جدل واسع تفجر في مصر في أعقاب استقبال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للناشطة الحقوقية آية حجازي أمس بالبيت الأبيض، بعد إرسال طائرة عسكرية إلى مطار القاهرة نقلتها هي وزوجها محمد حسنين، وأربعة آخرين مفرج عنهم في نفس القضية إلى الولاياتالمتحدة. وتراوحت ردود الفعل بين من اعتبر أن "ترامب تعمد إهانة الشعب المصري، وأن هيبة الدولة سقطت أمام المجتمع الدولي"، وبين من رأى أن "الرئيس عبدالفتاح السيسي لم يخطئ، بل تعامل بحكمة مع القضية، وأن ذلك لن يكون له تأثير على شعبيته". وقال حسين بدران، عضو "الاتحاد المصري لحقوق الإنسان"، إن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تريد إرسال رسائل إلى الجميع وخاصة دول الشرق الأوسط، بأنها تتعامل بلغة القوة، وأن دولة بحجم مصر ومكانتها في المنطقة والعالم العربي والإسلامي وحضارتها لم تستطع مقاومة طلب ترامب". وأضاف بدران ل"المصريون"، أن "ما حدث يعد إسقاطًا لهيبة الدولة أمام العالم"، موضحًا أن "إدارة ترامب تعمدت إهانة الدولة المصرية خلال عهد السيسي، كما حصل في التقاط صورة للسيسي وهو يقف خلف ترامب الجالس على الكرسي وحيدًا في البيت الأبيض". من جانبه، قال المحامي حافظ أبوسعدة، رئيس "المنظمة المصرية لحقوق الإنسان"، إن "قضية آية حجازي كانت حديث المرشحين في الانتخابات الأمريكية، وبالتالي عندما فاز ترامب وتولى مقاليد الحكم، قام بتنفيذ أهم الوعود في برنامجه الانتخابي بالإفراج عنها". وأوضح أن "اهتمام السيسي بالقضية كان بهدف توطيد العلاقة مع ترامب، بعد أن تدهورت العلاقة في عهد الرئيس السابق بارك أوباما". وأثارت القضية، توترًا في العلاقات بين مصر وإدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، في أعقاب اعتقال وزارة الداخلية المصرية لآية وزملائها، في عام 2014. وأضاف أبو سعدة ل"المصريون"، أن "ما حدث يصب لصالح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من حيث ارتفاع شعبيته بعد الاستقبال الحافل لآية حجازي بالبيت الأبيض"، مختلفًا مع التفسيرات بأن ذلك سيؤثر على شعبية السيسي داخليًا وخارجيًا. وكانت آية و7 متهمين آخرين كانوا قيّد الاحتجاز لمدة 3 سنوات في مصر، محبوسين على ذمة قضية "الاتجار في البشر" حتى تم الإفراج عنها في الأسبوع الماضي. وحجازي 30 عامًا، أنشأت مؤسسة "بلادي" وهي منظمة غير حكومية تسعى لتوفير حياة أفضل لأطفال الشوارع. ووفقًا لتقرير نشره موقع «فوكس نيوز» الإخباري، التقت الناشطة آية حجازي الرئيس ترامب، في مكتبه بالبيت الأبيض، أمس الجمعة، وقد اعتلى وجهها بسمة واضحة، عقب عودتها إلى الولاياتالمتحدة في وقت متأخر الخميس الماضي. وعلق الرئيس الأمريكي في ختام لقائه مع حجازي: "نحن سعداء جدًا بعودة آية إلى الوطن، ومن دواعي الشرف الكبير أن ألتقي بها في المكتب البيضاوي". ووجه ترامب سؤالًا إلى حجازي، خلال اللقاء، قائلًا: "هل قمنا بعمل جيد؟!"، فردت: "لقد كان أمرًا رائعًا".