ذكرت صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية اليوم الثلاثاء أن ميليشيات المعارضة السورية تطورت وتحولت إلى قوة قتالية أكثر فعالية وجدية بمساعدة شبكة مذهلة من النشطاء فى جنوب تركيا ، حيث تهرب إمدادات حيوية عبر الحدود من بينها أسلحة وأجهزة اتصالات ومعدات للمستشفيات وحتى دفع رواتب للجنود المنشقين . واعتبرت الصحيفة - فى تقرير أوردته على موقعها الالكترونى - أن الشبكة بمثابة مسعى لتشيكل حركة معارضة متصلة بمنظمات عسكرية وحكومية وإنسانية وأن جمعها معا لن ينجح فقط فى هزيمة جيش الرئيس السورى بشار الأسد بل أيضا فى استبدال حكومته . ورأت الصحيفة أنه من المبكر جدا الاشارة إلى إقامة دولة داخل دولة ، إلا أن تزايد الجهود المثيرة يؤكد على الطبيعة المتطورة للنزاع ومدى انفلات المناطق الشمالية والشمالية الغربية من قبضة الحكومة السورية . وأضافت الصحيفة أن الشبكة ظهرت فى وقت تصاعد حالة التوترات بين سوريا والجانب التركى وسط أنباء واردة عن حدوث انشقاقات لرتب عالية من الجيش السورى بعضهم يساعد حاليا المعارضة السورية . وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا ستجرى محادثات فى وقت لاحق من اليوم مع حلفائها فى حلف شمال الاطلسى " الناتو " لبحث رد مناسب حيال عملية اسقاط طائرة حربية تركية من قبل أنظمة الدفاعات الجوية السورية . وقالت صحيفة " نيويورك تايمز " الأمريكية إن المسئولية الملقاة على عاتق المعارضة السورية تتجاوز بكثير مسألة نقل الامدادات الضرورية والأكثر طلبا ، موضحة أن الهدف الأكبر والبعيد المنال يكمن فى خلق تعاون وتماسك بين قوات الميليشا السورية المتفككة التى تمثل الجيش السورى الحر وأى حكم مدنى محلى يظهر فيما بعد . وأشارت الصحيفة إلى أن ثوار سوريا بحاجة إلى أموال كثيرة تساعد فى التنظيم بين المجالس العسكرية المختلفة ومطلوبة لشن هجمات منظمة ومؤلمة ضد جيش النظام السورى المستبد عن هجمات عشوائية. ونقلت الصحيفة عن حسن كاظم ناشط سورى هرب من حلب عندما استدعى للخدمة العسكرية قوله " إن العمليات العسكرية للمعارضة ضد قوات النظام السورى تحتاج أن تصبح أكثر استراتيجية ". ولفتت الصحيفة الى قول الجنرال النرويجى روبرت مود رئيس بعثة مراقبى الأممالمتحدة فى سوريا لأعضاء مجلس الأمن الدولى الأسبوع الماضى أن المقاومة السورية أصبحت نشطة وذات فعالية بشكل متزايد . وأشارت الصحيفة إلى أن الجنرال النرويجى عزا ذلك إلى الخبرة الكبيرة حول الأسلحة الجيدة أو التنسيق المتزايد ، إلا أن حركات الثوار عارضت وجهه نظره ، حيث ذكر أحد النشطاء أن قادة عسكريين قسموا حلب والمناطق الغربية على الحدود التركية إلى خمسة قطاعات تخضع لمجلس عسكرى شامل يدعى الالوية الحرة الشمالية فقد تحولت الجماعة من جماعة عسكرية تطوعية الى هيئة عسكرية منظمة . ونوهت الصحيفة إلى أن الحكومات الغربية مازالت مترددة من إمداد المعارضة السورية بكميات كبيرة من الأسلحة خوفا من سقوطها فى أيدى عناصر إرهابية .