حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بالفيديو.. محمود سعد: من حاولوا تشويهي بإعلان أجرى نجحوا جزئيا.. ولا أنوى الاعتزال
نشر في بوابة الأهرام يوم 30 - 06 - 2011

حددت موعدا للقائه، لإجراء حوار معه يكشف الكثير من الملابسات، التي دارت حوله خصوصا بعد تنحي مبارك، وجاء الموعد وذهبت إليه أنا وزميلي المصور، ووجدناه يجلس أمام بيته في مدينة الشيخ زايد بمحافظة 6 أكتوبر، يرتدي جلابية ومعه بعض الناس البسطاء، الذين قال عنهم إنهم أصدقاؤه، ودائما يحب الجلوس معهم، وطلب مني الجلوس وأجاب عن كل الأسئلة، برغم أنها كانت تحمل تشكيكا في مواقفه، سواء من الثورة أو من النظام السابق، والحقيقة أنه أجاب عنها بدون أي تحفظ أو غضب من إلقائها عليه، ونقلت لكم إجاباته كما هي دون تدخل.. فتلك هي إجابات الإعلامي محمود سعد، وكما يقول هو "الحكم عليه متروك لكم وهو لا يستطيع أن يحكم على نفسه".
* هل اتصل بك عصام شرف أو أي من وزرائه بعد ما فعله محافظ القاهرة وأغلق الهاتف في وجهك على الهواء مباشرة؟
- لا محدش كلمني.
* هل كنت تنتظر أن يكلمك أي من أعضاء الحكومة بعد هذا الفعل؟
- لا مكنتش منتظر، هنتظر حد يكلمني ليه؟. أصل هم مشغولون في حاجات كتير ومش فاضيين قوي للتفاصيل دي، وعلى فكرة اللي حصل بسيط، لكنه كشف عن مسئول بيفكر بطريقة ما، وأنا لا أعرفه قبل ذلك وكانت أول مرة أتحدث معه في التليفون، وأنا لم أتجاوز في حقه أنا كل ما قلته له: "هنسيبك شهر ونتابع معاك تاني ونشوف إيه اللي عملته الزبالة اتشالت من الشارع ولا لا؟.. فهو حس إنه أنا بقيمه أو هكتب فيه تقرير"، لكن هذه هي مهمة الإعلام، وأي مواطن بيدفع ضرائب من حقه لما يشوف زبالة في الشارع يقول فين المحافظ؟.. وهذا ليس تقييما فهذه مشاكل يومية عند الناس والمحافظ مسئول عن حلها، ولا أعلم لماذا انفعل المحافظ هكذا، ولا تعليق لي على ما فعله، سوى أن هذا هو مسئول في مصر بعد الثورة ومازال يفكر بهذه الطريقة، يمكن هو شايف إنه لا أحد يحق له تقييم أدائه سوى حسني مبارك، لأن طريقته هكذا بها شبه كبير من أيام حسني مبارك، يبقى يروح له شرم الشيخ بقى عشان يقييمه.
* هل هناك مسئولون فعلوا معك نفس الأمر أيام حسني مبارك؟
- إطلاقا، فنحن الآن نجد تزمتا من المسئولين أصعب من أيام حسني مبارك، فأيام حسني مبارك كان أي مسئول أو أي وزير كنا بنتكلم معاه ونتناقش ونقول له سنعطيك فرصة ونتابع معاك لرؤية ماذا فعلت، وليس معنى الفرصة هنا إن بعد الثلاثة أشهر أو الأربعة "هنخنق المسئول أو هنشيله من منصبه"، لكن سنظهر للناس نتيجة فعل المسئول وجهوده لحل المشكلة من عدمه، وكنت أفعل هذا مع أحمد نظيف رئيس الوزراء نفسه، وكان بيعمل مجلس وزراء مصغر لمتابعة حل المشاكل التي نثيرها في البرنامج، و"صحيح مكانوش بيحلوا ولا بيعملوا حاجة"، لكن ما أقصده هو أن متابعة الإعلام لعمل المسئول شيء وارد ولا أحد يغضب منه.
* هل شعرت أنه أهانك حينما أغلق الهاتف في وجهك؟
- هو في المجمل لم يغلق الهاتف في وجهي هو استأذن وقال مع السلامة قبل أن يغلق، وحتى لو أغلق في وجهي فليس في الأمر إهانة، لأنني لا أعتقد أنني تجاوزت معه في الحديث، وحتى بعد أن فعل هذا وأغلق الهاتف بهذه الطريقة فأنا استمررت في الكلام عنه بشكل لائق ولم أتجاوز في حقه، لأن مبدئي أن هذا ضيفي سواء في الاستوديو أو على الهاتف أو في بيتي فمهما حدث منه فأنا لابد أن أعامله باحترام وأكرم ضيافته، وهذا يذكرنا بمكالمة أنس الفقي وزير الإعلام السابق لي في برنامج مصر النهاردة، التي تحدث عني فيها بشكل غير لائق، فأنا كان بإمكاني أن أقول له كلام جارح جدا، ولكن لم أفعل لأنه ضيفي ولابد أن أحترمه طوال تواجده معي وبعد أن أخرج من الهواء "أبقى أقول اللي أنا عايزه".
