بقلم رانيا مسعود الحلقة التي أهلت علينا فيها رجالات الشرطة الأكرمين على شاشات قناة دريم المبجلة و تجاهل المعدون و المذيعة بل و وصل رد فعلهم إلى الرد القاسي على أهالي الضحايا الشهداء، مازالت تضع الكثير من علامات الاستفهام على مواقف هذه القنوات الإعلامية التي كانت ضد و انقلبت لفترة قصيرة مع و تعود إلى أدراجها ضد الثورة البريئة و أرواح الشهداء الطاهرة. لقد ظهرت للجميع مفاسد الإعلام المصري المحترم و الكثير من المصريين يرفضون بشكلٍ قاطع التعامل مع وسائله بكافة صورها و مع ذلك يصر البعض من أصحاب القنوات على التعاون مع هؤلاء و هؤلاء للتربح ليس أكثر. و هو ناقوس الإنذار الذي يجب أن يُدق في أذن كل مشاهد واعٍ و حتى على وعي بسيط طفيف بمجريات الأمور. فلا يمكن أن نحصر وعي المشاهد المصري في الطبقة المثقفة فقطن فالمعتصمون في التحرير لأيامٍ كان من بينهم الطبقة العاملة الكادحة الفقيرة و التي حرمتها ظروف الحياة من نيل وافر الحظ من التعليم، و مع ذلك هم على درجة شديدة من الحساسية بما يجري نظرًا لمعايشتهم الأمور و متابعتهم لها عن كثب أولاً بأول. و الاتهام الموجه ليس فقط بأصابعنا ينحو إلى متحدي الشعب و إرادته من أفراد الشرطة الذين ظهروا في هذا البرنامج كالملائكة التي لم تطلق طلقةً واحدة تجاه الشعب بل صوبتها نحو أنفسهم أداءً للواجب و للضمير و لقسم الله الذي أقسموه، و لكن أصابعنا جميعها تشير إلى القائمين على إعلامٍ يتهاوى في أعين المشاهد و يفقد ثقته تمامًا بعد هذه الأحداث و تقديمه المضللين بهذه الصورة. و مع أن رسالة الإعلام تبدو رسالةً ساميةً في بعض الأحيان‘ فإنها هنا تبدو واضحةً على غير عادتها كأداة يستخدمها اللئام لكشف اللثام عن أطماعهم في الحصول على مبالغ المكالمات الهاتفية لثوانٍ على الهواء بعد دقائق انتظار وراء الكواليس. و لكل هؤلاء لا يسعني سوى القول: أنتم قتلتم ضمائركم و ستقتلونها مرات و مرات. ننتظر ردكم على هذا الكذب العلني أمام رؤوس الأشهاد يوم لا ينفع مالٌ و لا بنون. و هناك لا يكذب أحدٌ لأنكم ببساطة لن تتحايلوا على رب الأكوان. فلتشتروا بأكاذيبكم ميكروفونات و كاميرات تصدقوا بها خرافاتكم و لتنتظروا من سيشتري لكم في الآخرة كلمة حقٍّ تجيبون بها على أسئلة الرب