واصل العشرات من النشطاء إضرابهم عن الطعام أمام مجلس الوزراء بشارع القصر العينى، للمطالبة بتطبيق العزل السياسى وعمل محاكمات ثورية لرموز نظام حسنى مبارك، إذ ارتفع عدد المضربين عن الطعام إلى 50 مضربًا. وقام المشاركون في الإضراب بتعليق قائمة جديدة بأسماء المنضمين إليهم بعد انسحاب عدد من المضربين وانضمام آخرين مطالبين نواب مجلس الشعب بسرعة الانضمام إليهم فى مطالبهم المشروعة، بينما تمدد عدد منهم على الأرض من شدة الإعياء ونقل بعضهم للمستشفيات فيما تلقى بعضهم العلاج من خلال عيادة متنقلة. وزار عدد من أعضاء مجلس الشعب المعتصمين وأعلنوا تضامنهم معهم، ومن أبرزهم زياد العليمى، ومصطفى الجندى، وأمين إسكندر، ومحمد الكردى، بالإضافة إلى خالد على المرشح السابق للرئاسة، والشاعر تميم البرغوثى. وقال شادى الغزاوى، أحد المضربين إن إضرابهم مستمر لحين تضامن أعضاء مجلس الشعب معهم، والاعتصام تحت قبة البرلمان، أو الانضمام لاعتصامهم للمطالبة بتطبيق العزل، موضحًا أن البعض خرج من الإضراب بعد تعرضهم لمشاكل صحية، وأن غيرهم دخلوا معهم وعلقوا لافتات كتبوا على بعضها "نموت ونحن ندافع عن حقوق الشهداء خير من أن نعيش أذلاء" و"مضربون لحين تطبيق قانون العزل". من جهته، أكد المتحدث باسم حركة شباب 6 إبريل محمود عفيفى أن الموجودين عند مجلس الوزراء يعبرون عن وجهتهم الشخصية ولا يتحركون بشكل تنظيمى، مشيرًا إلى أن حركته تبحث مع القوى السياسية الأخرى فى تنفيذ فاعليات جديدة خلال الأيام المقبلة، سيعقدون من خلالها سلسلة من اللقاءات الشعبية لتوعية الجماهير من أجل عزل شفيق. على جانب آخر، عاد الهدوء إلى ميدان التحرير بعد اشتباكات عنيفة وقعت فجر الاثنين بين عدد من الباعة الجائلين مستخدمين فيها الأسلحة البيضاء تبادلوا خلالها الرشق بالحجارة، كما قاموا بإطلاق العديد من طلقات الخرطوش الأمر الذى أدى إلى وقوع بعض الإصابات لعدد من البائعين المجاورين لمدخل شارع محمد محمود، بينما قام عدد من البلطجية بحرق خيام أحد الباعة.
فيما نظم العشرات وقفة صامتة ظهر أمس بالميدان لإحياء ذكرى الأربعين لوفاة عاطف الجوهرى شهيد أحداث العباسية وخرجوا فى مسيرة لزيارة إلى قبر الشهيد بقرية منية دهشور والتى تبعد عن منطقة الهرم 35 كيلو مترًا. وقال علاء رجب زميل الجوهرى إنه لقى مصرعه إثر إصابته بطلقات نارية فى الرأس خلال أحداث العباسية، مضيفًا أنه كتب على حسابه الشخصى بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" قبل استشهاده ب 3 ساعات: "مش قادر أنام بقالى 3 أيام خلاص تعبت وعاوز ارتاح". من ناحية أخرى، أكد سماسرة ووسطاء عقاريون يعملون بمنطقة وسط القاهرة، ارتفاع نسبة المعروض للبيع من المحلات والوحدات السكنية خاصة المجاورة لمناطق ميدان التحرير والشهيد عبد المنعم رياض والمنطقة المحيطة بمقر وزارة الداخلية. وأشاروا إلى أن ارتفاع نسبة المعروض من المحلات الموجودة بمنطقة التحرير وخاصة القريبة من الميدان بنسبة لا تقل عن 40% خلال الفترة القليلة الماضية خاصة بعد عودة المظاهرات والمليونيات مرة أخرى للميدان. وقال خالد عبد الباقى وسيط عقارى، إن أغلب أصحاب المحلات بدأوا التفكير فى بيع محلاتهم منذ انطلاق الثورة المصرية قبل عام ونصف العام بعدما تم تدميرها على يد بعض البلطجية أثناء التظاهرات التى صاحبت الثورة لكن الجو لم يكن مناسباً لبيعها أو مجرد عرضها للبيع، مبينًا أنه بعد عودة الاستقرار وانتهاء المظاهرات فى منطقة وسط البلد بدأ أصحاب المحال يعاودون فتح محالهم لكن حركة البيع والشراء كانت محدودة بسبب تخوف الكثير من المصريين خاصة السيدات من النزول إلى منطقة التحرير مما نتج عنه حدوث خسائر فادحة لأصحاب المحلات. وأوضح أن المشكلة التى تواجه أصحاب المحال فى منطقة وسط البلد لا تتمثل فقط فى عدم وجود مشترين ولكن أيضًا تراجع أسعارها بشكل حاد يصل إلى أكثر من 50%، حيث كان سعر المحل الكائن على أى شارع رئيسى بمنطقة التحرير يتجاوز مليون جنيه لكن فى الوقت الحالى لا يتجاوز سعره 500 ألف جنيه فقط، ورغم انخفاض أسعار المحال بهذه النسب لكنها لا تشكل عامل جذب لمشترين جدد. وأكد أحمد فولى يعمل بشركة سياحة بمنطقة التحرير أن المشكلة لا تتمثل فقط فى التظاهرات وتحطيم أغلب المحال على يد بعض البلطجية الذين يتسللون وسط الثوار ويحاولون السطو على الشركات والمحال المجاورة لمنطقة التحرير ولكن أيضًا تواجه أغلب شركات السياحة الموجودة فى المنطقة شبح الإفلاس بسبب تراجع حركة السياحة وحركة الحجز فى شركات الطيران.
وأوضحت هدى عبد الله وتعمل بمحل بشارع طلعت حرب أن هناك مشكلة انتشار الباعة الجائلين وأصحاب الفرش الذين استغلوا غياب الأمن وشرطة المرافق واستولوا على الأرصفة الموجودة أمام المحال مما جعل هناك صعوبة فى دخول وخروج الزبائن والعملاء للمحلات، مشيرة إلى تراجع حركة البيع والشراء بنسبة لا تقل عن 60% خلال الفترات الأخيرة خاصة بعد عودة المظاهرات إلى منطقة التحرير.