"عبد الناصر والسادات وهيكل" من "السياسة" إلى "البيزنس".. ونجلا "العلايلى والقرضاوى" يتجهان نحو السياسة "سليم" و"الأباظية" يهجرا "الكرة والسياسة" من أجل عيون "الفن السابع" "لن أعيش فى جلباب أبى".. كثير من الأبناء يرفعون هذا الشعار، فى محاولة منهم للتمرد على الدرب الذى مضى به آباؤهم، ربما يحاولون من خلال هذا التمرد أن يرسموا لأنفسهم شخصيات مستقلة، بعيدًا عن ظل الآباء، ليحققوا نجاحات من نوع آخر تنسب لهم فى المقام الأول بعيدًا عن عباءة آبائهم التى طاردتهم طوال حياتهم. فمن السياسة للفن لا يختلف الحال كثيرًا، فكثير من أبناء أرباب السياسة ابتعدوا عن دخول حلبة السياسة، واتجه بعضهم للفنون أو الحياة الأكاديمية، والعكس صحيح من أبناء العاملين بالحقل الفنى الذى نجد أبناءهم يتجهون إلى السياسة، والمفارقة الكبرى أن الأمر بات لا يتوقف على تغيير المهنة فقط بل الأيدولوجيات الفكرية أيضًا ولعل أكبر مثال على ذلك عائلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، فعلى الرغم من أن "ناصر" كان دائمًا رمزًا ل"الاشتراكية" والعدالة الاجتماعية إلا أن أحفاده اتجهوا لطريق مغاير تمامًا نحو الفكر الرأسمالى، الذى طالما حاربه جدهم. عائلة "عبد الناصر".. من "الاشتراكية" إلى ريادة أعمال "البيزنس" نحو الرأسمالية، سارت عائلة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر صاحب الشخصية الكاريزمية الحربية الوطنية القومية, وإن كانت كريمته هدى ناصر الوحيدة التى وهبت حياتها للدفاع عن والدها، والعمل على إحياء مشروعه الإشتراكى وكون دراستها فى علوم السياسة ساعدتها على ذلك, لكن أحفاد ناصر هالة وجمال من ابنته هدى اتخذوا طريقًا مغايرًا لوالدتهم فعملت هالة فى الاقتصاد من خلال توليها منصب نائب الرئيس التنفيذى للبنك الأهلى المتحد، فى حين عمل شقيقها جمال مهندساً. أما خالد جمال عبد الناصر النجل الأكبر للرئيس الراحل, عمل أستاذاً بكلية الهندسة فى جامعة القاهرة، وتخصص فى هندسة النقل والاقتصاد وتخطيط النقل, كما أنه حصل على شهادة الدكتوراة من جامعة كامبريدج البريطانية فى هندسة الطرق والنقل، إلى أن توفى فى سبتمبر 2011، وبالانتقال إلى عبد الحميد الابن الأوسط لعبد الناصر, التحق فى بداية حياته بالكلية البحرية بالإسكندرية، ولم يمض وقت طويل إلا وتركها وعمل بمجال العقارات، وكذلك سلك جمال أشرف مروان حفيد الرئيس الراحل من ابنته منى وزوجة رجل الأعمال أشرف مروان، توجهًا مختلفًا فى عالم ريادة الأعمال وتملك قنوات ميلودى الفنية، ومن ناحية أخرى مشى على نفس الخطى أحمد أشرف مروان شقيق جمال, وعمل فى مجال الأوراق المالية، ويبقى عبدالحكيم الابن الأصغر للرئيس جمال عبدالناصر، الذى لم يتجاوز عمره الخامسة عشرة عندما توفى والده، درس عبدالحكيم الهندسة، وأسس شركة للإنشاءات الهندسية والمقاولات مع أشقائه خالد وعبد الحميد. جمال السادات.. رجل أعمال بالأمر المباشر جمال هو الابن