* يعني لو أن الشاعر عبد الرحمن يوسف فعل معك نفس ما فعله مع عمرو أديب كنت هتطرده من البرنامج مثل ما فعل عمرو؟
- كل شيخ وله طريقة، فأنا لم يحدث معي موقف كهذا،ولو حدث لا أعلم كيف سأتعامل معه وقتها، ولكن أنا لا ألوم عمرو أديب على ما فعله، لأن الموقف كان ساخنا جدا، عبدالرحمن يوسف كان متعصبا ووجه كلاما عنيفا لعمرو أديب وعمرو كان من حقه أن يدافع عن معديه وزملائه، فالموقف تم في لحظة سخونة، عمرو قال له "لو مش عاجبك امشي.. فعبد الرحمن قاله طيب أنا هامشي"، فلو لم تخرج هذه الكلمة من عمرو أديب يمكن كان الموقف تم علاجه واستمر الحوار عاديا، وهذا الموقف يوضح خطورة الهواء فالكلمة التي تخرج على الهواء لا تعود مرة أخرى، إنما في النهاية عمرو أديب صحفي وإعلامي كبير وله جمهوره وما حدث هو سوء تفاهم مع عبدالرحمن يوسف.
* بمناسبة ذكرك لجملة خطورة الهواء، فهل الهواء بعد الثورة أخطر أم قبلها؟
- خطورة الهواء أيام مبارك كانت أعلى، لكن دلوقتي مسموح لأي حد يقول أي حاجة، أما زمان كنت في تليفزيون الدولة، صحيح أنا كنت بتجاوز وأقول وأعمل لكن في النهاية كان فيه حدود، لأنه كان ممكن حد يطلع على الهواء ويشتم رئيس الجمهورية وكانت هتبقى أزمة في التليفزيون وكان ممكن يتشال فيها وزير الإعلام، وفي أيام تم توقيف الهواء بكل البرامج بسبب مداخلة تم التهكم فيها على الرئيس السابق بأحد البرامج، وأنا مثلا أعطوني إجازة مفتوحة من تقديم برنامج "مصر النهاردة" لأنني يوم 26 يناير الماضي سألني الوزير أنس الفقي هتقول إيه النهاردة قلت له هعبرا عن الناس وهقول إن فيه ثورة.
* بصراحة ما حقيقة ما قاله أنس الفقي لك على الهواء بعد تنحي مبارك من أنك تحايلت عليه كثيرا لعمل حور مع الرئيس السابق ونجله جمال وأنك أقدر واحد في مصر على تلميعهما والتمهيد للتوريث؟
- هقولك على حاجة..هم مش المذيعين في مصر لهم ترتيب، ولا كله زي بعضه؟.. طبعا لهم ترتيب.. مش أنا لي ترتيب؟.. يعني ترتيبي مش قليل قوي.. مش هقولك إن أنا الأول ولا التاني.. لكن بشكل عام ألم يكن ترتيبي كمذيع يستحق أن أقابل جمال مبارك؟.. طبعا يستحق وهذا رأي الناس.. إذن مين اللي عايز التاني؟.. هو مش أنا.. ولذلك فأنا لم أسع إليه.. فهو اللي مفروض كان يسعي لي مش أنا.. فاللي قابلوه أقل مني وليسوا أكبر مني.. فالسيد جمال مبارك الذي كان يطلق عليه الرئيس القادم حينما كان يريد أن يقابل مذيعا كان يبحث عني أنا وليس أنا من أبحث عنه.. فأنا مثلا لم أقابل أحمد نظيف إلا مرة واحدة وكانت في اجتماع عملوه مع إعلاميي وصحفيي المعارضة والحكومة وأخذوني أنا ضمن مجموعة المعارضة، وكان موجود معانا عادل حمودة ومصطفى بكري وعبدالله السناوي وكل الشلة دي، و"أنا هبشت نظيف في وسطيهم.. وكنت بغيظه وقلت له يا دكتور لأن كلهم كانوا بيقولوله يا معالي رئيس الوزراء وأنا بس اللي كنت بقوله يا دكتور.. وقلت له يا دكتور البلد في حالة فوضى.. فقالي تقصد المرور إن شاء الله هنظمه.. قلت له لا مش المرور.. البلد في حالة فوضى يعني كل اللي عايز يعمل حاجة بيعملها حسب ظروفه وحسب سلطاته وحسب ثروته.. وكأن البلد مفيهاش حكومة.. لدرجة أن أنس الفقي كان قاعد وبيبصلي جامد.. فقلت له إنت بتبص لي ليه؟.. أنا بتكلم عن واقع وإذا كان في حد في الأخوة اللي قاعدين مش شايف اللي أنا شايفه ولا حاسس بيه ومختلف معايا في الكلام اللي بقوله يقولي.. فكلهم انضموا لي بقى.. برغم أن الكل وقتها كان شايفني مجنون.. إزاى أهبش في رئيس الوزراء؟.. وهذه هي المقابلة الوحيدة مع نظيف وقلت فيها اللي عايز أقوله.. وبالتالي نظيف لما جه برنامج مصر النهاردة ما طلبنيش.. هيطلبني إزاى؟.. وأنا مكانش عندي مانع إني أقابله.. ولا جمال مبارك طلبني.. ولذلك أنا ما طلبتهمش.. وهذا من منطلق إن أنت لو شايف إن مقابلة رئيس الجمهورية أو ابنه هتتزودك كمذيع ممكن تسعى إليها.. لكن قولي مين المذيع اللي مقابلة مبارك وابنه زودته وغيرت تاريخ حياته وجعلته مذيع نجم؟.. مفيش.. فالمقابلة يا