فى الوقت الذى أطلق فيه مؤيدو الرئيس عبد الفتاح السيسى، حملة تحت اسم "علشان تبنيها"، والتى تطالبه بالترشح لفترة رئاسية ثانية فى الانتخابات القادمة، دشن المعارضون فى المقابل حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعى تحت شعار "مش عايزينك"، تدعوه للرحيل وعدم الترشح مرة أخرى، ما أثار تساؤلات حول أسباب ودوافع كل حملة، وأيضًا الأهداف الحقيقية لكل منها. وأطلق مؤيدون للسيسى، حملة "علشان تبنيها"؛ لمطالبته بالترشح لفترة ثانية، ومن بينهم حزب "مستقبل وطن" و"تحالف دعم مصر", بالإضافة إلى أعضاء من مجلس نواب وشخصيات سياسية وفنية. وردًا على تلك الحملة، دشن المعارضون للرئيس حملة أخرى، على مواقع التواصل الاجتماعى بشعار "مش عايزينك"، لكنهم لم يتمكنوا من التحرك بها أبعد من العالم "الافتراضى". وشهدت مواقع التواصل الاجتماعى، حرب تدوينات بين مؤيدى حملة "عشان تبنيها" المؤيدة للرئيس، و"مش عايزينكم"، المعارضة له. السفير معصوم مرزوق، القيادى ب "تيار الكرامة"، ومساعد وزير الخارجية الأسبق، رأى أن "المعنى الظاهر من حملتى "علشان نبنيها" و"مش عايزينك"، يوحى بأنهما يطالبان الرئيس السيسى بعدم الترشح لفترة رئاسية ثانية، نظرًا للتدهور الذى آلت إليه أوضاع البلاد". وفى تصريح إلى "المصريون"، أضاف مرزوق، "أن الحملتين معارضتان للرئيس، فالأولى التى تحمل شعار "عشان تبنيها"، من الواضح أنها رأت أن الرئيس لم يحقق خلال الأربع سنوات الماضية أى إنجازات، لذا أطلقت تلك الحملة لكى تطالبه بشكل غير مباشر وذكى ومهذب بعدم الترشح؛ حتى لا تسوء الأوضاع أكثر من ذلك"، مضيفًا "لو كانت هناك إنجازات تحققت، أو أنه بنى الدولة، ما أطلقوا هذا المصطلح على تلك الحملة". وأوضح، أن "الحملة الأخرى التى تحمل اسم "مش عايزينك"، والتى تطالبه بالرحيل وعدم الترشح، تتماشى مع ما يراه قطاع عريض من المواطنين، لا سيما بعد التدهور الذى لحق بكل المجالات، ومنها السياسية والاقتصادية والخارجية، وكان آخرها خسارة السفيرة مشيرة خطاب فى انتخابات اليونسكو. مرزوق لفت إلى أن "الأفضل والأصلح للرئيس وللمواطنين وللقوات المسلحة، عدم ترشحه لفترة رئاسية ثانية"، مشيرًا إلى أن الفترة القادمة ستشهد تدشين حملات كثيرة منافقة تطالبه بالترشح، لذا لابد أن يقطع الطريق عليها ويعلن عدم الترشح". وتابع: "لا أنتمي ولست عضوًا بأى من هذه الحملات، لكن أُحيى الحملتين، وأرى أن الحملة التى أطلقها المؤيدون، هى محاولة خبيثة منهم لتوصيل رسالة بشكل مؤدب". وقال مجدى حمدان، القيادى السابق بجبهة الإنقاذ، إن حملة "علشان نبنيها"، تدعمها وتقف وراءها أجهزة الدولة المختلفة، مشيرًا، إلى أن أبرز المؤيدين لها هم الفنانون وأذرع النظام، والمنتفعون من بقائه. وأوضح حمدان ل"المصريون"، ، أن "إخفاقات النظام المتتالية فى جميع الملفات، السياسية والاقتصادية وملف المياه، وأيضًا التفريط فى الأرض، دفع المعارضين إلى تدشين حملة "مش عايزينك"، ردًا على الحملة الأولى؛ للتأكيد على أن الرئيس أصبح غير مناسب، ولا يصلح لفترة رئاسية ثانية". القيادى السابق بجبهة الإنقاذ، "قال إن النظام يكيل بمكيالين، ففى الوقت الذى يسمح فيه للحملة المؤيدة له بجمع توقيعات من المواطنين، لا يمنح المعارضين الحق ذاته". واستطرد: "أتمنى أن نتمتع بجزء من الحرية التى كنا نمارسها وقت حكم جماعة الإخوان، فقد قمنا فى حملة تمرد بطباعتها ونشرها وتجميع التوقيعات من المواطنين، دون أن يعترضنا أحد"، مؤكدًا، "أن الحملة المضادة إذا تم السماح لها بالتواصل مع الجماهير، فسوف تجمع ما لا يقل عن 50 مليون توقيع". من جانبه، قال الدكتور حازم توفيق، أحد مؤسسى حملة "علشان تبينها"، إن الحملة تعقد ندوات ولقاءات لتعريف المواطنين بحجم الانجازات التى تمت خلال الفترة الرئاسية الأولى للرئيس. وأضاف في مداخلة هاتفية لبرنامج "صباح أون"، المذاع عبر فضائية "أون لايف"، أن "الحملة لاقت رواجًا جماهيريًا ضخمًا من كل شرائح المجتمع المصرى من خلال التوقيع على استمارة تفويض الشعب للرئيس عبد الفتاح السيسى، لكى يتصدى للإرهاب وإعادة استقرار البلاد". وأوضح الحملة لها صفحة رسمية على مواقع التواصل الاجتماعى ترصد كل ما يتعلق بها. ووقع على استمارة "علشان تبنيها"، المطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم، وأشرف رشاد رئيس حزب مستقبل وطن، والإعلامى خالد صلاح، وزوجته شريهان أبو الحسن، وطارق سليمان مدرب حراس المرمى بالنادى الأهلي، وطارق يحيى مدرب عام فريق الزمالك - وخالد أبو بكر المحامى الدولي، ورئيس شركة راديو النيل، والفنانة نسرين أمين، والنائبة غادة صقر، والكابتن هانى رمزى المدير الفنى للاتحاد السكندرى، والفنانة وفاء عامر، والإعلامية أسماء مصطفى.