الوحيد للرئيس الراحل محمد أنور السادات, توجه نحو عالم "رجال الأعمال"، ويبدو أن الأمر لم يكن طواعية منه فقد قيل فى أحد الأحاديث الصحفية لوالدته جيهان السادات، عن أسباب ابتعاد نجلها عن السياسة وتوجهه للاقتصاد،: "جمال يعمل مع زوج أخته جيهان محمود عثمان، نجل عثمان أحمد عثمان رجل المقاولات والمعمارى الأول فى مصر, وأوصى الرئيس الراحل أنور السادات، صديقه الصدوق عثمان أحمد عثمان بابنه جمال السادات، فحولته هذه الوصية من مجرد مهندس إلى واحد من كبار رجال الأعمال فى مصر، التزم عثمان بالوصية، وأدخل نجل صديقه معه فى كل أعماله كشريك بنسبة لا تتجاوز ال 10%", وحاليًا يشغل جمال منصب رئيس مجلس إدارة شركة اتصالات مصر منذ تواجدها بالدولة . علاء مبارك يغرد بعيدًا عن والده وشقيقه الابن الأكبر للرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك، كان على عكس والده وشقيقه جمال، فلم يكن محبًا للسياسة، ولم يشارك فى الحياة السياسية، وعلى الرغم من قلة المعلومات المتداولة عنه إلا أنه معروف بأنه رجل أعمال. تفاصيل عمله وطبيعته لم تكشف للرأى العام حتى الآن, وظل علاء ملقب برجل الظل الأكثر غموضًا ولكن يمكن القول بمصاهرته لراسخ تفرعت أنشطة الأخير فى مجال شركات البترول كما أنه حصل على ألف فدان بمدينة 6 أكتوبر لبناء مدينة بريفرهيلز وهو رئيس شركة 6 أكتوبر للتنمية والاستثمار سورك. هيكل من "السياسة والصحافة" إلى مملكة رجال الأعمال رغم أن محمد حسنين هيكل، كان صحفيًا وباحثًا ومؤرخًا مرموقًا, إلا أن أبناءه تمردوا على درب والدهم، واتجهوا إلى مهن مختلفة، انطلق الأخوان أحمد وحسن هيكل إلى ريادة الأعمال , فحصل أحمد، على شهادتى الماجستير والدكتوراة فى الهندسة الصناعية والإدارة الهندسية من جامعة ستانفورد، ويشغل حاليًا رئيس مجلس إدارة شركة القلعة للاستثمارت المالية والتى تدير ما يقرب من 14 شركة متخصصة فى الصناعات المتعددة, وعلى الجانب الآخر، تخرج حسن فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وعمل معيدًا ثم انتقل إلى العمل فى إدارة الائتمان بالبنك التجارى الدولى ومنه إلى بنك جولدمان ساكس فى لندن، وبعد ذلك تولى رئيس مجلس إدارة مشارك ورئيس تنفيذى للمجموعة المالية هيرميس الاستثمارية, واحتل أبناء هيكل حسن وأحمد المركز ال 49 بثروة مقدرة بنحو 1.7 مليار دولار عام 2010 فى القائمة العربية لأغنى أغنياء العرب، أما نجله الأكبر فهو طبيب أمراض باطنة بشرى وتخرج فى كلية طب جامعة القاهرة . دينا الغزالى حرب تتمرد على السياسة وتتجه نحو ا"لإنتاج السينمائى" ابنه الدكتور أسامة الغزالى حرب، الكاتب والمحلل السياسي، ورئيس لجنة العفو الرئاسى عن المسجونين التابعة لمؤسسة الرئاسة، هى دينا، منتجة فنية ومالكة لشركة بيرث مارك فيلمز لتطوير السيناريو. وتعد دينا، مثالاً منفردًا للتغريد خارج السرب نحو تحقيق الهدف, فلن تمنعها مكانة والدها السياسية عن ممارسة هوايتها فى الإنتاج, وقدمت مؤخرًا فيلم "بشترى راجل" للفنانة نيللى كريم وفيلم شحاتة هارون. محمود العلايلى يخلع عباءة "الفن" ويتجه ل"السياسة" يعد عزت العلايلى، من أهم الممثلين المصريين فى الثلاثين عاماً الماضية، وقت بدأ مسيرته التمثيلية فور تخرجه فى المعهد العالى للفنون المسرحية عام 1960، فعمل لفترة كمعد برامج تليفزيونية، قبل أن تأتيه الفرصة من خلال فيلم رسالة من امرأة مجهولة عام 1962. نجله محمود العلايلي، قرر أن لا يسير على خطى والده إذ قرر أن يخرج من عباءة الوالد، وخاض تجربة إعلامية بجانب عمله كطبيب حيث كان يقدم برنامج كل ليلة على قناة نايل لايف منذ عدة سنوات حتى اقتحم مجال السياسة من خلال مشاركة فى ثورة يناير، وبدأ فى الدخول إلى المجال الحزبي، إذ تقدم إلى الترشح على رئاسة حزب المصريين الأحرار جبهة ساويرس بعدما انقسم الحزب إلى جبهتين، وقد فاز بالتذكية فى تلك الانتخابات ليصبح رئيس الحزب. ياسمين الخيام.. نجلة الشيخ "الحصرى" تتجه نحو الغناء نجلة شيخ عموم المقارئ المصرية الأسبق محمود خليل الحصرى, والتى احترفت الغناء وكان حدثًا جللاً، وتردد فيما بعد أن الأمر بدعم من عائلة السادات، وتبنيها لها والتى شجعتها على الغناء لتكون مطربة عهد الرئيس أنور السادات والقريبة إلى قلب حرمه جيهان السادات. لحن لها كل من الموسيقار محمد عبد الوهاب ورياض السنباطى، ومن أشهر أعمالها أغنية "ابعد عنى عيونك" و"القلب يعشق كل جميل", وعدد من الأغانى ذات الطابع الوطنى التى ألتزمته فى فترة ما ومنها المصريين أهما ومبروك عليكم وعلينا والله عليكى يامصر, ثم توجهت للأناشيد الدينية وكانت أول أنشودة ومنها بدأت فى دراسة الموسيقى" برضاك يا خالقى". اتخذت "إفراج" وهو الاسم الحقيقى للحاجة ياسمين, اسم الخيام ليكون اسمًا مركبًا ورغبة منها فى عدم إقحام والدها فى مجالها, وغنت "محمد يا رسول الله " واعتزلت الغناء وارتدت الحجاب فى عام 1990 وكرست وقتها وجهدها للأعمال الخيرية. نجل القرضاوى يمضى نحو الشعر والسياسة الشيخ يوسف القرضاوى، الذى التحق بالأزهر الشريف وحصل على عدة دراسات وشهادات عليا، بالإضافة إلى حصوله على "الدكتوراة" , له ابن قرر التوجه نحو الشعر بعيدًا عن درب والده، وهو الشاعر عبد الرحمن القرضاوي. سلك طريقاً آخر بعيدًا عن تعلم أصول الدين والفقه، واتجه أيضًا إلى جانب الشعر نحو السياسة وعمل منسقًا عامًا لحملة البرادعى رئيسًا 2011 واشتهر كشاعر معارض للنظام الحاكم فى مصر، وقد منع من الكتابة والعمل التليفزيونى خلال فترة حكم مبارك ثم استأنف نشاطه الإعلامى بعد الثورة، كما شارك فى مؤتمر حركة شباب 6 إبريل وحركة كفاية ولقب ب"شاعر الثورة" نسبة إلى ثورة 25 يناير الذى كان واحدًا ممن دعوا إليها ونظموا فعالياتها. لمياء عبد الحميد.. عندما تخرج "الإذاعة" من رحم الإخراج لمياء، مذيعة شابة, ابنة المخرج الراحل فهمى عبد الحميد، الذى قدم عددًا كبيرًا من الفوازير الرمضانية والمسلسلات