أعدادهم تقارب ستة ملايين، وأصواتهم لا يسمعها أحد لكنهم كتلة مؤثرة توجهت إلى صناديق الاقتراع لاختيار رئيس لمصر يتلمس أحوالهم، ويتكلم باسمهم. " المصريون" قضت ساعات مع عدد من الناخبين من الصم والبكم، والذين أصروا على الإدلاء بأصواتهم أمس فى مدرسة الكواكب التجريبية للغات بشارع دمشق بمصر الجديدة، ووقفوا فى الطابور نصف ساعة حتى تم السماح لهم بالإدلاء بأصواتهم، قائلين بلغة الإشارة "نحن هنا"، ولا بد أن يسمعنا جميع المرشحين. "المصريون" استعانت بالمترجمة الخاصة لمرضى الصم والبكم نجلاء طلعت الدغيدى، والتى رافقتنا فى الجولة معهم داخل لجنة الإقتراع، ونقلت لنا آراءهم واختياراتهم فى سباق الرئاسة. محمد أنور صابر.. أخذ يتحدث معى بإشارات لم أفهمها ولكن تدخلت الدغيدى مشيرة إلى قوله بأنه فرحان لأن هناك من جاء ليسمع رأيه. أكل قائلا: عمرى 44 عاما متزوج من سيدة من مرضى الصم والبكم، ولدى ثلاثة من الأبناء، وأملى أن يكون لدينا اتحاد أو نقابة تتحدث بالنيابة عنا وتعرض مشاكلنا وتكون مخصصة للصم والبكم. أضاف بإشارات يديه: للأسف الشديد لا توجد جهة تعبر عن حقنا وكلمة واحدة أحب أن أقولها إن الصم والبكم خرجوا عن صمتهم وإذا لم تتوافر جميع مطالبنا فسوف نقيم ثورة ولن يستطيع أحد أن يمنعنا من المطالبة بحقوقنا حتى المترجمين يحصلون على أموال على حسابنا ولكنهم لا يقولون ما نريد أن نقوله. وعندما سألته عن رأيه فى مرشحى الرئاسة، ومن سوف ينتخب فأجاب "بالنسبة للمرشحين أنا مش مقتنع بأى حد لأنهم كلهم مش مهتمين بينا ولا حاسين باللى جوانا.. كفاية الظلم اللى وقع علينا أثناء تولى حسنى مبارك الحكم.. كانت سوزان مبارك تأخذ أموالاً من الخارج على حسابنا ولم تهتم بنا يوما واحدا فيكفى الظلم.. وآخر حاجة أحب أقولها لأى رئيس احترس مننا.. عمر صمتنا ما هيمنعنا عن حقنا أبدا ولازم ناخد حقنا وربنا معانا". عم عبد القوى حزيم 60 عاما التقط خيط الحديث قائلا "أنا هانتخب عبد المنعم أبو الفتوح لأنه اتكلم عننا وأكيد هايهتم بينا". أضاف: مبسوط قوى إنكم جيتوا واهتميتوا بينا والحمد لله إنكم سمعتونا وقلبكم معانا أنا بقالى أربعين سنة بصرخ بقلبى وبقول حرام وكفاية ظلم.. إحنا بنى آدمين ومحدش سمعنا.. أنا حضرت عصر جمال عبد الناصر وأنور السادات وحسنى مبارك ومفيش حد فيهم حس بينا، لكن جمال عبد الناصر وأنور السادات كانوا بيفكروا يسمعونا لكن ماحصلش، إنما بالنسبة لمبارك فكانت طبعا سوزان بتاخد فلوس وتبرعات لينا.. ولكنها كانت تأخذهم لحسابها وعمرها ماحست بينا. محمود توفيق جاد 62 عامًا، أكد أنه قبل أن يدلى بصوته يريد رئيسا يوفر للصم والبكم فرص عمل نفسنا ومرتبات كويسة. وأضاف " مافيش فلوس خالص والمفروض يبقى فى رعاية واهتمام بينا وعدم اهتمام الدولة بينا أثر فى نفسيتنا قوى.. تعالوا بصوا على الدول العربية والأوروبية عندهم نقابة خاصة بالصم والبكم وبيخفضوا ليهم أسعار الأجهزة التى نستطيع أن نتواصل من خلالها مع العالم الخارجى.. وكمان السودان الدولة الفقيرة لديها اتحاد للصم والبكم". عندما سألناه عن المرشح الذى يرغب فى انتخابه فأجاب "أنتخب حمدين صباحى لأنه ناصرى وتحدث عنا فأكيد هايبقى كويس". محسن فهمى الخولى 57 عامًا متزوج يقول "نفسى فى حاجات كتير قوى.. نفسى يعملوا فريق كوره خاص بالصم والبكم.. ونفسى يعملوا نقابة تتكلم عنا.. حقنا ضاع ومفيش حد بيسمع لنا وعمر ما حد حس بينا وعمرنا ماهنتنازل عن مطالبنا وأهمها اتحاد الصم إحنا خلاص تعبنا عاوزين مجلس الشعب يتكلم عننا مفيش حد بيسمعنا حسوا ياعالم بينا". عم لاشين توفيق محمد، البالغ من العمر 62 عاما متزوج ولديه بنتان قال "إحنا مبسوطين إنكم جيتوا وسمعتونا وحسيتوا بينا إحنا عاوزين اتحاد مستقل بينا علشان يضع لوائح فى كل الجهات الحكومية والخاصة لكى تتوفر لنا كل الاحتياجات". تابع بنبرة حزينة: أنا روحت المرور علشان أطلع رخصه لأنى مش بعرف أوقف تاكسى وأقوله أروح فين فرحت المرور أطلع رخصة قيادة وفضلت أكلم الضابط وأكتب له فى ورقة وهو مش فاهم حاجة وبدأ يضحك عليا وطردنى من مكتبه وكتبلى إنه ماينفعش تطلع لى رخصة على الرغم من إن المعاقين جسديا بيطلع لهم رخص إلا إحنا.. وكمان بيوفروا ليهم سيارات مجهزة تساعدهم على القيادة إنما إحنا بنشوف وبنتحرك ومش راضيين علشان إحنا مالناش صوت نطلعه".