إما تناسب فكر المذيع يا إما بلاش منها.. ولذلك أنا في مرة كنت بتكلم مع مبارك في التليفون وكنا بنهزر مع بعض، وقلت له طيب ما تيجي.. قالي أجي فين؟.. قلت له تعالى سجل معايا بقى نعمل حوار.. فقالي طيب اتفق مع أنس الفقي.. وكان هذا الكلام من حوالي 4 سنوات.. فكلمني بعدها أنس الفقي لأنه كان عارف إن الرئيس السابق على اتصال بي وقتها، فقالي أنس الفقي إنت اتفقت معاه على إيه؟.. قلت له الرئيس مستعد يعمل معايا حوار بس قالي اتفق معاك، بس الحقيقة لي شروط وهجيلك المكتب أقولك عليها، ورحت له المكتب بعدها وقلت له أنا عايز الرئيس لوحده ويكون لابس كاجوال في شرم الشيخ لم يكون هناك ونقعد ندردش مع بعض من غير ما حد يتدخل في التسجيل ولا يقطع في الصوت ولا يعمله مونتاج، فقالي لا ما ينفعش، فقلت له لا خلاص مش عايز الحوار، لأنه اللي بيحصل إن كل سؤال له كانوا هيشيلوه في المونتاج، فأنا كنت هسأله على راحتي وهم هيقطعوا من الأسئلة في المونتاج فيبقى أنا معملتش حاجة، وكانت هتبقى الصورة إن محمود سعد لما راح قابل حسني مبارك خاف منه، وأنا الحمد لله ربنا خلقني كده ما بخافش من حد غير اللي خالقني، وهذا كل ما حصل، وعمري ماطلبت مقابلة جمال مبارك، فمكالمة أنس الفقي كانت محاولة لتشويهي بعد ما سقطوا، وبعدين هم كانوا مغلولين مني لأن أنس لما كلمني يوم الأربعاء ظهر 26 يناير الماضي عشان أنزل الحلقة، فقلت له اللي بيحصل ده ثورة كبيرة وانتوا مش حاسين بيها فقالي لا أبدا مفيش حاجة ده حتى أنا نزلت الصبح من التليفزيون وروحت مشي لسميراميس فطرت هناك، ولو أعرف إنك بتصحى بدري يا محمود كنت اتصلت بيك تيجي تفطر معايا، والشوارع هادئة والدنيا هادئة، فقلت له الدنيا مش هادئة ولا هتهدى إنتوا عايشين في وهم.. فين رئيس الجمهورية؟.. فين رئيس الحكومة وفين الوزراء؟.. وهذه المكالمة تشهد عليها زوجتي وابنتي ووحيد مدير أعمالي وكلهم سمعوني وأنا بكلم أنس الفقي وبصرخ فيه، وأنا مبسوط إنهم سمعوا المكالمة واللي قلته له، لأن الناس شكت فيا بعد كلام أنس الفقي، ويشهد على ما كنت أقوله لأنس الفقي شخص يدعى وليد العيسوي الذي كان رئيسا لشركة صوت القاهرة، وحضر أكثر من لقاء لي مع أنس الفقي وكنا بنتعشى مع بعض وكنت دائما أقول له إن الناس ما بتحبش مبارك ولا بيحبوا حد فيكم، الناس لا تثق في كلامكم، والوضع خطر، وكان هذا الكلام بيجننهم ولذلك حاولوا يشوهوني ونجحوا في جزء من هذا التشويه وفشلوا في جزء آخر، فهناك ناس تأثرت بالرقم المبالغ فيه الذي قالوه عن أجري، ولكن غالبية الناس الحمد لله شايفين إنه حتى لو كنت باخد فلوس كتير فهي فلوس حلال ورزق من عند الله، يعني محدش يقدر يسأل لاعب الكرة ليه بتاخد فلوس كتير؟.. ولا الممثل ولا المطرب ولا مهندس شركة البترول ليه بتاخدوا فلوس كتير؟.. ده كرم من عند ربنا ورزق فأنا ما سرقتش حد، فأنا أخدت من التليفزيون ملايين وأعطيته ملايين، وهذا مثبت بالأوراق الرسمية لأن هناك بلاغات وتم التحقيق فيها، وتأكدت سلطات التحقيق أن هذا حقي، وقارنوا عقدي بعقود أخرى وشافوا المذيعين بياخدوا كام بقى؟.. فعرفوا الحقيقة وأنني لست مغاليا في أجري ولا حاجة، ولكن هناك بعض الناس تأثرت بما أحصل عليه ولهم حق بسبب ظروفهم الاقتصادية، لكن طبعا مش من حق حد يسألني أنا بودي فلوسى فين، وأنا مقدرش أقولك بودي فلوسي فين، فأنا ربنا كاتب لي رزق حلال، ببقى قاعد في بيتي والناس بتيجي تقولي تعالى اشتغل معانا وهتاخد كذا، فأنا مش موظف والحتة اللي كنت موظف فيها استقلت منها،فلما كنت شغال موظف كرئيس لتحرير مجلة الكواكب استقلت منها، ومش معقول إن حد ييجي يقولك هتاخد كذا تقوله إنت لا هاخد أقل، طيب تصدق وتؤمن بالله.. إن المنتج محمود بركة في مرة قال لي هتاخد مبلغ كذا فقلت له لا كتير قلله شوية، وكان هذا أمام الصحفي محمد هاني، وتم تقليل المبلغ والاثنين أحياء يمكنكم التأكد منهما، وللعلم أنا لم أكن أتعاقد مع التليفزيون بل مع شركة صوت القاهرة وهذه عقود ومقابل إعلانات.
