ليفانون: أمر كارثي أن يعتمد السلام بين الدولتين على الاستخبارات والأمن فقط دعا إسحاق ليفانون، السفير الإسرائيلي الأسبق لدى مصر، بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى عقد لقاء مع القيادات في مصر بعيدًا عن أعين الإعلام، محذرًا من خطورة اختزال العلاقات مع الجارة الجنوبية في الملفين الأمني والاستخباراتي. وقال ليفانون في مقال نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "أمر كارثي أن يعتمد السلام بين القاهرة وتل أبيب على الجانب الأمني فقط"، إذ أن "اهتمام مصر وإسرائيل المشترك فيما يتعلق بالدفاع عن اتفاق كامب ديفيد، لن يتم تأكيده إلا عبر بوابة المصالح الاقتصادية والثقافية والسياسية، أما التركيز على موضوع واحد -الأمني- فلن يستمر لفترة طويلة". وأضاف أنه "في جلسة نقاش جرت مؤخرًا بالكنيست، تبين أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لديه علاقات مؤسسة فقط على الجانب الأمني والاستخباراتي فقط مع القاهرة، علاقات من هذا النوع تكون قائمة حينما تكون هناك مشكلة أو عدو مشترك للدولتين، وهو الوضع الذي سينتهي مع اختفاء المشكلة أو الخطر، وهذا هو الحال بيننا اليوم وبين مصر". وتابع: "في مقابل هذا الوضع، فإن العلاقات المؤسسة على قطاع متنوع من المصالح مثل الاقتصادية والتجارية والثقافية والسياسية وغيرها، هو ضمان لاستمرار هذه العلاقات، وهذا الأمر غير متوفر بيننا وبين المصريين في هذه الأيام". وواصل: "كل دولة ستفكر جيًدا ما الذي ستخسره من مصالحها حينما تتخذ إجراء متطرفًا ما في علاقاتها الثنائية بدولة أخرى؛ هذا ما حدث حينما فكرت مصر قبل مواجهتها مع قطر، ولهذا فأي مصلحة تتحقق لإسرائيل إذا ما قررت مصر لسبب ما أي كان، تقليص العلاقات أكثر معها؟". ولفت إلى أنه "حتى في فترة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك أخذت العلاقات الثنائية بين القاهرة وتل أبيب في التقلص؛ فبعد اغتياله سلفه أنور السادات بحث مبارك عن طرق يعود من خلالها للعالم العربي، ولهذا فقط فعل ما فعل مع إسرائيل، فما كان من الأخيرة إلا اتباع سياسة الصمت، وكأنها صماء ولم تقم بأي رد فعل، واليوم لم يتبق من العلاقات الثنائية مع القاهرة إلا اتفاقية (الكويز)، وهو اتفاق ثلاثي بين مصر وإسرائيل والولايات المتحدة يوفر الرزق لمئات العائلات المصرية". واستطرد ليفانون: "مصر أضرت باتفاق الغاز مع إسرائيل، وقلصت عمليات سفارتها لكنها لم تمس باتفاق (الكويز) لأنه مصلحة مصرية جلية وواضحة، اليوم لا يوجد سفير أو سفارة لنا بالقاهرة، ليس لدينا مصالح مشتركة معها تدافع عن وتحمي السلام، من هنا تأتي خطيئة حكومة نتنياهو في تفضيلها الجانب الأمني، خاصة أن هذا الجانب مؤقت". ومضى السفير الإسرائيلي الأسبق لدى مصر، قائلاً: "على نتنياهو وكبار الدولة أن تبادر بعقد قمة مع قادة مصر، بعيدًا عن أعين الإعلام، لتحديد برنامج فعال سريع لإعادة السفير وطاقمه للقاهرة، والعمل على تكثيف العلاقات الثنائية في كل القطاعات، وكما تفعل تل أبيب مع سفارة القاهرة على أراضيها، التنازل من جانب إسرائيل والاكتفاء بالصلة الأمنية الاستخباراتية فقط من شأنه أن يعرض كامب ديفيد للخطر". وفي يونيو الماضي، كُشف النقاب عن لقاء سري، عُقد العام الماضي في القاهرة، بين الرئيس عبدالفتاح السيسي، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقالت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية، إن رئيس المعارضة الإسرائيلية يتسحاق هرتسوج، شارك في اللقاء الذي عقُد في شهر إبريل من العام 2016. ولفتت إلى أن هذا اللقاء، هو الثاني الذي عقد بين السيسي ونتنياهو وهرتسوج، بعد اللقاء الذي عُقد سرًا أيضًا في مدينة العقبة الأردنية في فبراير 2016، بمشاركة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري.