«سمية»: لم أحظ بأى تضامن.. والناس كانت بتتفرج على وأنا بأموت فى الشارع فتاة مصرية الملامح، خمرية اللون يكسو وجهها الحزن وتمتلئ عيناها بالدموع الحبيسة خلف جدران، مجتمع فرض عليها حصارًا لم تسع وراءه ويعاقبها على حق سعت وراءه ليحوله إلى طوق فى عنقها يغرقها فى ظلمات رفض المجتمع لها، ولأنها رفضت الإذعان لظاهرة جديدة على المجتمع المصرى وهى "التحرش". تصرخ سمية (25 عامًا)، والمعروفة إعلاميًا ب"فتاة المول": "ياريتنى خدت القلمين وسكت، أنا بنت عادية زى أى حد نمت وصحيت لقيت نفسى فى مصايب ومشاكل مش عارفة أخلص منها وخلصت بمحاولة ذبحى فى الشارع فى عز الظهر، ويا ترى إيه اللى لسه جاي". **احك لنا تفاصيل الواقعة من البداية؟ *قبل عامين وحينما كنت بأحد المولات الشهيرة أتسوق، ففوجئت بشاب يحاول مضايقتى ويمشى خلفي، وطلب منى أن نخرج سويًا من المول إلى منزله، ولكنى رفضت وطلبت له أمن المول، فانهال علىّ بالضرب على وجهى حتى تدخل الأمن وأنهى الموقف. ومنذ عدة أيام وأثناء توجهى إلى إحدى الصيدليات بمنطقة الكوربة لشراء بعض الأدوية، فوجئت بشخص ينادى باسمي، وعندما التفت إليه وجدت يحمل سلاحًا أبيض، وحاول ذبحى به، إلا أننى حاولت الفرار وفشلت، فقام بطعنى به وأصابنى بجرح غائر في الوجه، وفوجئت بالدماء تغرق ملابسى، لم أكن أشعر بالأمل من مشهد الدم الذى كنت غارقة فيه، شعرت بأننى سأموت خلال دقائق، نتيجة كميات الدم الرهيبة، حاولت الاستغاثة بالمارة إلا أنه لم ينقذنى أحد. **وماذا عن التقرير الطبى حول الواقعة؟ * عندما طلبت منى النيابة تقريرًا طبيًا عن حالتى وحولتنى إلى مستشفى هليوبوليس لرفضها التقرير الصادر من مستشفى "كليوباترا"، لأنه خاص، وبعد معاناة بالمستشفى الحكومى لتوفير مستشار للكشف عنى وكتابة التقرير، فوجئت بكتابة تقرير أننى أحتاج إلى علاج أقل من 21 يومًا فقط، وعندما سألته: "أنا هرجع لحالتى الطبيعية قبل 21 يوما"، رد مستهزئًا: "أنت هتفكى الغرز كمان 5 أيام"، وطبعا مش من حقى أعترض على قرار المستشفى. هل تضامن معكِ أى من المؤسسات الحقوقية؟ أنا معايا ربنا بس هو اللى واقف معايا، مفيش مجلس قومى للمرأة، ومفيش منظمات حقوقية نسائية وقفت معايا سواء كانت حكومية أو خاصة، ولا جمعيات حقوق الإنسان غير منظمة "نظرة"، اللى تضامنت معايا وقالت إنها على استعداد لتوكيل محام حقوقى لي، ولم يكن هناك وقت كافٍ لعمل توكيل لأحد المحامين. لمَن توجهين رسالتك؟ أنا لست فى حاجة إلى التضامن المزيف من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، ولكننى أحتاج إلى التضامن الفعلى، أنا بطلب المساعدة من أى حد يقدر يساعدنى سواء كان دكتور تجميل أو منظمة نسائية. لكنك فى النهاية حظيت بالشهرة؟ شهرة زى الزفت، شهرة مش علشان أخذت جائزة علمية أو غيرها، ولا علشان أنا "ميس إيجبت"، ياريتنى كنت أخدت القلمين وسكت.. أنا ندمانة إنى حررت محضر تحرش ضد الشاب الذى قام بالاعتداء عليّ.. خسرت معظم الناس اللى حواليا، فى ناس من أصحابى وقفوا معايا وناس اتخلت عنى بحجة عدم التعرض لمشاكل مع أقسام الشرطة والمحاضر والظهور الإعلامى المتكرر وغيرها من هذه الأسباب التى لم أتعرض لها بإرادتي. تعرضت للكثير من المضايقات فى الطريق العام، حيث كان يقوم بعض الأشخاص بسبى وشتمى، وانتهت بأن تركنى الناس وحيدة غارقة فى دمائى فى الشارع دون مساعدة.. أنا مش طالبة تعاطف ولا عايزة أعرف حد ولا عايزة حد يعرفني، أنا عايزة الناس تسيبنى فى حالي. ماذا عن حالتك الصحية الآن؟ الأطباء أخبرونى بأننى احتاج إلى سلسلة من العمليات المتكررة ولا يمكن السؤال عن أى نتيجة إلا بعد عام من العلاج، وبعدها يقرر الأطباء هل سأحتاج لمزيد من العمليات أم لا. ما معلوماتك عن الجانى وهل حاول التواصل معك؟ خلال ساعتين ألقى قسم مصر الجديدة القبض على المتهم، وإفلاته من العقاب فى الحادثة الأولى هو السبب فيما فعله، وتحريات النيابة عنه أكدت أنه كان محبوسًا فى عام 2001 لمدة 7سنوات فى قضية اغتصاب واحتجاز. ياريت الناس اللى كانت بتقف مع المتحرش وتقول إن أخته دكتورة محترمة وإنهم ناس كويسين تعرف كويس إيه الصح، يرضيكم اللى حصلى يحصلكم أنمنى تكونوا اتبسطوا بالدفاع عن المتحرش باستماتة سواء بمساعدة إعلامية أو مادية أو قانونية، عادى أننا نسمع أن حد يدبح فى الشارع مننزلش شغلنا ولا جامعتنا ولا نعيش حياتنا". **بماذا تنصحين الفتيات حتى لا يواجهوا ما تعرضت له؟ متنزلوش الشارع.. أنا كنت لابسة ترنج وشبشب ونازلة أشترى علاج من مكان زحمة والساعة 3 العصر وادبحت فى الشارع فى عز النهار، والناس اتهمتنى أنا نازلة بالليل وفى مكان ضلمة ولابسة لبس خارج".