* الناس انتقدت ردك على أنس الفقى لأنك طالما لا ترى أنك تاخذ غير حقك لماذا لم تقل له أنت اللي شغلتني واديتني كذا وهذا سعري وإذا كنت تراه كبيرا علي وأعطيته لي فأنت الذي تحاسب وليس أنا؟
- هيتحاسب على إيه؟.. أنا لم أتعاقد مع الوزير ولذلك ليس له الحق في الكلام عن شخصي، فهو كان يريدني أن انزلق وراءه واتحدث عن شخصه، فأنا الحلقة التي أخذ عليها أجر لا أحب الحديث فيها عن شخصي، لكن خارج الحلقة فأنا أقول ما أريد، فأنا لم أتعاقد مع الوزير والرقم الذي أعلنه الوزير، حينما قال إنني أتقاضى 9 ملايين جنيه في العام ليس صحيحا، وأنا ما أرد به على كل هذا اللغط أنني لم يدخل جيبي مليم حرام، فأنا ممكن أكون عملت أخطاء كثيرة في حياتي إلا في الفلوس مفيس قرش دخل لي حرام، وبالعكس أنا اللي فلوس عند التليفزيون.
* سؤال مهني.. هل كان يعيبك كإعلامي وصحفي أن تجري حوارا مع جمال مبارك أو مبارك نفسه أو نظيف أو حتى شفيق الذي رفضت الحوار معه؟
- لا مش عيب، دول كانوا رؤوس في الدولة وطبيعي إني اعمل معاهم حوارات، فأنا كنت بقابل كل الوزراء وأعمل معاهم حوارات، صحيح كان فيه وزراء مش بيحبوا يقابلوني، بس كنت بقابل وزراء تانيين كتير.
* من الوزراء الذين كنت تعلم أنهم لا يحبون مقابلتك؟
- مش مهم مين، مش عايز أقول أسماء عشان ما يظهرش الأمر كأني بهاجمهم بعد ما تركوا السلطة، إنما كان فيه وزراء معينين ما يرضوش يقابلوني، وساعات أنس الفقي كان يحاول يلطف الجو بيني وبينهم ويقولي هبقى اقعدك معاهم وأنا كنت برفض،لأني محبش أقابلك وأنت متضايق من مقابلتي، أحب وانت قاعد معايا تكون مقتنع ومستريح، وأنا كمان مستريح، فمن حقك ترفضني كمذيع ومن حقي أرفضك كضيف.
* هل وصلت علاقتك بأنس الفقي إلى درجة الصداقة؟
- لا لا لا، أنا معرفش أعمل صداقة مع مسئولين.
* لكنك قلت إنك كنت بتخرج تتعشى معاه؟
- أيوة كنا بنتعشى مع بعض، فهو كان لما يحب يتكلم معايا في تفاصيل مهمة في الشغل كان يأخذني خارج التليفزيون كنوع من الشياكة منه، وهذا في التعاملات البشرية نوع من التعاملات اللطيفة، فكان يقولي متجيليش في التليفزيون في الدوشة، ناس داخلة وناس خارجة، فكان يقولي إنت تجيلي آخر اليوم نقعد ساعتين خارج التليفزيون نتكلم مع بعض، فالعلاقة بيننا كانت طيبة، ولا أنكر أن أنس الفقي ساعدني كتير جدا، وسمح لي بحاجات وكان يتعرض لضغوط بسببي، فأنا كنت بشتم في الحزب الوطني كتير، وهذه كانت تسبب له مشاكل كثيرة مع صفوت الشريف لأن صفوت الشريف مكانش بيحبه، فصفوت الشريف كان مقتنعا جدا أنه آخر وزير إعلام، فشالوه وجابوا مكانه أنس الفقي، فمبقاش يحبه، وكان صفوت الشريف بيشكوني ويشكوه للريس مبارك، وكان يقعد يقوله شفت يا ريس محمود سعد عمل وسوى وبيقول عليا كذا وكذا، وأنس الفقي هو اللي بيسلطه، فكنت أسمع إن الريس كان بيقول لأنس الفقي سيبوا محمود يشتغل عادي.
