أي حرية تلك التي تمارسها أدوات الإعلام الضال والمضلل الذي يطل على المشاهدين يوميًّا ليسمم أفكارهم، ويشوه رؤاهم، يدخلون البيوت ناشرين سمومهم فى براءة قاتلة.. وغباء بل تَغابٍ كبير. إننى هنا لست بصدد الحديث عن ظاهرة فردية فى الإعلام (مرئي ومقروء)، بل عن ظاهرة تتكرر لعشرات المنابر الإعلامية ، يقوم عليها أو يعمل بها إعلاميون مضللون، ليسوا سوى جزء من تيار بشع يقوده الخوف والرهبة وكثير من التوتر وفقدان الأعصاب؛ خاصة بعد سقوط مرشحهم ونجاح د. محمد مرسي كأول رئيس منتخب بإرادة شعبية حرة. لقد كوّنت هذه التكتلات سيئة النية سوداء التوجه ميلشيات مسلحة بالتهم والأقاويل والأكاذيب والبيانات والتحليلات (المأخوذة من جرائد ومواقع ومراكز دراسات صهيونية) وذلك ليس إلا مساندة للفريق الخاسر فى انتخابات الرئاسة والتقليل من شأن الرئيس الحالي لتحقيق مكاسبهم الرخيصة وتطلعاتهم التى صارت بعيدة المنال. إن هذه الميلشيات المسلحة قامت بكل شراسة باستخدام قذائفها المسمومة لغسل أدمغة الناس من البسطاء.. يلعبون على فقرهم وعوزهم وحاجتهم بعدما اشتروا أصواتهم وأنفقوا أموالهم وأخزاهم الله. إنهم يعتبرون أن فوز مرسي كمرشح ذي خلفية إسلامية جزء لا يتجزأ من معركتهم الحتمية .. بل لا أكون مبالِغة إذا قلت إنها معركتهم الأولى والأخيرة بعيدًا عن أي مصداقية لإعلام من المفترض أنهم رجاله وحُماته، فبدوا كالسراق، لكن ليس بليل .. بل بنهار وعين جامدة! أشعر بهم وهم يتحدثون عبر قنواتهم الخاصة .. مثل القرود .. يرى الناس منهم ما لا يرَوْن هم، يتباهون بعوراتهم أمام المشاهدين على الهواء مباشرة ..أُصاب بالغثيان والقرف وكثيرون مثلى يتولد لديهم نفس الإحساس حين يرى طلّتهم السمجة ووجوههم التى تملؤها البلاهة وهم يتصرفون كالسكارى، كلمات انفعالية، حركات ارتجالية والسماعة لا تغادر الأذن لتملى عليهم جديد الافتراءات والأكاذيب .. إنهم لا يريدون أن يعترفوا بالواقع، وأنهم لم يعودوا موجودين واقعيًّا على خشبة المسرح؛ لأن المسرح القذر الذي اعتادوا ممارسة أدوارهم المشبوهة عليه في التطبيل والتزمير للنظام المخلوع ورموزه ستتطهر خشبته شيئًا فشيئًا وسيعلمون أنه لا مكان لكذبهم ولا لتدليسهم وتأويلهم المشبوه. هؤلاء الذين سوّأوا صورة الإعلام المصري على خريطة الإعلام العربي.. الذين يضخمون كل هنة صغيرة كما حدث فى مجلس الشعب، فظهر كل مشروع قانون تم تقديمه قانونًا فعليًّا، وقامت كاميراتهم بالتركيز على النواب من ذوى اللحى وإظهارهم على شاشاتهم مع التعليقات السخيفة بأن مجلس الشعب المصري صار شبيهًا بأفغانستان!! هؤلاء المضللون أين هم وهم يتعدون على الرئيس المصري ويتحدثون عنه بطريقة مخلة قليلة فى الذوق والأدب، لماذا يتغاضون عن ملفات الفساد الموجودة عبر رجالات النظام السابق من تهريب للأموال وبيع الأراضى بملاليم والرشوة وبيع الغاز بأثمان بخسة للكيان الصهيوني وغسيل الأموال.. و.. إلخ. أين هم؟ أراهم يشمرون عن أذرعهم وهم يحولون الحقائق إلى أكاذيب والنهار إلى ظلام حالك ولكن أنَّى لهم؟!، فالشعب المصري العظيم صار ناضجًا بما فيه الكفاية .. شبَّ عن طوْق الاستعباد، أدرك الآن أن مؤامرة تحاك له وأن تلك القنوات والجرائد المشبوهة قنوات انحيازية، فصار يشاهدها ليضحك ويضرب كفًّا بكف على هؤلاء الشرذمة .. وصار يلقى بجرائدهم الصفراء تحت حذائه، غير آبِهٍ بما فيها من تشهير هزيل بشخصيات عظيمة .. منيرة كالأقمار مشهود لها بالكفاءة.