قال كيث بويفيلد, الباحث في مركز الدراسات الأمنية والسياسية في لندن, إن وسائل الإعلام الغربية تقع في خطأ كبير عندما تضع منفذي الهجمات الإرهابية, الذين وصفهم ب"المجرمين", في خانة واحدة مع المسلمين المعتدلين. وأضاف بويفيلد في تصريحات ل"الجزيرة", أن التعامل مع ما سماه سرطان الهجمات الإرهابية, الذي ينتشر في مختلف أنحاء العالم وليس أوروبا فقط, سيستغرق سنوات كثيرة قادمة. وتابع " الهجمات ستزداد, لأن خسارة تنظيم الدولة معاقله في العراق سيقوده للقيام بهجمات أكبر في أوروبا والغرب"، مشيرا إلى أن السجون الممتلئة عن آخرها في بريطانيا يبدو أنها مدارس لتعبئة وتجنيد الأنصار للتنظيم. واستطرد الباحث " المتضرر من هجمات التنظيم في أوروبا هم مواطنو الدول الأوروبية والسياح الذين يأتون لزيارتها"، واصفا من ينفذون تلك الهجمات بأنهم مجرمون لهم تاريخ إجرامي ويعانون من التهميش ويشعرون أنهم غرباء في المجتمعات الغربية. وأكد بويفيلد ضرورة تسليط الضوء على الأنشطة الجيدة التي تقوم بها الجمعيات الإسلامية في بريطانيا، واصفا عمدة لندن صديق خان بأنه مثال ناجح ومتميز للمسلم المعتدل. وكان شخص يدعى خالد مسعود (52 عاما) , وهو بريطاني المولد, دهس الأربعاء 22 مارس بسيارته المستأجرة عددا من المارة فوق جسر وستمنستر، ثم صدم السياج الحديدي حول مبنى البرلمان البريطاني وسط لندن، قبل أن يطعن شرطيا يحرس البرلمان عشر طعنات فقتله، ثم أطلق شرطي آخر النار على المهاجم فأصابه بجروح قاتلة. وبلغ عدد قتلى الهجوم خمسة بينهم منفذه، بينما بلغ عدد الجرحى خمسين على الأقل تطلّبت حالات 31 منهم المعالجة في المستشفى. وتبنى تنظيم الدولة الهجوم، وقالت وكالة أعماق التابعة للتنظيم إن المنفذ "جندي للدولة الإسلامية"، وأضافت أنه نفذ الهجوم تلبية لدعوات سابقة أطلقها التنظيم لاستهداف رعايا دول التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة. وقالت الشرطة البريطانية إن خالد مسعود، كان يعرف بعدة أسماء منها: خالد شودري، وأدريان ألمز، وأدريان راسل، وإن له سجلا إجراميا. ومن جانبها, ذكرت "الجزيرة" أن أجهزة الأمن لم تتأكد إن كان مسعود يتحرك منفردا أم له معاونون، بينما ألقت الشرطة القبض على شخصين وصفا بالمهمين. وبحسب الشرطة البريطانية, فإن مسعود بات ليلة العملية في مدينة برايتون الساحلية وتوجه إلى لندن في الصباح بسيارة استأجرها من مدينة برمنغهام الشمالية. وبحسب وكالة الصحافة الفرنسية فقد فتشت الشرطة 16 مكاناً، ولا تزال تنفذ خمس مداهمات أخرى معظمها في لندن وبرمنغهام التي تردد أن المهاجم عاش فيها واستأجر السيارة التي استخدمها في الهجوم من بلدة على مشارف المدينة. ونقلت الوكالة عن مسؤول مكافحة الإرهاب في الشرطة البريطانية مارك راولي قوله إن مسعود كان له العديد من "الأسماء المستعارة"، ولديه سجل بارتكاب مخالفات عنيفة، ولكن لم يحكم عليه مسبقا في قضايا تتعلق بالإرهاب. ومسعود مواطن بريطاني ولد في كنت جنوب شرقي إنجلترا، وأدين بين عامي 1983 و2003 بتهم، بينها الاعتداء وحيازة أسلحة. ووفقا لصحيفة "صن" البريطانية, فقد كان مسعود متزوجا من امرأة مسلمة عام 2004، وانتقل في 2005 إلى السعودية لممارسة التعليم وعاد في العام 2009.