عمر عبد الفتاح عبد القادر مصطفى التلمسانى، المرشد العام الثالث لجماعة الإخوان المسلمين، وقد تميز بقدرته الفائقة على الحوار واحتواء معارضى الجماعة من التيارات العلمانية والإسلامية الأخرى فى مصر، ويعتبر التلمسانى هو مجدد شباب الجماعة، والذى أعاد تنظيمها بعد خروج أعضائها من السجون فى عهد الرئيس محمد أنور السادات. ولد عمر التلمسانى فى حارة حوش قدم بالغورية بمنطقة الدرب الأحمر يوم 4 نوفمبر سنة 1904، ونشأ فى بيت واسع الثراء، فجده لأبيه من بلدة تلمسان الجزائرية، جاء إلى القاهرة، واشتغل بالتجارة، وفتح الله عليه بالمال الوفير، فلجأ إلى القرآن يعتصم به، وتدثر بالانطواء على نفسه فكان يزكيها بجهد صامت واجتهاد كبير. حصل على ليسانس الحقوق، واشتغل بمهنة المحاماة، وفى شبين القناطر كان مكتبه، وظل يدافع عن المظلومين، حتى جاءت سنة 1933 التى التقى خلالها بالإمام الشهيد حسن البنا فى منزله، وبايعه، وأصبح من الإخوان المسلمين، وكان أول محامٍ يدخل جماعة الإخوان المسلمين، ودخل السجن فى أعوام: 1954، 1981، 1984. ترك التلمسانى مؤلفات عديدة فى مجالات الفكر الإسلامى والسياسة، منها: ذكريات لا مذكرات، شهيد المحراب، حسن البنا الملهم الموهوب، بعض ما علمنى الإخوان، فى رياض التوحيد، المخرج الإسلامى من المأزق السياسى، الإسلام والحكومة الدينية، الإسلام ونظرته السامية للمرأة، قال الناس ولم أقل فى عهد عبد الناصر، من صفات العابدين، يا حكام المسلمين... ألا تخافون الله؟، لا نخاف السلام ولكن، الإسلام والحياة، حول رسالة نحو النور، من فقه الإعلام الإسلامى، أيام مع السادات، آراء فى الدين والسياسة. توفى عمر التلمسانى يوم الأربعاء الموافق بمثل هذا اليوم عام 1986، بعد معاناة مع المرض عن عمر يناهز 82 عامًا، ثم صلى عليه بجامع عمر مكرم بالقاهرة، وكان تشييعه فى موكب شارك فيه أكثر من ربع مليون نسمة من الجماهير، فضلاً عن الوفود التى قدمت من خارج مصر، وحضر رئيس الوزراء، وشيخ الأزهر، وأعضاء مجمع البحوث الإسلامية ورئيس مجلس الشعب، وبعض قيادات منظمة التحرير الفلسطينية، ومجموعة كبيرة من الشخصيات المصرية والإسلامية، إلى جانب حشد كبير من السلك الدبلوماسى العربى والإسلامى، حتى الكنيسة المصرية شاركت بوفد برئاسة الأنبا جريجوريوس فى تشييع الجثمان. وعلقت إذاعة راديو أمريكا على جنازته بقولها: إن هذه الجنازة أظهرت قوة وفعالية التيار الإسلامى فى مصر خاصة أن أغلبية من حضروا كانوا من الشباب.