أعلن طارق الملا، وزير البترول، اليوم، بدء ضخ الغاز الطبيعي الفعلي من الآبار البحرية بحقل "ظهر" إلى المحطة البرية الجديدة بمنطقة الجميل ببورسعيد، وذلك بعد نجاح اختبارات التشغيل. وقال في بيان له، إنه ستتم معالجة الغاز وضخه في الشبكة القومية للغازات بمعدل إنتاج مبدئي 350 مليون قدم مكعب غاز يوميًا. وأضاف: "هذا الحدث يُمثل علامة فارقة فى تاريخ صناعة الغاز العالمية بصفة عامة وصناعة الغاز المصرية بصفة خاصة، وذلك بعد نجاح وضع باكورة إنتاج حقل ظهر على خريطة الإنتاج في وقت قياسي غير مسبوق مقارنة بالاكتشافات الغازية الكبرى المماثلة في دول العالم". وقال أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، إن "حقل ظهر يمثل تحديًا كبيرًا لنا، واستطعنا تجاوزه والنجاح فيه، وخلال سنتين ونصف السنة استطعنا العمل فيه بالمعدات المتطورة ومنصات ربط ومحطات معالجة أرضية، مما جعلنا أمام إنجاز اليوم". وأضاف في تصريحات تليفزيونية: "مصر ستوفر 10 ملايين دولار يوميًا من إنتاج الغاز في حقل ظهر، وقطاع البترول سيضيف للشبكة مليار مكعب يوميًا عام 2018"، مؤكدًا أن تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز يحتاج لجهد كبير منا. وأشار إلى أن "قيمة الاستثمارات الخاصة بحقل ظهر تصل إلى 12 مليار دولار وتزيد إلى 16 مليار دولار على كامل عمر المشروع، وتقدر استثمارات تنمية المرحلة الأولى من المشروع خلال العام المالي 2016-2017 بنحو 3.8 مليار دولار لأنشطة الاستكشاف، في حين أن إجمالي استثمارات أعمال تنمية حقل ظهر ستصل بنهاية عام 2017-2018 إلى نحو 8 مليارات دولار". الدكتور رمضان أبو العلا, الخبير البترولي بجامعة قناة السويس, اعتبر أن "حقل ظهر من أكبر إنجازات قطاع البترول في الفترة الأخيرة, ومن خلاله تستطيع مصر الاكتفاء الذاتي والتصدير أيضًا إلى الخارج", مشيرًا إلى أنه "نجاح الاختبارات والتشغيل المبدئي لضخ الغاز في الشبكة القومية للغازات ببورسعيد". أوضح أبو العلا ل"المصريون", أن "مصر ستوفر نحو 70 مليون دولار شهريًا بإجمالي 840 مليون دولار سنويًا, بدءًا من عملية ضخ الغاز خلال المرحلة الأولى بمعدل إنتاج مبدئي 350 مليون قدم مكعب غاز يوميًا, أما المرحلة الثانية المقرر بدؤها في يونيو 2018, ستوفر أكثر من 250 مليون دولار شهريًا, بمعدل 1.2 مليار قدم مكعب يوميًا, وفى نهاية 2019، سيصل الإنتاج باكتمال جميع مراحل المشروع إلى 2.7 مليار قدم مكعب غاز يوميًا, وهو ما سيساهم إيجابيًا في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز الطبيعي وتخفيف العبء عن كاهل الموازنة العامة للدولة وتقليل فاتورة الاستيراد". ولفت إلى أن "مصر تستهلك يوميًا 6.2 مليار متر مكعب, وتستورد من تلك الكمية نحو 1.2 مليار من الجزائر وروسيا، والحقل سيحقق الاكتفاء الذاتي, بل سيكون هناك كميات أخرى قد يتم تصديرها إلى الخارج". وتابع: "أنصح بعدم تصدير الكميات المتبقية إلى الخارج, وضرورة الاستفادة منها في تشغيل المصانع المتوقفة, كمصانع الأسمدة والبتروكيماويات وغيرها, مشيرًا إلى أن ذلك سيحقق طفرة نوعية فى دفع عجلة الاقتصاد إلى الأمام لكن على مراحل". وطبقًا للدراسات، سيكون بداية إنتاج الحقل من الغاز نحو 350 قدم مكعب، وبعدها يرتفع إلى أن يصل ل2.7 مليار قدم مكعب يوميًا في نهاية عام 2019، مع نهاية مرحلة الوصول للإنتاج الكلي للمشروع, وتقدر احتياطات الحقل بنحو 30 تريليون قدم مكعب من الغاز الطبيعي.