كشف القيادي السابق في الجماعات الإسلامية، الدكتور ناجح إبراهيم، عن وجود مراجعات فكرية تمت داخل السجون الفترة الماضية يقودها الدكتور أسامة الأزهرى، مستشار رئيس الجمهورية للشئون الدينية. وأكد إبراهيم فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن هذه المراجعات توقفت في الوقت الراهن مشيرًا إلى عدم معرفته بالأسباب الحقيقية وراء ذلك، إلا أنه فى الوقت نفسه شدد على إمكانية عودة استئنافها الفترة المقبلة. ولفت إلى أن الدولة كان لابد لها قبل الحديث عن المراجعات، أن تصون كرامة المسجونين، ومستقبل الطلاب، مطالبا بضروة تركهم يؤدون دراستهم دون أي اعتراض أو منع من السجون، مضيفًا: "يجب أن يراعوا أهالي المسجونين، قبل أي كلام عن المراجعات وخلافها".
يأتي ذلك مع تسرب معلومات عن فتح قنوات اتصال للمصالحة بين الدولة وجماعة الإخوان المسلمين، على الرغم من نفى الدولة ذلك، إلا أن شخصيات سياسية بين الحين والآخر تعلن عن وجود مبادرات للتدخل والتوسط وتضع شروطا لعودة الإخوان للحياة السياسية، خاصة فى ظل تصاعد الإرهاب بالبلاد فى سيناء، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة وجود استقرار سياسى حتى تتفرغ الدولة لمواجهة الإرهابيين بحسب أراء الخبراء.
وهذه ليست المرة الأولى التى يتم الدعوة فيها إلى فتح مراجعات فكرية مع شباب الجماعة والتيارات الفكرية، حيث حدث المراجعات الأولى في التسعينيات، والتي أدت إلى فتح مجال للحوار بين جميع التيارات بالدولة المصرية. بداية المراجعات الفكرية في التسعينيات: مع بداية وقف أعمال العنف في 1995 من جانب الجماعة الإسلامية خاصة القيادي خالد إبراهيم أمير الجماعة الإسلامية في أسوان، وهو أول من دعا إلى وقف العنف والحث على المراجعات، بعد صراع طويل بين الأفكار والمعتقدات الدينية والفكرية، والاستمرار في الوجود وعدم فتح باب العنف المستمر مع الدولة. وكان دور المراجعات التي قادها أئمة الجهاد في ذلك الوقت كان الدكتور ناجح إبرهيم، وكرم زهدي، وعاصم دربالة، والذي أدى إلى تراجع من قبل الجماعة الإسلامية، ولكن منهم من لم يستجيبوا لهذا وقرروا مواصلة العنف وكانت أحداث الأقصر 1997 نقطة التحول لمجموعة من الجهاديين الذين رفضوا بشكل قاطع المراجعات. الداخلية والأزهري يدخلان خط المراجعات: تدخلت وزارة الخارجية على خط المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية في السجون، وكانت الوزارة قد قدمت الدعوة للشيخ "أسامة الأزهري" مستشار الرئيس للشئون الدينيه، والذي بدأ بالفعل من فترة في التواجد داخل السجون المصرية التي يكمن فيها الفصائل الإسلامية والتي يراها البعض أنها الضوء الأخضر من "رأس" الدولة لنبذ العنف والعودة مره أخري للأفكار السوية مقابل الإفراج علي من يتعهد بذلك. عوده المراجعين الأوائل في الكتب الأربعة الأخيرة للشيخ الدكتور ناجح إبراهيم والتي من بينها "بين التكفير والتفجير" و"رسالة إلى الدعاة"، و"الجهاد في الإسلام"، و"كيف نفهم الإسلام"، هذه الكتب الأربعة هى الكتب التي خاطب فيها كل الجماعات الإسلامية التي تستمر في نهج العنف وهو الدور الذي قام به في السابق مع بعض قاده الجماعات الإسلامية، وهو ما جعله من أوائل المطالبين بالتحدث مع ممن يعتنقون تلك الأفكار، إضافة إلى تجاربه السابقة من مراجعات التسعينيات وما أتت منها من ثمار. وعن استخدام التعامل الأمنى مع الجماعات الإسلايمة، وإمكانية عودة المراجعات الفكرية، علق الخبير الأمني "فؤاد علام" قائلاً إنه قبل التحدث عن التصالح مع أى جماعة أو فصيل لابد أولا من التصالح مع أفكارها ومفاهيمها لأنها، تعيش خارج إطار القانون.
وأضاف فى تصريحات خاصة ل"المصريون" أن المراجعات الفكرية التي تمت في التسعينيات لم يستجب لها إلا الجماعات الإسلامية والجاهدين فقط، مشيرًا إلى أن نجاح التجربة جاء بعد تكاتف من الأزهر والأوقاف وإرسال قوافل دينية في العدد المدن والقرى وأيضًا بالتنسيق مع جهاز أمن الدولة وقتها مما أثمر من نجاحها والدليل على ذلك اعتدال "ناجح إبراهيم" و"كرم زهدي".