نم يا شهيد وتمتع بنعيم الفردوس الأعلى فلم يعد هناك ما يقلق نومك أو يرعبك من المستقبل فها قد انتصرت إرادة الشعب الذى ضحيت من أجله وقدمت روحك ثمنًا لحريته, نم واعلم أن عدالة السماء أقوى من كل المخططات مهما بلغت دقتها وأقوى من المال السياسى الذى حاول شراء الذمم والضمائر, ها هو الشعب قد اختار رئيسه واسترد قراره المسلوب بعد غياب يعود إلى عصر محمد على أى منذ عام 1805 وحتى سقوط الفريق أحمد شفيق ونجاح الدكتور مرسى عدالة السماء التى نصفت سيدنا يوسف عندما زج به فى غياهب السجن مظلومًا ثم خرج متبوئًا منصبًا مرموقًا هى نفسها عدالة السماء التى نصفت المناضل الإفريقى نيلسون مانديلا الذى قضى ربع قرن من الزمان فى السجن ثم خرج رئيسًا لدولة جنوب إفريقيا وها هى العدالة ذاتها هى التى مكنت الشعب المصرى أن ينتصر لثورته الطاهرة بتتويج الدكتور محمد مرسى رئيسًا منتصرًا على مؤسسات ليس فقط فى مصر بل على مستوى أجهزة تخابر دولية طالما خططت ودبرت وحاولت أن تشحن الناس من خلال وسائل الإعلام المملوكة لفلول النظام السابق بافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان. ها هو مرسى يدخل القصر الرئاسى بعد أن دخل السجون والمعتقلات فى سبيل نضاله ضد الظلم والطغيان الذى ما كان، وما كنا نظن أن غمته ستنجلى لولا الدماء الذكية التى روت ميادين مصر. كثيرًا ما اختلفت مع أداء الإخوان المسلمين وما زلت أختلف مع بعضهم فى تصرفات تحسب عليهم وفى هذا المكان تناولتهم بالنقد لكن عندما وجدنا أنفسنا نعيد تصنيع النظام البائد ونستنسخ مبارك جديدًا يعيث فى الأرض فسادًا لم يكن هناك اختيار وكان لابد أن نساند مرسى ونراقب ونتابع عن شغف وبلهفة المحتاج، ونرفع وجوهنا إلى السماء وكلنا أمل أن يستجيب الله لدعاء الملايين وأن يهزم الباطل ويقهر العجرفة والكبرياء الذى عودنا شفيق أن يتحدث بها فى الآونة الأخيرة وهو يظن أن كلمة النهاية من نصيبه. فاستجاب الله لدعاء المخلصين وسحق الباطل ليكتب لمصر أول سطر من سطور الحياة المدنية التى كانت حلمًا يراود الأخيلة, جعله الله حقيقة نعيش فرحتها اليوم وبعد طول انتظار وماذا نفعل نحن الذين عانينا ونحن نسمع ونرى كل يوم عن فلول الوطنى المنحل وهم يضحون بأموال لا حصر لها لشراء أصوات لصالح شفيق؟! كيف يمكن لشعبنا الذى استفز كثيرًا أن يقبل برجل يخرج على شاشات الفضائيات يتحدث بلسان النظام الذى تواضعت أمامه جرائم الفاشية والنازية وهو لا ينكر أن مثله الأعلى هو حسنى مبارك؟! كيف للشعب الكادح أن يقبل وعودًا هى نفسها الوعود التى سمعها من أباطرة النظام البائد آلاف المرات وفى كل مرة كانت الحاشية تسخر من الغلابة فيأكلون ويرتعون ويتركون الناس عرايا. سبحان مالك الملك حقق فى مصر كنانته فى الأرض معجزاته لتكون عبرة للشعوب العربية المناضلة من أجل حريتها فلم ييأسوا ولن يتراجعوا لأن نجاح مرسى يعد انتصارًا للثورات العربية التى تفجرت ولا تزال تبحث عن غد مشرق. [email protected]