجب الشرعى والديني. على مستوى الفتوى غير الرسمية، فإن الشيخ محمد سعيد رسلان، أحد أعلام السلفية فى مصر، كان من ضمن المتصدرين لهذا النوع من الفتاوى، حيث خرج فى وقت سابق، وأفتى فى إحدى الخطب، بأن التصويت للرئيس عبد الفتاح السيسى باعتباره ولى الأمر واجب شرعي، قبل أن يخرج فى وقت لاحق ويشير إلى أن الانتخابات أمر من خارج الدين، وأن مبايعة السيسى واجبة دون انتخابات.