الدرامية المشهورة، وشقيقها المخرج التليفزيونى وائل فهمى عبد الحميد، هذه العائلة ساعدها الاقتراب من الإعلام، القدرة على الوقوف أمام الكاميرا, بدأت العمل الإعلامى وهى لا تزال فى المرحلة الثانوية من خلال برنامج سهرة مع فنان على قناة ART ، وبعد ذلك قدمت فقرة فى برنامج تفاحة آدم، والذى تولت مسئولية إعداده وتقديم بالكامل فى وقت قصير، قدمت عدداً من البرامج منها نشرة الأخبار الفنية وما وراء الأضواء، واستغلالاً لنجاح الفقرة التى كانت تقدمها مع الدكتور مبروك عطية على قناة دريم2 من خلال برنامج الموعظة الحسنة، الذى حقق لها شهرة واسعة انتقلت على إثره للعمل ضمن الفريق الإعلامى لقنوات الحياة من خلال البرنامج الاجتماعى كلام من القلب وآخر محطاتها تقديمها لبرنامج وبكرة أحلى على شاشة النهار, ثم اعتزت بعدها وارتدت الحجاب. معتز الدمرداش.. الإعلامى الذى تمرد على عائلة "الفن" الإعلامى المعروف, معتز الدمرداش، نجل الفنانين الراحلين كريمة مختار والمخرج والممثل نور الدمرداش, على الرغم من السلالة الفنية العريقة التى خرج منها الدمرداش الصغير، إلا أنه درس الإعلام فى أمريكا وبريطانيا، واستقر بعد ذلك فى مصر من أجل تقديم النشرات الأجنبية باللغتين الانجليزية والفرنسية, حيث عمل لفترة فى محطة mbc ، وقدم من خلالها برنامج أخطر رجل فى العالم, ثم انتقل لقناة الحياة عقب ثورة يناير ليقدم برنامج توك شو بعنوان مصر الجديدة, لكن المحطة الأكثر تأثيرًا فى مشواره برنامجه الناجح 90 دقيقة، الذى قدمه على قناة المحور وأشتهر بمقولته المتكررة فى فواصل الفقرات"أوعوا تروحوا فى أى حتة". حفيد "الأباظية" يتجه نحو الفن السابع الدنجوان رشدى أباظة، ولد لأم إيطالية وأب كان يعمل ضابطًا بجهاز الشرطة, حصل رشدى على البكالوريا من كلية سان مارك بالإسكندرية، لكنه لم يكمل دراسته الجامعية بسبب عشقه للرياضة، ودخوله المجال الفنى بعد ذلك. وعلى الرغم من تاريخ عائلة "الأباظية" المعروف بالقرب من بلاط الحكام المتعاقبين على الحكم، إلا أن عشق رشدى للتمثيل جعله يستمر فى ممارسة هوايته حتى الاحتراف، فى ظل مقاطعة والده له سنوات طويلة إلا أن "شغفه" بالتمثيل كان أكبر من أن يمنعه عنها أحد. هشام وخالد سليم من "الكرة" ل"التمثيل" و"الإخراج" صالح سليم، أشهر أساطيل الكرة المصرية فى القرن الماضى، وأقوى رئيس تولى رئاسة النادى الأهلى، والذى أسس لمبادئ الأهلى، المعروف عنها الصرامة فى الالتزام، فبشعاره المعروف "الأهلى فوق الجميع" كسب احترام الجميع, وللمفارقة يتجه نجله هشام نحو عالم التمثيل رغم معارضة والدته فى بادئ الأمر، على الرغم من أن صالح نفسه عمل بالتمثيل فى شبابه إلا أنه أبى أن يتجه ابنه نحو هذا الدرب، لكن إصرار نجله جعله يمضى فى طريقه حتى النهاية، فكانت البداية من خلال فيلم "إمبراطورية م" مع الفنانة فاتن حمامة، ولم يختلف الأمر كثيرًا مع نجله الآخر خالد فقد اتجه نحو الإخراج السينمائى .