* يعني مبارك لم يعنف أنس الفقي بسببك ولم يطلب التضييق عليك؟
- لا، الصراحة لا، فأنا وأنس الفقي كنا متفقين اتفاق لطيف قوي، إنه يمنعني من اللي هو عايزه بس في نفس الوقت لا يكلفني أقول شيئا مش عايز أقوله أو مش مقتنع به، وهذه هي القفلة التي حدثت بيننا يوم الأربعاء 26 يناير، فهو كان عايزني أقول ان اللي طلعوا في ميدان التحرير دول إخوان وبينفذوا أجندات خارجية والكلام العبيط الأهبل اللي هم كانوا بيرددوه ده، فقلت له لا.
* يعني أنت لم تر عيبا في أنه يمنعك من قول شيء معين؟
- لا ده حقه إنه يمنعني من اللي عايزه، ده تليفزيون الدولة وأنا قبلت أني أشتغل في تليفزيون الدولة ، وهذه هي قواعد تليفزيون الدولة، وهذه القواعد كانت تطبق علي وعلى كل محطة، فكل محطة خاصة كان مقدموا البرامج لما ييجوا يخبطوا في شخصيات ثقيلة كانوا بيتشاوروا مع رئيس المحطة لأنه ممكن يكون له حساباته مع هذه الشخصيات، فمفيش إعلام حر في المطلق.
* لكن هل شعرت يوما أن أنس الفقي ينقل كلاما لمبارك مثلما كان يفعل صفوت الشريف؟
- أنا مكانش ليا دعوة بعلاقته بمبارك، وعمري ما تدخلت فيها، فهو كان بيقعد يحكيلي شوية حكايات كده ويقولي إن الريس قالي كذا وعمل كذا، لكن أنا عمري ما سألته، فأنا كان مبدئي معه إن لو هو عايز يقول اسمعه، مش عايز خلاص لا أسأله، لدرجة إنه في مرة كنت قاعد في بيتي ومتخانق مع أنس الفقي أيام الانتخابات وامتنعت عن العمل، ففوجئت بوحيد مدير أعمالي بيقولي إن أنس الفقي قالب عليك الدنيا، فاتصلت به وقلت له نعم يا سيادة الوزير، ففوجئت به يقول لي إنت لازم الساعة 6 مساء النهاردة تكون لابس وجاهز في قاعة المؤتمرات بمدينة نصر عشان رئاسة الجمهورية، فقلت له يا نهار إسود؟.. فقال لا متخافش ده علاء مش مبارك، فقلت له علاء ماله فيه إيه؟.. قال لي فيه جمعية خاصة بمحمد ابنه اللي توفى وهتعمل معاه حاجة اجتماعية إنسانية عن الجمعية دي، فنزلت روحت سجلت 10 دقائق مع علاء، ودي كانت الحاجة الوحيدة اللي عملتها مع رئاسة الجمهورية، لكن عمري ما طلبت حاجة مع رئاسة الجمهورية بل على العكس هم اللي طلبوني بالاسم عشان أعمل الحوار الإنساني ده مع علاء، فأنا كنت وقتها أصلا ممتنعا عن العمل بالتليفزيون، لأني قلت لأنس الفقي إنى هقول إن انتخابات مجلس الشعب مزورة ومش هسكت، فقال لي لا خلاص خليك قاعد في البيت، مش إنت بتحب تقعد على الدكة خلاص خليك قاعد على الدكة.
