أكدت مصادر سياسية مصرية أن حوارات تمت خلال اليومين الماضيين بين مسؤولين مصريين وديبلوماسيين أمريكيين رفيعي المستوى تحدث فيها الجانب المصري بقلق عن نتائج الجولة الأولى من الانتخابات لافتا الطرف الأمريكي إلى أن ثمن الإصلاح والديمقراطية في مصر هو وصول الإخوان المسلمين إلى سدة السلطة وسيطرتهم على مجلس الشعب وهو ما يشكل أكبر تهديد لمصالح الولاياتالمتحدة في المنطقة. ولفتت المصادر إلى أن النظام السياسي المصري سيركز خلال الفترة القادمة على تبني استراتيجية استخدام "فزاعة" الإسلاميين كأداة لتخفيف الضغوط الأمريكية على النظام فيما يخص قضية الإصلاح مشددة على أن النظام سيستخدم الإخوان في المرحلة القادمة كأداة للضغط على الأقباط سواء في الداخل أو في المهجر لتخفيف ضغوطهم عليه ومطالبته بإجراء تعديلات جذرية في الدستور ، مع اشاعة أن البديل الإخواني سيعني تهميش الأقباط و الاستعلاء عليهم . وأشارت المصادر إلى أن القاهرة طلبت من حلفائها في المنطقة ومنهم الرياض وتل أبيب بالتدخل لدى واشنطن وإقناعها بضرورة مراعاة طبيعة الأوضاع في مصر وتخفيف ضغوطها فيما يخص قضية الإصلاح خصوصا أن نتائج هذا الإصلاح يمكن أن يعبث باستقرار النظام والمنطقة بأكملها بحسب مزاعمه كما أن القاهرة بصدد إرسال مبعوث مصري رفيع المستوى إلى واشنطن لتطويق أزمة المنامة وشرح وجهة نظر مصر ومبررات تمسكها بعدم تقديم المنتدى لدعم مالي للمنظمات المدنية غير الرسمية مما أدى إلى إفشال المنتدى ناقلا للإدارة الأمريكية إصرار النظام المصري على المضي قدما في مسيرة الإصلاح السياسي والديمقراطي ولكن بحساب حتى لا تفاجأ القاهرة وحلفاؤها بوصول فصيل غير مرغوب فيه إلى السلطة إ. وسينقل المبعوث إلى واشنطن رغبته في إجراء عديد من الإصلاحات المهمة خلال المرحلة القادمة قد تكون من بينها إعادة صياغة المادة 76 مرة أخرى في ظل عدم ارتياح واشنطن لهذا التعديل. من جانبه لا يستبعد ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام رغبة النظام في توجيه هذه الرسالة لتحقيق أكثر من هدف أهمها تخويف واشنطن من تداعيات عمليات الإصلاح السريع في المنطقة والتي كانت أول بوادرها وصول هذا الكم الكبير من أنصار الإخوان المسلمين "المعادين لواشنطن" وثانيها إمكانية تخفيف الضغوط الأمريكية الخاصة بالإصلاح إذا فهمت واشنطن رسالة النظام. وأضاف أن هذا الطرح يأتي ضمن عدد من الإطروحات التي تفسر حصد الإخوان لهذه المقاعد منها أيضا أن هناك صراعا بين جناحين كبيرين داخل الحزب الوطني أراد أحدهما أن يضع الأخر في مأزق وتحميله مسئولية ما يحدث. أما الطرح الثالث والكلام مازال لرشوان أن قيادات الحزب الحاكم أرادت أن ترسل إشارة إلى الخارج بأن النظام قد بدا يخطو خطوات جادة على طريق الديمقراطية وأنه جاد في عملية الإصلاح. مشيرا إلى أن هناك أيضا تيار داخل الحزب الوطني غير معلوم الملامح يرى ضرورة إتاحة الفرصة للأحزاب السياسية والإخوان لإعادة تشكيل الوضع السياسي على أساس واقعي.