تعول مصر كثيرًا على السعودية التي تمتلك استثمارات ضخمة في إثيوبيا لحل الأزمة، خصوصا بعد تحسن المواقف كثيرًا عن الفترات السابقة التي شهدت شد وجذب بسبب ملفات إقليمية ومنها الملف السوري، وأزمة جزيرتي "تيران وصنافير". ولعل الأحداث الأخيرة قد حيّدت دولة قطر عن التدخل في الأزمة، لاسيما وأن أحد مسؤوليها زار سد النهضة سابقًا، في الوقت الذي تبحث فيه مصر حاليًا عن توحيد الموقف الخليجي والعربي تجاه أزمتها مع إثيوبيا، لاسيما وأن الدول الخليجية باتت على قناعة بأن مصر دولة مهمة بالنسبة لها، بل من الممكن أن تكون أفضل من دولة أخرى داخل مجلس التعاون الخليجي. وقال الدكتور حسام مغازي، وزير الري الأسبق، إن "الدول الخليجية ليست محركًا أساسيًا في المشهد، لكن يمكن أن تكون وسيلة للضغط على إثيوبيا، على اعتبار أن أديس أبابا لن تجازف بكل الاستثمارات الخليجية على أرضها". وأضاف ل "المصريون": "تحسن العلاقات المصرية مع دول الخليج سيكون له انعكاس إيجابي ليس فقط على أزمة سد النهضة، بل على ملفات عديدة أخرى، لاسيما وأن مصر تستثمر زراعيًا في عدد من الدول الإفريقية". وأشار إلى أن زيارات المسئولين الخليجين للسد لم تكن موجهة ضد مصر في المقام الأول، بل كانت رسائل متبادلة بين كل طرف والآخر، لافتًا إلى أن مصر يهمها أن تحل أزمة سد النهضة بالشكل الذي لا يجعلها تتضرر مستقبلاً. من جانبه، أوصى الدكتور ضياء القوصي، الخبير المائي، ب "التعامل مع الموقف الحالي واستغلاله جيدًا، خصوصًا وأن هناك حالة ترابط حاليًا بين مصر وأشقائها في الخليج، لأن المواقف تثبت ذلك". وأوضح القوصي ل "المصريون"، أن "التجارب أثبتت أن إثيوبيا ليست الدولة التي يمكن التفاوض معها وإطالة فترة التفاوض، وهناك طرق أخرى منها ممارسة الضغوط سواء عن طريق "العقاب الاقتصادي". وعلى الرغم من ذلك، أكد القوصي أن "إثيوبيا يمكنها أيضًا الاستغناء عن أي استثمارات، لكونها تعتقد في سد النهضة أنه سيكون مصدر تنمية ضخم يغنيها عن أي استثمارات أخرى على أراضيها".