* لكن هذا اللقاء أنت امتدحت فيه علاء مبارك جدا ولذلك الناس انتقدتك بعد الثورة على هذا اللقاء وقالوا "مش ده اللي كان بيمجد في علاء قبل الثورة"؟
- وماله لما ينتقدوا ده حقهم، بس أنا عمري ما مجدت في حد، فأنا قلت فقط إن المؤسسة الخيرية عمل كويس، لأن بالفعل المؤسسة عملت أشياء جيدة في شبرا، فأنا لقائي به كان من المنطلق الاجتماعي الإنساني، لكن لو عملت معاه حوار في السياسة كنا وقعنا في بعض، وإذا كانت الناس زعلانة مني فمن حقهم يزعلوا، ولو عايزين يحاسبوني على النظام في اللحظة دي، فأنا مش هقول لا، فأنا قابلت علاء فعلا وسجلت معاه، بس المهم أنا عملت معاه إيه.. هل عملت معاه الحوارات اللي اتعملت مع جمال مبارك ووالده؟.. هل أنا مجدت في الحزب الوطني أو في الحكومة طوال فترة عملي بالتليفزيون؟.. الشرائط موجودة وعلى الناس أن تحكم، فأنا مش هحكم على نفسي ومش هدخل في مزايدة على نفسي، فمن يريد أن يراني فليراني كما يشاء، فأنا عبارة عن مادة موجودة أمامك في التليفزيون فمن حقك أنك تستطعمها حلوة أو وحشة، وتقييم الناس لي في كل الحالات صحيح، فاللي بيحبني مش غلطان لانه مش مضطر ينافقني، واللي ما بيحبنيش مش غلطان لأنه ممكن فعلا يكون دمي ثقيل على قلبه، ولكن بالنظر إلى مواقفي بشكل عام فهل أنا كنت مع الحكومة ولا ضدها مع النظام ولا ضده؟.. فاعتقد أن الإجابة واضحة، فأنا كنت في ميدان التحرير يوم السبت 29 يناير، يوم الخميس قبل تنحي مبارك كنت مع الناس على المنصة واتكلمت واتصورت وقلت هنروح بكرة مصر الجديدة، فأنا هاجمت النظام صباح يوم السبت 29 يناير وقبل تنحي مبارك، وكان هذا مع الإعلامية دينا عبد الرحمن في برنامج صباح دريم في مداخلة تليفونية، وقلت لها إن ما قاله مبارك في خطابه امبارح ده كلام فاضي وما ينفعش، ولازم يحصل كذا وكذا، فلقيتهم الأيام دي مطلعين لي على اليوتيوب كلام عبيط كده بقول فيه إن أحمد شفيق راجل عظيم وعمر سليمان راجل عظيم، لكن لازم الناس تعرف أنا قلت الكلام ده وليه، فأنا قلت هذا الكلام في تلك المكالمة مع دينا عبدالرحمن، حينما قالت لي إن الناس خايفين مش شايفين حد تاني غير مبارك ومفيش بديل، فقلت لها لا في شفيق راجل عظيم وعمر سليمان كذلك راجل عظيم، وكان حتى هذه اللحظة لم يصبح شفيق رئيسا للوزراء ولم تكن حصلت موقعة الجمل في عهده، وسليمان لم يكن أصبح نائبا لرئيس الجمهورية، وكان رأيي فيهما وقتها إنهما كانا جيدين، فقلت لها إن شفيق كويس وعمر سليمان كويس ومصطفى الفقي كويس، يعني كنت بقول إن فيه رجالة في البلد غير مبارك، لأن الناس وقتها دماغهم وقفت عند سؤال لو مبارك مشيء هنعمل إيه؟.. طيب احنا دلوقتي حتى هذه اللحظة أمامنا 10 مرشحين للرئاسة على الأقل كويسين وهم عمرو موسى والبرادعي وحمدين صباحي والعوا وعبدالمنعم أبوالفتوح والبسطاويسي، وده مبدئيا ولسه هنشوف غيرهم كتير، لكن أنا وقتها قلت هذا الكلام عن شفيق وسليمان حتى أجعل الناس تتخلص من المبدأ العقيم اللي بيقول "اللي نعرفه أحسن من اللي ما نعرفوش"، ونسيب البلد تخرب عشان إحنا نعرفه، فالناس بتتعارف ومش لازم تفضل ماسكة في شخص واحد عشان هم عارفينه، فأنا كنت بعددلهم رجالة كويسين من النظام مش من خارجه كمان، فأنا لي رأي حتى الآن في عبد السلام المحجوب وأحمد ذكي عابدين وغيرهم من النظام كويسين.
* يعني كلامك لم يكن مقصودا به نفاق لشفيق؟
- يعني لو أنا عايز أنافقه كنت هرفض أقابله وهو رئيس وزراء؟
* لكن الناس أيضا انتقدت رفضك لمقابلته وقالوا كان يمكنك مقابلته ومواجهته بكل أخطائه؟
- هذا كلام على عيني ورأسي من فوق، لكن هذا الكلام يصلح لما يكون بيننا خلاف عادي يمكن تدراكه، ولكن أنا يوم موقعة الجمل محدش شاف حالتي كانت ازاى؟.. فأنا بيني وبين ميدان التحرير كيلو واحد كنت بروحه مشي، وشفت المعركة على الجزيرة وابنتي وزوجتي وأولاد اختي كلهم كانوا هناك، وكنت مش عارف أعمل ايه؟.. وكان عندي رقم تليفون لشفيق، واتصلت به كثير فلم يرد ومش قادر أكلم أنس الفقي لأني كنت متخانق معاه،ومش عارف أكلم مين تاني في البلد، ولا عارف إيه اللي بيحصل وازاى سايبين العيال بيموتوا كده قدام عنيهم؟...فكان المسئول أمامي عن كل ذلك هو أحمد شفيق لأنه كان رئيس الحكومة، فده هقابله في البرنامج أقول له ايه؟.. والمصيبة كمان إنه طلع تاني يوم المعركة يقول أنا ما شفتش وما عرفتش وأنا متأسف، طيب متأسف إيه؟.. يعني اللي مات له عيل ده متأسف بتاع رئيس الوزراء هتعمله إيه؟.. فهذه كانت مشكلتي مع شفيق، فهو كان يقدر ينهي المعركة ويوقفها فورا بصفته رئيس وزراء.
