كشفت و سائل إعلامية عن وساطة محتملة للسلام بين الفلسطينيين وإسرائيل تقوم بها القاهرة وترعاها واشنطن،الأمر الذي يعيد إلى الأذهان فترة طويلة بلغت ما يقرب من 20 عاما لمحاولات مصرية قادها الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، ولم تحقق اختراقا. ورغم ما كان ل"مبارك" (2011:1981) من نفوذ وتأثير لدى جانبي الأزمة، لكنه لم يصل لبعيد، عبر خطوات عديدة ومحاولات متواصلة ترصدها الأناضول في هذا التقرير. دعوة مبارك للسلام التي ظهرت في يونيو 1989، وفق إعلان رسمي، لم يسبقها من غيره من الرؤساء المصريين، أو تليها خطوات مماثلة إلا في عام 2016 من الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي. ففي عهد الرئيس الأسبق، جمال عبد الناصر، (1956 : 1970) رفعت لاءات ثلاثة (لا اعتراف، لا صلح، لا تفاوض) في وجه إسرائيل، في مؤتمر عربي، 1967 بالخرطوم، وركز سلفه أنور السادات (1970: 1981) ، على اتفاق إطار سلام مصري إسرائيلي منفرد "كامب ديفيد" (1978) ومعاهدة السلام (1979)، ودعوة لاعتراف متبادل بين فلسطين وإسرائيل. وبعد إطاحة ثورة يناير 2011، ب "مبارك" لم يقترب المجلس العسكري (2012:2011) من الملف الفلسطيني الإسرائيلي بوضوح، كما ابتعد عهد محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا (2013:2012)، والمنتمي لجماعة الإخوان الرافضة لإسرائيل، عن ملف السلام،. وبرز دوره فقط في السعي لوقف اجتياح إسرائيلي لغزة في 2012، فضلا عن انشغال الرئيس المؤقت السابق عدلي منصور (2014:2013) بالأمور الداخلية عقب الإطاحة بمرسي. وفي إعلان رئاسي في مايو 2016 أطلق السيسي، الذي تولى السلطة في يونيو 2014، نداء سلام وجهه للإسرائيليين والفلسطينيين. ودعا الرئيس المصري وقتها، إلى ضرورة إعادة مفاوضات مباشرة للسلام، التي توقفت نهاية أبريل/نيسان 2014، دون تحقيق أية نتائج تذكر، بعد 9 شهور من المباحثات برعاية أمريكية وأوروبية؛ بسبب رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وقبول حدود 1967 كأساس للمفاوضات، والإفراج عن معتقلين فلسطينيين قدماء في سجونها. وخلال 20 عاما من 1989: 2009، سعي مبارك لسلام فلسطيني إسرائيلي، وفق ما رصده مراسل الأناضول، من تقارير معلوماتية وتاريخية خاصة وأخرى صادرة عن هيئة الاستعلام الرسمية بمصر، على النحو التالي: وطرح مبارك في يونيو خطته لسلام بين فلسطين وإسرائيل تتضمن نقاطا منها مبدأ الأرض مقابل السلام وإقرار الحقوق للفلسطينيين ووقف الأنشطة الاستيطانية، والتي كانت رافضة لمبادرة الحكومة الإسرائيلية قبلها بشهر التي اشترطت رفض إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وفي أكتوبر الماضي من العام الماضي رحبت مصر بطرح جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، بإجراء حوار فلسطيني إسرائيلي كخطوة أولي للسلام، والتي طرحت كحل وسط بين المبادرة الإسرائيلية والخطة المصرية. شهدت مصر في فبراير توقيع "اتفاق القاهرة" بين منظمة التحرير الفلسطينية، وإسرائيل لتجاوز التعثر في تنفيذ اتفاق أوسلو الذي وقع في سبتمبر 1993، والمعروف رسميا باسم إعلان المبادئ حول ترتيبات الحكم الذاتي الانتقالي الفلسطيني. وفي اتفاق القاهرة تم تحديد منطقة الحكم الذاتي في أريحا وقطاع غزة، واتفق على تسيير دوريات مشتركة فلسطينية – إسرائيلية على الطرق التي تربط بين المستوطنات في الأراضي الفلسطينية، وكذلك الترتيبات الأمنية على المعابر في غزة وأريحا. 1995 – مفاوضات طابا بسبب تعثر أوسلو وما تمخض عنها من اتفاق القاهرة، عقدت في سبتمبر/آيلول، مفاوضات طويلة ومكثفة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، في مدينة طابا (شرقي مصر)، بمشاركة الولاياتالمتحدة، ومصر والأردن وروسيا والنرويج والاتحاد الأوروبي، بهدف دعم الحكم الذاتي الانتقالي الفلسطيني والترتيبات الأمنية في الضفة الغربية وقطاع غزة. 1997 – قمة مبارك- نتنياهو عقدت قمة شرم الشيخ (شرقي مصر) في مايو/آيار بين مبارك وبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك (والحالي) بهدف تحريك عملية السلام ومناقشة استئناف المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين. 1998 – واي ريفر ونداء السلام بتنسيق مع السعودية أطلق مبارك مع جاك شيراك الرئيس الفرنسي وقتها في مايو نداء للسلام وعقد مؤتمر دولي بباريس لإنقاذ عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية كما استضافت شرم الشيخ محادثات سميت واي ريفر وأسفرت عن توقيع اتفاقية بهذا الاسم في أكتوبر/تشرين أول تضمنت الانسحاب الإسرائيلي من 13% من أرض الضفة، وإطلاق سراح بضعة مئات من أصل 3000 معتقل سياسي فلسطيني حينها، والسماح بتشغيل مطار غزة والسماح بطريق آمن بين الضفة والقطاع. 