يشهد الحزب الوطني حالة من بركان الغضب بين قياداته بعد استمرار خسائره المتلاحقة على مدار أربع معارك انتخابية ما بين الجولة الأولى والإعادة والجولة الثانية والإعادة وما بين الاتهامات التي تلاحقه بتزوير إرادة الناخبين وتدخله السافر لإنجاح بعض رموزه خاصة الدكتور مصطفى الفقي بدائرة دمنهور وما تقوم به النيابة العامة من تحقيقات في ضوء العديد من الشكاوى التي طالت تلك الدائرة وما أدلت به المستشارة نهى الزيني من تصريحات عن تزوير فاضح لصالح مرشح الحزب الوطني وتأييد 137 قاضيا لها حول هذه الفضيحة. وأكدت مصادر رفيعة المستوى داخل الحزب الوطني إن هناك حالة من الخوف والرعب بين قيادته على مستقبلهم السياسي والحزبي في ضوء الفشل المستمر وعدم قدرتهم على إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد سقوط العديد من رموزه المعروفين على الساحة الدولية ومشاركتهم في العديد من المؤتمرات الدولية وخاصة السيد راشد وكيل مجلس الشعب والذي رأس العديد من الوفود البرلمانية التي مثلت مصر وأيضا الدكتور محمد عبد اللاه رئيس جامعة الإسكندرية وأحمد أبو زيد رئيس لجنة العلاقات الخارجية والدكتور يوسف والي نائب رئيس الوزراء ووزير الزراعة السابق ونائب رئيس الحزب الوطني والدكتور حسام بدراوي عضو لجنة السياسات ورئيس لجنة التعليم بمجلس الشعب والدكتور أمين مبارك رئيس لجنة الصناعة والذي رأس أيضا العديد من الوفود البرلمانية المصرية بعدد من المؤتمرات الدولية. وأكدت تلك المصادر أن هناك حالة من الرعب والقلق أيضا بين قيادات الحزب تخوفا من حالة الغضب التي أصابت رموزه بعد سقوطهم وتحسبا لأي رد فعل يقومون به ضد الحزب الوطني لتصفية الحسابات وكشف المستور. وتأتي هذه الأجواء في ظل قيام الحزب الوطني وقياداته المركزية بالبحث عن خطط جديدة لمواجهة المعركة الانتخابية للجولة الثالثة والتي يتنافس عليها 1774 مرشحا يوم الخميس القادم بمحافظات الدقهليةوالشرقية وسوهاج وكفر الشيخ ودمياط والبحر الأحمر وشمال سيناء وجنوب سيناء وأسوان لشغل 136 مقعدا . ويواجه مرشحي الحزب الوطني ل 136 نحو 49 مرشحا لجماعة الإخوان المسلمين ، يحظون بتفوق وقاعدة جماهيرية غير مسبوقة خاصة في محافظة الشرقية ودمياط والدقهلية . ويواجه مرشحي الحزب الوطني أيضا نحو 56 مرشحا من أحزاب المعارضة يأتي في مقدمتهم النواب حمدين صباحي ومحمد عبد العليم داود وضياء الدين داود وفؤاد بدراوي كما يواجه الحزب الوطني 1537 مرشحا مستقلا يأتي في مقدمتهم النائب محمد خليل قويطة وسامح عاشور ومرتضى منصور. وأكدت مصادر داخل الحزب الوطني أن سوء الاختيارات وعدم قدرة الحزب والحكومة على الوفاء بمتطلبات الجماهير من الأمور الخطيرة التي تواجه مرشحي الحزب ، متوقعة حدوث العديد من المفاجآت التي ليست في صالح الحزب ومرشحيه بعد أن فشلت خططه السابقة سواء من خلال ممارسة أساليب البلطجة والتزوير ومداهمة منازل المرشحين المنافسين واعتقال ذويهم وإرهاب الناخبين . وكشفت المصادر أن هناك فريق داخل الحزب الوطني قد حذر من خطورة موقف الحزب إلا أنه لم يلتفت إلى تحذيراته. من جانبهم ، شن عدد من أعضاء مجلس الشعب هجوما عنيفا على الحزب الوطني وسياسته الرامية إلى التكويش على كل شيء وقالوا في سخرية ماذا سيفعل الحزب الوطني في الجولة الثالثة بعد فشله في الحصول على الأغلبية رغم عمليات التزوير والبلطجة في مواجهة منافسيه خاصة مرشحي الإخوان . وقال النواب في سخرية إنه على الحزب الوطني ومرشحيه استخدام خطط أخرى منها القيام بعمل حفلات زار وقراءة "عدية ياسين" والتقرب إلى أولياء الله الصالحين وكنس السيدة زينب والسيدة نفيسة على المرشحين المنافسين وعمل "أحجبة" والاعتماد أيضا على السحر والشعوذة.