أكدت مصادر سياسية رفيعة المستوي أن الإدارة الأمريكية أبلغت النظام المصري بضرورة البحث علي صيغة قانونية لاستيعاب جماعة الإخوان المسلمين في مصر وعدم استمرار حالة الضبابية التي تحكم وضعهم السياسي الحالي . وقالت المصادر إلي أن واشنطن أكدت للنظام أن النتائج التي حققتها الجماعة في المرحلتين الأولي والثانية في انتخابات مجلس الشعب أثبتت فشل سياسة الاحتواء والتصادم التي تبعها الحكومة مع الجماعة في السنوات الأخيرة ، لافتة إلى أن الجماعة نجحت في اختراق بنية المجتمع المصري من الداخل وتحقيق قاعدة شعبية مهمة وقفت خلف النتائج غير المسبوقة التي حققتها . وكشفت المصادر النقاب عن زيارة مسئول أمريكي رفيع المستوي للقاهرة في الأسبوع القادم لمناقشة الخطوات التي تعتزم الحكومة اتخاذها لتطبيع وضع الجماعة في الشارع السياسي وكذلك مدي ما حققته مصر من تطور ديمقراطي طبقا لاتفاقية الشراكة الديمقراطية بين واشنطن وعدد من دول المنطقة. وأوضحت المصادر أن المسئول الأمريكي لم يلتق أحداً من قادة أو كوادر الإخوان إذ أن واشنطن ما زالت تعتبر الجماعة غير مشروعة ولا ينبغي إجراء أي اتصالات معها وهو ما تسعي واشنطن إليه سعيا حثيثا في المرحلة القادمة. وأشارت المصادر إلي أن الإدارة الأمريكية تبحث حاليا عن إستراتجية محددة للتعامل مع القوي السياسية الجديدة في مصر وعلي رأسها الإخوان بحيث تبتعد الإدارة الأمريكية عن التصادم مع هذه القوي ما دامت لا تشكل خطراً مباشرا علي مصالحها في المنطقة وأن من بين هذه الوسائل الدخول في حوار مع الجماعة للبحث عن أوجه لتقريب الطرفين من رؤية مشتركة. من جانب أخر ، أكد كينث والك مدير المعهد الديمقراطي الأمريكي الموجود في القاهرة أنه لا مانع لديه من لقاء قيادات إخوانية في المرحلة القادمة مما يكشف أن هناك سعيا أمريكيا لفتح نوافذ للحوار مع الجماعة. من جانبه ، علق الدكتور نبيل عبد الفتاح الباحث في مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام على ذلك ، بالتأكيد علي أن هناك سعيا أمريكيا لاستيعاب الحالة الإسلامية من مصر من خلال حزب سياسي للإخوان المسلمين يقوم علي مرجعية مدنية محافظة علي شاكلة الحزب الديمقراطي المسيحي في المانيا أو حزب العدالة والتنمية في تركيا . أضاف أن واشنطن لا تمانع حصول الإخوان المسلمين علي حصة أفضل في البرلمان ما دام هذا الأمر لا يقربهم من تهديد الوضع السياسي في مصر بل أن عدداً من مراكز الدراسات في واشنطن المرتبطة بالإدارة الأمريكية تطالب إدارة الرئيس بوش بالضغط علي نظام مبارك لإعطاء الإخوان حزبا سياسياً طالما أن هذا الأمر سيخدم الاستقرار وينهي ولو جزئياً حالة الاحتقان السياسي في مصر.