1999 - واي ريفر 2 استضاف منتجع شرم الشيخ المصري، في سبتمبر مفاوضات سلام واي ريفر 2 بين رئيس السلطة الفلسطينية الراحل ياسر عرفات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي حينها إيهود باراك لاستئناف عملية السلام، بعد عام من إتمام نسخته الأولى أيضا بالمنتجع المصري ذاته، ونصت الاتفاقية المعدلة على تمديد فترة الحكم الذاتي الفلسطيني إلى سبتمبر 2000 بدلا من مايو 1999 بحسب اتفاقية أوسلو وكذلك الإفراج عن مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين. 2001 – واشنطن-القاهرة-طابا وطرح جديد للسلام طرحت مصر والأردن في مارس مبادرة لوقف العنف واستئناف مفاوضات السلام و تنفيذ التسويات والتفاهمات الأمنية التي تم الاتفاق عليها بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني. وفي العام ذاته وقبل رحيل الرئيس الأمريكي آنذاك، بيل كلينتون قدم اقتراحا "لردم الهوة" بين الطرفين . وأطلق محادثات إضافية في واشنطنوالقاهرة ثم في طابا لاحقا. لم تجر هذه المحادثات على أعلى مستوى، لكنها نجحت بتقريب هوة الخلافات نوعا وشهدت مرونة أكثر فيما يخص تبادل الأراضي. وقال مراقبو الاتحاد الأوروبي إن إسرائيل أصبحت مستعدة لقبول أن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية. 2002 – قمة بوش- مبارك بعد مباحثات جرت في منتجع كامب ديفيد الأمريكي، يونيو بين الرئيس الأمريكي جورش بوش، ومبارك أعلن الأخير تصميم البلدين على بذل الجهد المشترك لإعادة الثقة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني, واستئناف مفاوضات جادة. وقبيل الزيارة أعلن مبارك عن رغبته في إعلان دولة فلسطينية أوائل 2003. 2003 - خارطة جنيف وفق تصريحات صحفية في ديسمبر/كانون أول أيد مبارك وثيقة جنيف غير الرسمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين التي تهدف لاستئناف عملية السلام، وقبلها بأشهر خارطة الطريق (أعلنت برعاية أممية أمريكية روسية أوروبية قبلها بأشهر وتسعي لإقامة دولة فلسطينية بحلول 2005) مع تضمين مصر بالخارطة في جهود مراقبة لتنفيذ الترتيبات الأمنية. 2004 – مبادرة تهيئة الأجواء طرحت مصر في يونيو مبادرة للقيام بدور مباشر في تهيئة الأجواء أمام تنفيذ خطة الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة. 2005 – قمة رباعية بشرم الشيخ في فبراير بمدينة شرم الشيخ عقدت قمة رباعية ضمت مبارك، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك آرييل شارون. جاءت هذه القمة بعد أربع سنوات ونصف من العنف وإقدام قوات الاحتلال الإسرائيلي علي اجتياح الأراضي الفلسطينية. وشهدت اهتماماً إقليمياً ودولياً ورغبة من الجانبين بإعطاء المفاوضات فرصة جديدة. استهدفت القمة إعلان فلسطيني إسرائيلي متبادل بوقف العنف، والإفراج عن عدد من الأسري الفلسطينيين، وإعادة المبعدين، وفتح المعابر، والإقرار بتنفيذ الانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة، وتفكيك مستوطنات بشمال الضفة الغربية. 2008 – محوران للسلام أكدت مصرفي ديسمبر أول أنها تبذل تحركا يرتكز على محورين الأول: توفير فترة استقرار لمواصلة المفاوضات الإسرائيلية - الفلسطينية والثاني: إنهاء الصراع بين الفصائل الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني للموافقة سويا على اتفاق السلام مع إسرائيل. 2009 تحذير مبارك أكد مبارك في فبراير أنه أبلغ الرئيس الأمريكي آنذاك باراك أوباما أن القضية الفلسطينية لا تحتمل التأجيل، وأنه يتطلع لإنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة بلا انتظار، موضحاً أن المنطقة لن تنعم بالسلام والأمن، أو تتخلص من شرور الإرهاب دون أن يحصل الشعب الفلسطيني علي حقوقه المشروعة. 2009 – قمة شرم الشيخ عقب استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو في شرم الشيخ في مايو ، أكد مبارك إن تحقيق السلام أمر ممكن، فيما دعا نتنياهو إلى سلام مع الفلسطينيين يتزامن مع ما وصفه بتحقيق الأمن والرخاء، لكن لم يسفر الأمر كالمعتاد عن اختراق حقيقي.