* لكن كلامه عن إنك رفضت لقاءه بسبب تخفيض أجرك ما حقيقته؟
- هذا الكلام يسئل عنه اللواء طارق المهدي المشرف على اتحاد الإذاعة والتليفزيون، فأنا لم يبلغني أحد يتخفيض أجري ولا الكلام الفاضي اللي قاله ده، ثم هل من المنطقي أنه يكون أجري زي ما بيقولوا 9 ملايين فيكون التخفيض إلى مليون ونصف؟.. كلام غير منطقي بالمرة، ثم أصلا أنا مكنتش باخد فلوس من التليفزيون ولكن كنت متعاقد مع صوت القاهرة، وصوت القاهرة حينما تحب تخفيض أجري كانت هتبلغني وتقولي مش هنقدر ندفعلك المبلغ ده، وأنا علي إنى أوافق أو أرفض، ولكن إطلاقا لم يبلغني أحد بتخفيض أجري والمسئولين موجودين يمكنكم سؤالهم.
* لقاؤك بعبد اللطيف المناوي رئيس قطاع الأخبار بالتليفزيون السابق هل كان تكليفا؟
- لا أصل الحكاية إن عبد اللطيف المناوي كلمني وقالي أنا عايز انزل معاك على الهواء يا محمود، وهو صديق عزيز وقديم وعملنا مع بعضنا في مكتب جريدة الشرق الأوسط بالقاهرة، وقبلها بيومين كلمتني رولا خرسا زوجته وقالت لي يا ريت تخلي عبد اللطيف يطلع معاك على الهواء عشان يدافع عن نفسه وكده، فقلت لها إن شاء الله يا رولا حاضر هشوف ومرضتش أقولها الحقيقة يعني، فلما كلمني عبد اللطيف بنفسه وطلب مني ده قلتل يا عبد اللطيف أنا مختلف معاك وههاجمك هجوم جامد جدا، انت ليه عايز تعمل في نفسك كده، ما تشوفلك مذيع تاني من الطيبين دول، فقالي لا أنا عايز أطلع معاك انت، فقلت له يهديك يرضيك، لكنه أصر،فطلع معايا، يعني الموضوع كان أخوة مش أكتر.
* لكن ما فعله عبد اللطيف جريمة لا تقل عن جريمة شفيق...ولا إنت جاملت عبد اللطيف بس عشان صديقك؟
- هذا سؤال وجيه، لكن عبد اللطيف مكانش قائد.
* لا هو قائد في مكانه كرئيس لقطاع الأخبار؟
- قائد ايه؟.. إيه رئيس قطاع الأخبار، إنت مش عارف التليفزيون كان ماشي إزاى؟.. مفيش حاجة اسمها رئيس قطاع أخبار ولا رئيس اتحاد إذاعة وتليفزيون أصلا،كل حاجة كانت في أيدى الوزير.
* يعني كده حبيب العادلي المفروض ما يتحاسبش على قتل المتظاهرين لأن مبارك هو اللي كان بيصدر له الأوامر؟
- لا حبيب العادلي كان قائدا، وكان يقدر يقول الرئيس لا، إنما عبد اللطيف مكانش يقدر يقول للوزير لأ، فالقائد هو الذي يستطيع أن يأخذ القرار بمفرده، ولعلمك عبد اللطيف أخذ قرارا مهما بمفرده وعلى مسئوليته لما وجد الدنيا باظت في البلد وأخذ قرار لمصلحة الشعب، إنما في المجمل عبد اللطيف لم يكن من سلطاته أخذ قرار، إنما شفيق كان من سلطاته منع موقعة الجمل، ولذلك فيجب محاسبته هو على عدم منعه لا، ولا يجب محاسبة وزير من وزرائه على موقعة الجمل، ولكن مش معنى هذا الكلام ان عبد اللطيف المناوي ما يتحاسبش لا يتحاسب، وأنا حاسبته لما ظهر معايا في البرنامج، ولكن الفكرة إنه لم يكن هو القادر على إنقاذ الموقف، لأن عبد اللطيف لو كان قال لا كان أنس الفقي هيشيله ويجيب غيره وينفذ برضه القرف اللي طلع على شاشة التليفزيون ده.
* ما القرار المهم الذي أخذه عبد اللطيف لمصلحة الشعب كما ذكرت؟
- أنا أعلم أن عبد اللطيف ذاع البيان الأول للمجلس العسكري على مسئوليته، وكان أنس الفقي غائبا عن التليفزيون وقتها، ولو لم يوافق عبد اللطيف أعتقد أن المجلس العسكري مكانش هيذيع البيان بالقوة، ولكن عبد اللطيف شعر أن الأمر في مصلحة الشعب فوافق فورا على إذاعة البيان، وكان أنس وقتها عند مبارك في القصر الجمهوري، وهذا كان أخطر البيانات،فمعنى اجتماع المجلس العسكري بدون رئيس الجمهورية فمعناه أن مبارك خلاص مش موجود وإن الجيش في صف الشعب.
* هل ترى مثل بقية الناس أن حكومة شرف يجب أن تستقيل لأنها حكومة فاشلة؟
- لا، هي حكومة مش فاشلة، هي بس تحتاج تعديل وزاري، فمثلا يجب تغيير وزير الداخلية ووزير الإنتاج الحربي، ولكن أن رأيي إن عصام شرف كويس.
* هل لديك خوف من الإخوان أو التيار الإسلامي ورغبتهم في السيطرة على السلطة كما يتخوف الكثيرين من ذلك؟
- لا خالص، أنا مش خايف من الإخوان ولا من التيار الإسلامي، فنحن نعيش عصر ديمقراطي، وإذا كانت الديمقراطية تجعلهم يحصلون على السلطة بشفافية وبانتخابات نزيهة فلا مانع، لكن المهم احترامهم لمدنية الدولة وحريات الناس وعدم فرض شيء بالقوة على أحد، وأنا ألمس تغيرا للأحسن في خطاب الإخوان وبعض التيارات الإسلامية وأتمنى تحسنا أكثر،ولا مانع من كل هذا وعلى القوى الأخرى أن تبني نفسها في هذه الفترة لتكون المنافسة قوية وشريفة وشفافة، والخوف من الإخوان هو أنهم يقومون على مبدأ الطاعة ومن يختلف معهم يكون ضدهم، ولكن لو غيروا هذا فلا مانع من حصولهم على الأغلبية في الانتخابات المقبلة فهذا حقهم.
* هل في رأيك ممكن الأوضاع تعود في مصر في يوم ما إلى ما كانت عليه في عهد مبارك وتسيطر فئة على الحكم وتمارس ديكتاتورية على بقية الفئات؟
- التاريخ بيقول كده، بيقول عن ده هيحصل، ولكن الرهان على التكنولوجيا الحديثة و"فيسبوك"، فالشي الذي كان يتميز به الإخوان من قدرتهم على حشد الجموع، ضربها الشباب في "فيسبوك" ويستطيعون الآن جمع نصف مليون شاب في ساعتين، فأنا اعتقادي أن الأوضاع لن تعود للديكتاتورية ولكن التاريخ يقول إنها ستعود، فنحن قمنا بثورة 23 يوليو وهي ثورة عظيمة وعشنا الحرية بعض الوقت ثم عشنا بعدها أبشع عصور الديكتاتورية في عهد مبارك.
* هل شعرت في لحظة أن ثورة 25 يناير فشلت؟
- لا لا، لم ولن تفشل أبدا إنشاء الله، الثورة خلاص نجحت، وشالت النظام الديكتاتوري وألغت التوريث، وعدلت الدستور، وحتى لو لم يكن الدستور أولا فهناك حقوق محفوظة وهي ان مدة رئيس الجمهورية 4 سنوات ومدتين فقط ومجلس الشعب تغير والحكومة هتتغير، وبالتالي الثورة نجحت نجاحا ساحقا، فأنا كنت بقول لزملائي إنه في بداية 2011 أنا خلاص هسيب الشغل وهقعد في بيتنا لأن جمال مبارك كان هو اللي هيمسك الحكم وأنا وهو ما كناش بنطيق بعض، لا هو كان بيحبني ولا أنا كنت بحبه، وكان لما يشوفني يدور وشه الناحية التانية وأنا كذلك، وأنا بصراحة سألت نفسي كثيرا ليه هم سايبني أشتغل في التليفزيون برغم كرههم لي؟.. وكنت أعتقد أنهم أرادوا أن يكملوا الشكل الديمقراطي بوجودي في تليفزيون الدولة، ولكن في الحقيقة لولا الثورة كان زماننا داخلين على توريث وكان زمان العناصر الفاسدة اللي جوة السجن دي لسة بتحكمنا، دول كان عليهم شوية غباء، يعني أنا شهبتهم بأحمد مظهر وعادل إمام في فيلم "لصوص لكن ظرفاء" مكانش عندهم فكرة عن البطيخ، ووقعوا زي الفراخ، يعني مكانوش معلمين ولا كان عندهم ذكاء، ومعرفش إزاى دول كانوا بيحكموا البلد.
* هل تفكر فعلا في ترك قناة التحرير؟
- لا إطلاقا فأنا مستريح فيها جدا حاليا، وأنا من النوع الذي يحب الاستقرار، ولا أحب التنقل كثيرا، وأنا مكنتش متوقع إن القناة وبرنامج في الميدان سيحققان هذا النجاح السريع، لكن الحمد لله نجحنا بسرعة كبيرة.
* متى تفكر في الاعتزال؟
- لا أنا لا أفكر في الاعتزال، أصلي هعتزل ليه؟.. هقعد في البيت أعمل ايه؟.. يعني أنا ممكن أخفف شوية من الشغل لكن ما بحبش قعدة البيت، وعايز أحس اني بعمل حاجة في البلد، أصل أنا كنت في الأول شايف ان أنا وجيلي فاشلين وبرغم أننا عارضنا وكنا بنتكلم لكن كنت حاسس إننا فاشلين وإن كل كلامنا مالوش لازمة، لكن بعد اللي حصل الواحد شعر بأن كلامه كان ليه فايدة وإن فيه شباب جددوا فينا الأمل والحمد لله.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.