بعنوان "التقرير السري للمخابرات الأمريكية الذي حاول توقع المستقبل ولم ينجح في ذلك" قالت صحيفة "يسرائيل هايوم" العبرية إنه "في الأول من فبراير 1977 أعد رجال الاستخبارات الأمريكية (سي أي إيه) وثيقة سرية بعنوان (مذكرة استخباراتية ..انتخابات تل أبيب وتأثيرها على مفاوضات السلام) كشف عنها مؤخرا". ووقعت القاهرة وتل أبيب اتفاقية كامب ديفيد في ال 17 من سبتمبر 1978 بين الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن، وذلك بعد 12 يوما من المفاوضات في منتجع كامب ديفيد الرئاسي في ولاية ميريلاند القريب من عاصمة الولاياتالمتحدةواشنطن. وأضافت الصحيفة أن "رجال الاستخبارات ومن خلال هذه الوثيقة كانوا يحاولون تحليل النتائج المحتملة للانتخابات ودرجة تأثيرها على السياسة الإسرائيلية؛ خاصة فيما يتعلق بمفاوضات السلام مع دول عربية، وتنازل تل أبيب المحتمل عن أراضي في سيناء وهضبة الجولان، وكان جزءا من التقديرات قد تحقق بمرور الأيام؛ فقد تم التوصل لاتفاق سلام بين القاهرة وتل أبيب تحت حكومة مناحيم بيجن الذي فاز في انتخابات 77”. وجاء في الوثيقة -وفقا للصحيفة العبرية – إن "فرص تشكل حكومة وحدة وطنية مكونة من حزب العمل اليساري واليمين بزعامة الليكود كبيرة، ومع حكومة من هذا النوع يمكننا الثقة أن تل أبيب ستطلب ثمنا مرتفعا للتنازل عن أراضي في سيناء وجنوب الجولان أكثر مما العرب مستعدون لدفعه". كما نصت على أنه "قيادات إسرائيل ستعارض كل خطوة أمريكية لإجبارهن على تقديم تنازلات كبيرة، وأن هذه القيادات لا تثق في العرب وتخشى أن تؤدي التنازلات إلى فتح شهية العرب في مزيد من الأراضي التي لا تنوي إسرائيل إعادتها لهم". وأضافت "إذا تشكلت حكومة بزعامة شيمون بيريز -زعيم حزب العمل- فإنها ستتبنى خطا استقلاليًا وهجوميًا فيما يتعلق بالمفاوضات مع العرب، وسيحاول بيريز إدارة مباحثات صعبة لكنه سيكون مستعدا لاتفاقات مؤقتة مع كل من سوريا ومصر لإنهاء حالة الحرب مقابل تنازلات". وقالت الوثيقة "إذا تشكلت حكومة بزعامة الليكود -وهو ما حدث فيما بعد برئاسة مناحيم بيجن- ستحاول أن تخفف الموقف المتعنت لتل أبيب إزاء السلام وتؤكد استعدادها لحلول وسط فيما يتعلق بالجولان وسيناء مقابل سلام حقيقي مع العرب، ورغم ذلك فإن حكومة يمينية بقيادة مناحيم بيجن ستتطلب ضغطا أمريكيا قويا من أجل دفع تل أبيب لتقديم تنازلات". وأوضحت"كرئيس لأول حكومة في تاريخ إسرائيل يتولاها اليمين وليس أحزاب اليسار، من شأن بيجن أن يقوم بتغييرات في سياسات تل أبيب على الصعيدين الداخلي والخارجي، بيجن هو رجل مبادئ وقناعات قوية، ورغم أن مواقفه قد تكون صارمة ومتعنتة إزاء السلام مع العرب، إلا أنه بعد انتخابه رئيسا للوزراء سيكون هناك تغيير في أسلوبه، ويتعامل كرئيس حكومة محنك وخبير على صعيد القيادة الوطنية". وجاء في الوثيقة"بيجن دائما ما عارض تقديم تنازلات من قبل إسرائيل فيما يتعلق بالضفة الغربية وقطاع غزة أو العودة لحدود 67 لكن أظهر موقفا منفتحا فيما يتعلق بتنازل إسرائيل عن هضبة الجولان وشبه جزيرة سيناء، لقد أعلن أن حكومته ستشجع إقامة مستوطنات في الضفة من منطلق اهمية هذه المنطقة استراتيجيا فيما يتعلق بأمن إسرائيل، كما أنه معارضا لإقامة دولة فلسطينية وأي محاولة للتفاوض مع منظمة التحرير". وختمت "في المقابل أعرب بيجن عن موافقته للتفاوض المباشر مع الدول العربية، وقال مؤخرا إن تل أبيب ستكون مستعدة للمشاركة في مؤتمر سلام دولي مع دول عربية بجنيف، ورغم معارضته فيما يتعلق بالشأن الفلسطيني إلا أنه يعتقد أنه على كل المشاركين بجنيف أن يصلوا بدون شروط مسبقة، وأن كل الملفات يمكن طرحها على بساط المباحثات". وأضافت"بيجن يؤمن أن اللقاء وجها لوجه مع قيادات عالمية يمكنها أن تحدث تغييرات وتجلب حلا لمشكلات دولية، ومن منطلق هذا الاعتقاد، أعلن ان أمريكا وإسرائيل يمكنهما التوصل إلى تفاهمات في الشأن العربي ومواصلة التاريخ الطويل من الود والصداقة بين تل أبيب وواشنطن، بيجن يؤيد أيضا موقف الرئيس الأمريكي جيمي كارتي فيما يتعلق بحقوق الإنسان ويرى في الولاياتالمتحدة قائدة للعالم الحر".